الجمهورية - تركيا: الإيرانيّون يثقون بالأميركيّين أكثر ويفضّلون الوقود من واشنطن لا موسكو
إعلام وصحافة /
سياسية /
2011-05-05
الخميس 5-5-2011
WIKILEAKS
تركيا: الإيرانيّون يثقون بالأميركيّين أكثر
ويفضّلون الوقود من واشنطن لا موسكو
)أحمدي نجاد (برّاك
في وثيقة سرّية تحمل الرقم 02ANKARA001654 صادرة عن السفير الأميركي لدى تركيا جيمس جيفري في 17/ 11/ 2009 جاء أنّ نائب مساعد وزير الخارجية غوردون سمع من وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو بعد جولتي محادثات صاخبتين مع الإيرانيّين في اسطنبول، أنّ طهران تريد إجراء محادثات مع سولانا (خافيير) لكنها أبلغت إلى طهران أنّها تعاني مشاكل جدّية مع كوبر وبريطانيا. ونقل عن الإيرانيين أنّهم يثقون أكثر بالولايات المتحدة، وأنّهم يفضّلون الحصول على الوقود من الأميركيّين وليس من الروس.
وأضاف أوغلو أنّ الإيرانيّين على استعداد لإرسال وفد إلى فيينّا للعمل على تفاصيل هذا الاقتراح، مشيرا إلى وجود مشاكل محلّية جدّية في إيران.
ووصف الوزير التركي الرئيس أحمدي نجاد بأنّه "أكثر مرونة" من مسؤولين آخرين داخل الحكومة الإيرانية. وكشف أوغلو ردّا على ما قاله أردوغان عندما سئل هل يعتبر إيران دولة صديقة : "لوكان جوابه النفي، لكان من المستحيل إقناع طهران بالتعاون"، مشيرا إلى أنّ تركيا وحدها تستطيع أن تنتقد الإيرانيين في شكل "فجّ".
وفي هذا السياق، سأل الأتراك أحمدي نجاد هل يعتبر جوهر القضيّة نفسيّا أكثر ممّا هو في المضمون، فأجاب نجاد "نعم"، لقد وافق الإيرانيّون على الاقتراح، ولكن يحتاجون إلى إدارة التصوّر العام. وفقا لذلك، يقترح الإيرانيون أن تُنقل أوّل 400 كيلوغرامات إلى جزيرة كيش، وبالتالي يتمّ حفظها في الأراضي الإيرانيّة، ويتلقّون على الفور كمّية معادلة (30-50 كلغ) من الوقود المُخصّب. وفي المرحلة الثانية، سيتمّ التركيز على تهيئة الرأي العام الإيراني. بعدها، تمضي طهران قدُما مع الاقتراح التركي في ما يتعلّق بالـ 800 كيلوغرام المتبقية، وستكون على الأرجح على دفعتين. وقال أوغلو إنّ البرادعي وافق على أخذ ذلك في عين الاعتبار، مشيرا إلى أنّه تحدّث الأربعاء إلى المستشار الأمني القومي الجنرال جونزن، الذي قال إنّه قد يجدر بنا الاقتراح على الإيرانيين أن ينقلوا 600 كلغ إلى جزيرة كيش بالتزامن مع 600 كلغ أخرى إلى تركيا.
وقال غوردون إنّه لا يستطيع أن يعطي جوابا رسميّا على هذا الاقتراح، إذ إنّها المرة الأولى التي نسمع به، غير أنه يتوقّع أن يكون هناك الكثير من الشكوك في شأن تزويد إيران النفط قبل أن يسحب اليورانويوم المنخفض التخصيب. وسيكون من الأفضل الحصول فورا على 1200 كلغ كلّها.
لاحظ أوغلو أنّ هناك اقتراحين مختلفين، أحدهما طلب إيران تزويدها النفظ لمفاعلها النووي. وقال: حتى لو حصل ذلك يبقى علينا العمل على الحدّ من قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم. وأضاف: إذا نجحنا في هذا الاقتراح، ستنشأ عن ذلك "ثقة" و"زخم جديد"، وسيفتح مجالا للمحادثات. وبعدما لاحظ غوردون أنّ أوغلو لم يتناول سوى النتائج السلبيّة الناجمة عن العقوبات أو اللجوء إلى القوّة العسكرية، دفعه إلى تحديد ما سيكون عليه تقييم أنقرة في حال حصلت إيران على سلاح نووي. وعلى الأثر، أجاب أوغلو في شكل عفويّ تركيا مُدركة "طبعا" هذا الخطر. وهذا يفسّر بالضبط لماذا تعمل تركيا بجدّ مع الإيرانيين. فالرئيس غول أمضى بنفسه ساعتين مع أحمدي نجاد، يوم الأحد في اسطنبول.
قال غوردون إنّ في الوقت الذي أدركنا أنّ تركيا تستطيع أن تلعب دور الوسيط، راحت بعض تعليقات رئيس الوزراء العلنيّة الأخيرة تثير التساؤلات في شأن نظرة تركيا تجاه هذه المسألة. وقال أوغلو إنّه مدرك هذه المخاوف، ولكنه اعتبر أنّ صحيفة "الغارديان" لم تنقل بدقّة مقابلتها الأخيرة مع رئيس الوزراء. وقد تمّ اتّخاذ تعليقات هذا الأخير خارج السياق. وسُئل أردوغان هل ينظر إلى إيران كصديق، وإذا كان جوابه "لا"، فلن يكون في الإمكان إقناع طهران بالتعاون مع اقتراحه الأخير. ورأى أوغلو أنّ تركيا وحدها تستطيع التكلّم بصراحة وتوجيه الانتقادات إلى الإيرانيّين، فقط لأنّ أنقرة تبعث علَنا برسائل صداقة.