الأهداف
منذ التأسيس(1977-1978) حتى وقتنا الحاضر، تبلوَرت الأهداف وتحدّدت الغايات الآنية منها والمستقبلية، التي كانت آنذاك أقرب إلى الطموحات والآمال والتمنّيات، منها إلى أيّ شيء آخر، وتوضّحت الأسباب التي دعت إلى قيام مركزنا الثقافي وهي:
أوّلاً: تحقيق هدف تربوي وإنساني. وقد تحدّد في حينه بتقديم قروض ماليّة لطلاب وطالبات صيدا. وهو تعبيرٌ عن تحسّس مشكلة اجتماعية تربويّة إنسانيّة، ومحاولة متواضعة لإيجاد حلّ جزئيّ لها في غياب الدولة اللبنانية. ذلك أنّ كثيراً من طاقات طلاب وطالبات صيدا وإمكانياتهم العلمية تذهب هباءً بسبب الفقر وعدم المقدرة الماليّة على متابعة تحصيلهم العلميّ، الثانويّ أو الجامعيّ.
ففي هذا المجال، كان قد وردَ في أولى نشراتنا ما نصّه حرفياً، إذ نقول: "فليس من العدل أن يكون باب التَّخصّص العالي في المجالات العلمية والتّقنية مشرّعاً للطلاّب المَيسورين فقط، ويقفل هذا الباب في وجه أولئك المبرّزين والمبدعين من الطلبة الذين لا ذنب لهم سوى أنَهم لا يملكون القدرة الماليّة الضروريّة على متابعة التحصيل العالي".
فالهدف الأول إذن لتأسيس المركز الثقافي هو البحث عن الكفاءات العلمية والإمكانات الثقافيّة ومساعدتها مادياً ومعنوياً، تربوياً واجتماعياً، وفسح المجال لها عن طريق :
1 ـ التوجيه التربويّ والمهنيّ في مختلف المراحل الدراسيّة، وملاحقة التلاميذ والطلاب المبرّزين منهم، وذلك من الصّفوف الابتدائية، حتّى الصفوف الثانويّة مروراً بالمرحلة المتوسطة، وتشجيع هؤلاء جميعاً بتقديم الجوائز لهم والمكافآت الماليّة والإرشادات التربوية وسواها.
2 ـ تقديم المساعدات والقروض المالية اللازمة للطلبة والطالبات المبرِّزين الذين تحول أوضاعهم الماديّة والاجتماعيّة دون متابعة دراستهم وتحصيلهم العلمي وتخصّصهم الجامعيّ.
وهنا نشير إلى أنّ مركزنا الثقافي هو أول مؤسسة ثقافيّة من نوعها تقوم بهذا العمل التربوي ـ الإنساني في مدينة صيدا والجنوب اللبنانيّ، بل وحتى في لبنان أيضاً.
3 ـ الحثّ على التخصّص العالي، وبخاصة في الفروع العلميّة ـ التقنيّة التي نحن بأمسّ الحاجة إليها.
4 ـ توفير المعلومات اللازمة للطلاب والطالبات عن مختلف الجامعات في العالم :
شروط الانتساب، أهمية الفروع فيها، أنواع التّخصّص، إلخ...
أماّ الهدف الثاني لوُجود جمعيّتنا الثّقافية فهو:
ـ إقامة مركزٍ ثقافيّ، تربويّ، اجتماعيّ، في مدينة صيدا بالمعنى الحقيقيّ للكلمة، في الشكل والمضمون، بهدف أن يرافق هذا النّموّ والاستقطاب الاقتصاديّ والاجتماعيّ والعمرانيّ، نموٌّ واستقطابُ المواهب الثّقافية والعلميّة والميول الأدبيّة والفنيّة، وذلك عن طريق:
* إنشاء منتدياتٍ وقاعات حديثة للنّدوات والمحاضرات والمؤتمرات العلميّة والمعارض الفنيّة والنّشاطات الأدبيّة والمسرحيّة، مما يُشيع جواً ثقافياً وفكرياً في المنطقة وضواحيها، يهدف إلى بحث قضايا المجتمع الأساسية ومناقشتها... وهذا ما كانت، ولربما ما زالت حتى الآن تفتقر إليه مدينة صيدا.
* إقامة مكتبة أهلية عامة، غنيّة ومتنوّعة، تكون ملاذاً علميّاً وأدبيّاً وتربويّاً للأجيال الصّاعدة المتلاحقة، وتسدّ حاجة ماسّة لطالما شَعر ويشعر بها حتى الآن الطّالب والأستاذ والمثقّف وأيّ باحث أو قارئ في مدينة صيدا والمنطقة عموماً.
*يضاف إلى ذلك ويستلزمه، أهمية تنشيط الجوّ الثقافيّ العام في المدينة، وإثارة الاهتمام الثّقافيّ والفكريّ، التربويّ والاجتماعيّ، بمختلف قضايا صيدا والجنوب اللبناني.
الهدف الثالث: ثمّة فكرةٌ أساسيةٌ وراء تأسيس المركز الثقافيّ للبحوث والتوثيق تتلخّص في أنّ أيّ رغبة حقيقيّة وجِدّيّة في تغيير الواقع الاجتماعيّ والتربويّ نحو الأحسن، ينبغي أن تنطلق من معرفة هذا الواقع الاجتماعيّ، المعرفة التفصيليّة والشمولية في آن معاً. من هنا كان الاتجاه العلمي منذ الابتداء لكتابة تاريخ صيدا الاجتماعي الحديث، مرتبطاً بتاريخ منطقة الجنوب ولبنان والمنطقة العربية عموماً انطلاقاً من :
* إقامة قسم خاصّ للبحوث والدّراسات والمعلومات والتّوثيق، يكون ضابطاً لأحداث الحاضر وراصداً لأوضاعه وتقلّباته.
* تحقيق البحوث العلميّة والدّراسات الاجتماعيّة والثقافية، النظرية والميدانية، التي تتعلّق بمدينة صيدا على وجه التّخصيص وبمنطقتها عموماً، وتشجيعها ماديّاً ومعنوياً..
كل ذلك بهدف الإسهام الثّقافي والفكري والمعرفي في علمية الّتغيير الاجتماعي وبناء مستقبل أفضل..