لماذا مشكلة الصحة الآن؟!
المركـز الثّقافـي 18 كانون الثاني 1985
للبحوث والتوثيق
صيـدا
لماذا مشكلة الصحة الآن؟!
في الوقت الذي يخوض فيه شعبنا في الجنوب اللبناني وفي صيدا بالذات، معركته الوطنية من أجل التحرير: تحرير الأرض والإنسان، في هذا الوقت بالذات، لم تغب عن ذهننا أبداً، نحن في المركز الثقافي، المعركة الأخرى، الجهاد الأكبر، نعني به معركة الداخل: المعركة الاجتماعية.
فلا تحرير وطني دون تغيير إجتماعي حقيقي في حياتنا وفي مجتمعنا. ولا تغيير إجماعي دون تحرير الأرض وتحرير الإنسان واستقلاله. فهناك تلازم بين المعركة الوطنية والمعركة الاجتماعية، وتفاعل بينها لا يمكن إغفاله في حاضرنا ومستقبلنا. وهذا التفاعل إنما هو لمصلحة الإنسان وإعلاء شأنه.
من هنا كان اختيارنا لمشكلة الصحة كموضوع يأتي في مقدمة نشاطات المركز الثقافي الاجتماعية والثقافية… ومن هنا كانت دعوتنا لمجموعة من أطباء صيدا والجنوب، مشهود لهم بخبرتهم الطويلة وتجربتهم الواسعة وممارستهم لقضايا الصحة وأمورها من وجوهها المختلفة:
ـ فالدكتور نزيه البزري، معترف له بسعة إطلاعه على شؤون الصحة العامة وشجونها في حقبة زمنية تزيد عن أربعين عاماً، ومعرفته على الأخص، عن قرب وفي عهود مختلفة، لسياسات الدولة في هذا النطاق. فهو الطبيب النائب ووزير الصحة السابق…
ـ والدكتور إبراهيم عطوي، مدير مستشفى الحكومي في صيدا، يدرك بحكم عمله واختصاصه واهتماماته المهنية، أوضاع المستشفيات الحكومية في الجنوب اللبناني والتوجهات الرسمية العامة في هذا الميدان…
ـ والدكتور غسان حمود، صاحب ورئيس مستشفى حمود في صيدا، على علم بتطور أوضاع المستشفيات الأهلية والخاصة في صيدا والجنوب، والدور الذي تلعبه في الماضي والحاضر، والحاجة التي تلبيها، ومختلف القضايا الأخرى التي تحيط بها…
ـ والدكتور أنطوان ضاهر، مدير مصلحة الصحة العامة في الجنوب اللبناني، على معرفة بأوضاع المستوصفات الحكومية في منطقتنا ماضياً وحاضراً، وشتى الصعاب التي تواجهها…
ـ وأخيراً الدكتور لبيب عبد الصمد، أحد أطباء ومسؤولي النجدة الشعبية في المنطقة الجنوبية، خير من يستطيع أن يقدم لنا صورة عن الوظيفة الصحية والاجتماعية التي تقوم بها المستوصفات الخيرية الخاصة، في ظروفنا الراهنة، والمشاكل المتنوعة التي تصطدم بها…
فهناك تساؤلات كثيرة ومتنوعة تجول في ذهن الرأي العام عموماً وتقلق باله وتثير خواطر وتبحث عن أجوبة مرضية عنها… وهي تتعلق:
ـ بدور المؤسسات الصحية، الرسمية والخاصة، في الجنوب اللبناني… وما تقوم به لخدمة المواطن والإنسان… وما لا تقوم به…
ـ وتفشي الأمراض وأنواعها وأخطارها…
ـ وموقف المواطن منها على الأخص، وازدياد وعيه واهتماماته الواضحة في أمور الصحة العامة…
ـ وغلاء الدواء وشجونه المتنوعة وخفاياه… والموقف من ذلك على الصعيد الرسمي والخاص…
عن كل ذلك وعن غيره أيضاً، يجيب السادة الأطباء المساهمين في ندوتنا العامة، فمجال الأسئلة والأجوبة مفتوح، وكذلك باب النقاش…
الدعوة عامة: نأمل إسهامكم معنا في بلورة مشاكلنا الاجتماعية، وإيضاحها… بحضوركم وطرحكم الأسئلة ومشاركتكم في النقاش…
اللجنة الثقافية