المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات - ستة أشهر على الانتفاضة السورية.. ومسار الإصلاح
الجمعة 16 أيلول 2011
ستة أشهر على الانتفاضة السورية.. ومسار الإصلاح،
قتل الحمير والسجود لصورة بشار الأسد
المصدر: موقع بيروت أوبزرفر
ستة أشهر مضت على الانتفاضة السورية التي أطلقها الشعب السوري بكل جرأة وبسالة، وبصدور عارية يواجه الآلة العسكرية العاتية لنظام قمعي لا يعرف للحرية معنى، وللكرامة احترام، وللإصلاح تفسير سوى أن يطلب من المواطنين السجود لصورة بشار والهتاف بأن (لا اله إلا بشار وماهر)..هذا هو مفهوم الإصلاح الذي يعرفه هذا النظام الديكتاتوري الذي أفسد سوريا ومحيطها وعاث خراباً في الداخل السوري وفي دول الجوار مستنداً إلى مجموعات من المرتهنين والمأجورين الذين يقدمون الولاء لهذا الديكتاتور تحت عنوان انه نظام الممانعة والمقاومة.. ستة أشهر مضت ولا زال وزير خارجية لبنان وباسم فريق مسلح من اللبنانيين وليس كل اللبنانيين يطلق التصريحات والمواقف المؤيدة للنظام السوري وكأنه لا يرى الصور المرعبة عن ممارسات آلة القتل التي ترتكبها باسم هذا النظام، وعن انتهاكات حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وآخرها ضرب طفلٍ سوري لأنه رفض السجود لصورة بشار الأسد في تصرفٍ لا إنساني، ولا أخلاقي ولا ديني.. فقد انتشر (على مواقع المعارضة السورية فيديو يُظهر طفلاً يتعرض للضرب المبرح من قبل عناصر يرتدون الزى العسكري ليجبروا ذلك الطفل على السجود على صورة للرئيس السوري بشار الأسد، وكان رجال الأمن يصرخون بصوت هستيري "من ربك؟". وطالب رجال الأمن في مقطع الفيديو، الذي قال الناشطون إنه تم تصويره في مدرسة بمدينة إنخل في درعا جنوب سوريا، الطفل بـ"الركوع" لصورة ما وصفوه بـ"الرب" بشار الأسد، لكن الطفل رفض، وبصق على الصورة، مما زاد رجال الأمن في تعذيبه كما يُظهر مقطع الفيديو). ومع ذلك أعلن وزير خارجية هذا الفريق اللبناني المسلح في موقف لا إنساني يستفز مشاعر شريحة واسعة من اللبنانيين والعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي باستثناء إيران طبعاً..(تحفّظ لبنان عن البيان الصادر عن جامعة الدول العربية في ختام الدورة العادية لمجلس وزراء خارجية الدول العربية، على غرار ما فعلته سوريا التي رفضت البيان لأنه "عمل عدائي وغير بنّاء في التعامل مع الأزمة". وهذه المرة الثانية يستعمل لبنان التحفّظ في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بعد 27 آب/أغسطس، الماضي خلال مناقشة الأزمة السورية.).. ستة أشهر مضت على انتفاضة الشعب السوري، ولا زالت بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية تلاحق وتتابع كل من يطلق صوتا مؤيداً لثورة الشعب السوري ومديناً لممارسات القمع والقتل التي يمارسها هذا النظام بحق شعبه وبحق الشعب اللبناني والفلسطيني، فقد عادت ممارسات التوقيف والاعتقال العشوائي على الحدود السورية اللبنانية، والدولة اللبنانية غائبة، لأن أجهزتها الأمنية في كافة المناطق التي تشهد لقاءات وتجمعات وندوات مؤيدة للشعب السوري، منشغلة بمطالبة بعض المرجعيات الدينية والسياسية بالضغط على هذه القوى والهيئات الدينية والعلمانية ومؤسسات حقوق الإنسان لوقف حملتها المؤيدة للشعب السوري.. في الوقت الذي تتجاهل فيه هذه الأجهزة كل ما يقوله ويطلقه أتباع سوريا في لبنان على شاشات التلفزيون من عبارات واتهامات وتهديدات، وتتجاهل القوى الأمنية كلياً كل تظاهرة يطلقها حزب الله وحركة أمل تحت اسم العمال السوريين تأييداً للنظام السوري، بينما تلاحق ولو شكلاً كل من يدعوا للتظاهر دعماً للشعب السوري..؟؟ كما يقوم المنتفعين من بقاء هذا النظام بالدفاع عن ممارساته وتصرفاته دون هوادة متجاهلين كل المبادئ والقيم والشعارات التي يطلقونها سواء كانت دينية أو أخلاقية أو إنسانية أو سياسية، فكيف نبني مجتمعاً مقاوماً ونحن نرى أن الجيش الذي يتم تمويله من مال ودماء وعرق وجهد الشعب السوري، يقوم بسفك دماء هذا الشعب والتنكيل به دفاعاً عن النظام والعائلة الحاكمة، وكيف نهاجم وندين ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحق الشعب الفلسطيني ونحن نضرب كل يوم مثلاُ فاضحاً على مدى تجاهلنا لحقوق الإنسان وعدم احترام أماكن العبادة ومقدسات كافة مكونات الشعب السوري الدينية والأثنية والعرقية.. وكأننا نبرر بموقفنا المتجاهل هذا بل المؤيد، كل ما تقوم به إسرائيل بحق المواطنين الفلسطينيين..
وأخر القول هو انه إذا كان هذا النظام يقوم بقتل وإهانة واعتقال وتعذيب مواطنيه الذين يستمد منهم شرعيته، بحجة عدم الخضوع للحاكم وعائلته، ويقوم بقتل الحيوانات (الحمير) كما نشر صور المجزرة الشبيحة أنفسهم، حتى لا يستخدمها المواطن السوري في مواجهة آلة القمع الرسمية، فكيف هي يا ترى نظرة هذا النظام لمن يخدم سياساته من مواطني الدول المجاورة وخاصةً في لبنان..!!
حسان القطب