صيدا تُحيي ذكرى "الأربعين" لوفاة الدكتور نزية البزري
صيدا تُحيي ذكرى "الأربعين" لوفاة الحكيم
إحتفالٌ تأبينيُّ حافلٌ في القصر البلدي
* * *
لقد جرى احتفال تأبينيُّ حاشدٌ في ذكرى مرور أربعين يوماً على وفاة المغفور له الوزير والنائب السابق الدكتور نزيه البزري، برعاية رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، مساء يوم الخميس الواقع فيه 23 تشرين الثاني 2000 في قاعة احتفالات القصر البلدي في صيدا، وذلك بدعوة من "لجنة حفل التأبين"، المؤلفة من: رابطة أطباء صيدا، تجمُّع المؤسَّسات الصحية ـ الاجتماعية في قضاء صيدا، اتحاد بلديات صيدا ـ الزهراني، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، جمعية تجار صيدا وضواحيها، جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا.
وقد تحوَّل هذا الاحتفال التأبيني الحافل إلى تظاهرة وطنيَّة واجتماعيَّة أشادت بمسيرة الراحل، السياسيَّة والإنسانيَّة والطبيَّة، ونوَّهت بمزاياه وعطاءاته في خدمة مدينة صيدا والجنوب ولبنان. وقد تقدَّم الحضور ـ الذي غصَّت به قاعة الاحتفالات الرئيسية في بلدية صيدا، فضلاً عن قاعتَيْن مجاورتَيْن ـ حشدٌ كبيرٌ من الشخصيات الرسمية والسياسية والروحية والحزبية.(1)
بعد آي من الذكر الحكيم والنشيـد الوطني اللبنانـي، وتقديـم من عريف الاحتفال، ألقى مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين الكلمـة الأولى في هذا الاحتفال التأبيني، فقـال:
أيها الحفل الكريم
إنتقل، الدكتور نزيه البزري إلى جوار ربه راضياً مرضياً، مخلِّداً ذكراه الحَّسن وموقفه المميَّز في تاريخ هذه المدينة التَّاريخيَّة المناضلة، بما قدَّم من فضائل الأعمال، وجلائل الخدمات، وبما امتاز به من مواقف إيمانيَّة وطنيَّة وإنسانيَّة جريئة وجليلة.
كانت مواقفه وتحرُّكاته ضمن إطار إعداد العدَّة التي تمدُّ الدولة قوة "وسيادة" والوطن مجداً وكرامةً، والشعب عزةً وإباءً. وكانت توجُّهاته تصبُّ في خانة العمل على وَحدة لبنان والتعايش الوطني المشترك وإنقاذ الإنسان.
وكان للدكتور نزيه البزري أسلوبُه الخاص في أداء رسالته الإنسانية وطريقته المميَّزة في التَّعاطي مع الأحداث، وسياسته النابعة من إنسانيَّته وحبِّه لوطنه وانصهاره في مجتمعه والعمل على النهوض به. وأَحْزنَه واقع الإنسان، فنادى بوجوب الحفاظ على إنسانيته، وما خصَّه الله تعالى من تكريمٍ وحريةٍ وعيشٍ كريمٍ. وعمل الدكتور نزيه البزري على رفع الغُبْن عن المغبونين، والظلم عن المظلومين، والحرمان عن المحرومين. وأكد على المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات.
نَذَر حياته لإسعادِ إخوانه ومواطنيه، والتخفيف من آلامهم، وتلبية طلباتهم في الليل، كما في النهار، مُقتحماً الأزقَّة داخل مدينة صيدا، غير ملتفتٍ إلى نفعٍ ماديّ أو أجرٍ، سوى تجاوبه مع إنسانيَّته ومرضاة ربِّه.
كان همُّه توعيةَ الشعبِ سياسياً ووطنياً، وتحصيلَه علمياً وخلقياً، وتقويتَه إيمانياً وفدائياً، وإعدادَه إنساناً حضارياً. وبهذا المنطق وهذا التوجُّه، كانت معالجتُه للقضايا والأحداث. وكان نضالُه المستمرُّ وجهادُه المتواصل من أجل بناءِ لبنان الجديد ونصرةِ القضيةِ الفلسطينية وكلِّ قضيةٍ عربية، ومكافحة الظلم الاجتماعيّ والانحراف عن جادة الطريق.
وكان رحمه الله لا يأبه لتهديدات الطغمة الغاصبة من إسرائيل، ولا للوسائل التي كانت تمارسَها من أجل التطبيع والاستمرار في الاحتلال، بل ظلَّ قائدَ المسيرة، مسيرة الكرامة والتحرير مع زملائه القادة الوطنيين الصيداويين والجنوبيين والمقاومين الأبطال وشعب الجنوب، الصامدين الأحرار حتى النصر.
وبالجملة، فإن المغفورَ له الدكتور نزيه البزري، الطبيب والنائب والوزير والإنسان والوطنيّ العربـيّ والقائـد، كان في قيادته حكيماً، وفي معالجته الأمور والقضايا السياسيّـة والاجتماعيّـة والاقتصاديّـة والإنسانيّـة، حـذراً فطينـاً. وكان شُغلُه الشَّاغـل تهيئةَ مستقبلٍ لوطنـه، لا ينتهـي إلى ما انتهـى إليـه فـي الماضـي، مستقبـلٍ يحفظُ رسالةَ الوطنِ ويحرِّرَه من المحتلِّ المغتصبِ، ويعمـلُ من الطوائف نوافذ حضارية على العالم، لا دويلات متصارعة.
وأختم كلمتي هذه بقوله تعالى في كتابه العزيز: "وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابَتْهم مصيبةٌ قالوا: إنا لله وإنَّا إليه راجعون". وقوله تعالى: يا أيتها النفس المطمئنَّة، إرجعي إلى ربك راضية مرضية، فَدْخلي في عبادي وادخلي جنَّتي".
* * *
ثم أُلقيت كلمات باسم اللَّجنة الداعية لحفل التأبين: رابطة الأطباء في صيدا، وتجمُّع المؤسَّسات الصحيـة ـ الاجتماعيـة في قضاء صيدا، قبـل أن يتحدث باسم أصدقاء الفقيد، النقيب الصحافي زهير عسيران الذي عَرَض لمسيرته الطويلـة مع الراحل الدكتور نزيه البزري منذ الطفولـة، وقال: لقد احتلَّ أرفعَ مكانٍ في قلوب الصيداويين، رغم العواصف السياسية المتلاطمـة وتغيُّر الأسماء والنفوس وحكم الأقـدار الذي في طبيعته أن يفرِّق الناس ويقرِّبهم، حتى إذا أتت الساعة المقـدَّرة المكتوبة كهـذه التي نحن فيهـا الآن، انتشرت بالذكرى صفحات حياة نزيه البزري كاملة صافيـة، تَعْبَقُ منها أطياب السيرة الزكية الشريفة، المعطاءة، لهذا الصيداوي الكبير في النفوس أولاً، وبكل مقيـاسٍ من مقاييس عظمة الرجال. وختم قائلاً: إن "الحكيم" كان وظل دائماً في عيون الناس ونفوسهم، اليدَ المسعفـة والبسمة الرضية والمثل الصالح للكبير والصغير.
وبعد ذلك ألقى باسم أصدقاء الفقيد أيضاً، النائب والوزير السابق نصري المعلوف، كلمةً خاطب فيها الراحل بقوله: يا رفيق العمر، أيها العقل الذي يتوسَّم القلم والقلب، يملك الشجاعة والمحبة. وأضاف: لقد حمل الصديق نزيه البزري رسالةً تستهدف علاجَ الجسدِ من أمراضه، ورسالةً تستهدف معالجة النفوس من شتَّى أعراضها.
أيها الصديق، لقد اجتهدتَ فأصبتَ، فما كان أبهاك وأهداك، أصبحتَ بذلك صنفاً عجيباً من صنوف الدواء، أحسن ما عُرِفْتَ به واُشْتُهر عنك، أنك كنت تحسبُ نجاحك نعمة من المبدع العظيم.
وأشاد أخيراً وليس آخراً بأن الحكيم قد نَذَر نفسه لرسالتين نبيلتَيْن وعصبيَّتَيْن، وملأ بهما أيامه ولياليه، رسالة تبتغي علاج الجسد، ورسالة تسعى إلى علاج الروح والنفس الإنسانية. وكل واحدة من الرسالتَين تُضني وتُفني، فما بالك بالاثنتين معاً!!.
ولقد اجتهد الحكيم وأفاض، فله ما لأنداده الموعودين بالجنَّة. وقد نالها برحمة ربِّه وحسنٍ عطائه وصدقِ وَعْدِهِ.
ثم ألقى راعي الاحتفال الرئيس رفيق الحريري كلمة(2)، فقال:
أيها الحضور الكريم
إن وقوفنا هنا اليوم وفاءً لفقيدنا الكبير وإحياءً لذكراه، إنما هو وفاءٌ لأنفسنا ولأجيالنا المقبلة، لأننا بإحياء ذكراه لن نضيف إلى مسيرته الطويلة شيئاً.. المسيرة التي اتَّسمت بالحكمة والصدق والأمانـة والإيمان العميـق بهموم الناس وقضاياهم على مدى نصف قرن من الزمان، كان خلالها الدكتور نزيه البزري علَماً صيداوياً كبيراً.. عرفناه صلباً وقوياً وجريئاً.. صريحاً وصادقاً. وفي مسيرتي الطويلة معه، لم أسمعُه يوماً يقول: أنا.. بل كان يقول دائماً صيدا.. ولم يقل مرةً: أريد هذا الأمر لي.. بل كان يقول دائماً: ماذا علينا أن نفعل..
لقد خبر الحكيم السياسة باكراً وعرف أن الشأن العام ليس حسابات شخصية ومصالح ضيقة، وأنها ليست ربحاً وخسارة.. السياسة عند الحكيم، كانت استمراراً ووفاءً لما نَذَر نفسه إليه.. لقد تبوأ الحكيم الكثير من المناصب: وزارية ونيابية وبلدية.. وعرف المعارضة والموالاة.. وعاش الحكم وخارجه.. إلاّ أن كل ذلك لم يغيِّر بالحكيم شيئاً.
فقد بقيَ نزيه البزري رمزاً للعطاء والصبر والوفاء.. وإننا مؤتمنون على ذكراه، كي تبقى مسيرة رجالاتنا الكبار في وجدان أجيالنا القادمة. وإنني أذكر جيداً، كيف عاش الحكيم الأيام السوداء إبَّان الاحتلال الإسرائيلي لصيدا، وكيف حمل هموم الناس وآلامهم، وكيف كانت صيدا أسرة واحدة، وقلباً واحداً في مواجهة الظلم والعدوان..
إنها حِقبة مضيئة وبيضاء من تاريخ صيدا، رغم مآسيها وآلامها. ويجب أن تُؤرخ وتُحفظ لكي نقدمها لأجيالنا المقبلة كي تكون درساً يهتدون به، طريقَ الوفاءِ والانتماءِ.
يعزُّ عليّ كثيـراً أن أرى صيـدا دون الحكيم، لأنني أشعر بأن صيدا قبل غياب الحكيم، هي غير صيدا الآن. من الصعـب أن نسير في شوارع صيـدا، ولا نعتقـد أن الحكيم قد يكون عند منعطفٍ أو في شارعٍ، يواسـي، يسلِّم، يتكلم، يبتسم، يضحـك…
عشنا والحكيم، هو حكيم البلد. ولقـد رحل، ونحن لا نصـدق أنه رحل.. فقد كان صمّام أمانٍ ومرجعاً حكيماً، خسرته صيدا وخسرناه.
ولكن ترك عائلـة كريمة وابناً هو بمثابـة أخ صغيـر لنا، نحبه كما نحب إخواننا. القلب يحزن على فراق الحكيم.
وإنني أتوجَّه إلى عائلته ومدينته ووطنه بخالص مشاعر الأخوَّة والعزاء، لأننا شركاء في خسارة الرمز الكبير، ومؤتمنون على تخليد ذكراه.
* * *
وختـامـاً ألقـى كلـمـة آل الفقـيــد الـدكـتـور نـزيــه الـبـزري، نجلـه الدكتـور عبـد الرحمن البـزري، فقـال:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الرعاية دولة الرئيس رفيق الحريري،
أصحاب المعالي والسماحة والسيادة والسعادة،
أيها الحفل الكريم،
إنْ كنتُ بحكمٍ علاقةِ الرَّحِمِ والدَّمِ، الابن الوحيد لنزيه البزري، فأنتم بحكمِ العلاقةِ الإنسانية، إخوتُهُ وأبناؤه، ولكم فـي سيـرة حياتِـهِ وأفعالِه أكثر ممّا هو لي ولأَخواتي وعائلتي. لذلـك، فإنني أبدأ معتـذراً مستأذنـاً، آملاً أن تَغْفِـروا لي تفردي بالحديـث نيابة عن أهله… فأنتُم أهلُهُ وعائلُتـُه الكبيـرة.
وإلى الحكيم رَحِمه الله أقول:
يا والدي، ويا معلّمي، إنَّ لي في الأسى بعظيمِ فِراقِك موضعَ عزاء…. فصيدا التي عرَفْتَها بأدقِّ تفاصيلها: من الحيِّ، إلى الشارع، إلى الزّاروب، إلى الباب، فالبيت، صيدا التي أحببتَ أبناءَها وعرَفتَهم بالاسمِ والنَّسب، في الهمِّ والفرح، وكنتَ لهم الأبَ والأخَ والطبيب، وأحياناً القاضيَ والمحاميَ ودائماً الصديقْ:
صيدا التي أعطتك الكثير في حياتِك، أعطتك أكثر في مماتِك. فصيدا التي عشِقْتَها، نعتْكَ أباً، وبكتْكَ إبناً، وودّعتْكَ فقيداً بقلبٍ حزينٍ وعيونٍ دامعةٍ.
ويا سيدي،
الجنوبُ الذي دعمتَ مقاومَتَهُ، وأسَّستَ لصمودهِ، وحملْتَ همَّهُ، وحمدْتَ اللهَ على تحقيقِ أُمنيتِكَ برؤيتـِهِ مُحرَّراً قبل موتِـك: كرّمَك في حياتِك، وكرّمَك أكثر في مماتك بتظاهرةِ وفاءٍ، ولا أصدقْ…
ويا سيّدي،
إنَّ محبِّيك وأصدقاءَك ومعارفَك على مدى الوطنِ وخارجهِ، الذين قَدّرُوك حقَّ تقديرٍ في حياتِك، غمرونا بعزاءٍ جميلٍ، ومسحةِ رفقٍ في مماتِك.
أيّها السّادة
ليس سَهلاً عليَّ أن أتحدّثَ عن نزيه البزري بتجرّدٍ، مع ما يختلجُ الآنَ في نفسي من عاطفة… فكيف أصفُهُ… وأنا المُفْتخرُ به أصلاً…
فإنصافاً للحقيقة ولكم يا سادة، وللمدينةِ الأحبّ، صيدا، ولمحيطِها المتألِّقِ بتنوُّعِ طوائِفه وآرائِه، ولي ولأهلي… فإنَّ شَأْنَ التحدُّثِ عن الحكيم، مزاياَ وطِباع، مآثرَ ومواقفَ، في مختلفِ أنشطةِ الحيـاة العامة، هي مُلكُكُمْ في التحدّثِ عنها وفيها… والحُكمِ عليها، كما للزمنِ والتاريخِ أيضاً.
وصِدقاً، أيها الأعـزاء، ليس لي ولأهلي، أن ندُلَّكم على بيتِه، المشَرَّعِ لكم، المملوءِ بأنفـاسِ وبصماتِ الفرحيـن والمُتْعَبيـن، المنتشـرة في كلّ زواياه الخاصّة والعامّة، حتى في أوقـاتِ تبدُّل الليـلِ والنهـار. هذه صفحـةٌ من كتابِه المفتوح، فلا تقرعوا الباب، فهو مشَرَّعٌ، كانَ وسيبقـى، لأيٍّ كان ومتـى شـاء…. إنها وصيَّـةُ الحكيمِ لنا، إنّه الوعدُ منَّا باعتزاز والعهدُ بالوفـاء.
إليكم أيها السادة،
وإلى كلِّ من نظَّمَّ حفل التأبينِ هذا،
وإلى كلِّ مَن واسانا وآسانا،
منِّي ومن أهلـي الشكرُ لكـم على هـذه العاطفـة النبيلـة التي تأسِرُ وتُجلُّ. وإليكم، يا سماحـة المفتـي الجليـل الشيـخ محمد سليـم جـلال الديـن، ويا رفيقَـيْ دربِ الحكيم الأستاذ نصري المعلوف والنقيـب زهير عسيـران، منّا كلُّ الامتنـان والدعاء بمديدِ العمر والصحّة والعافية.
وإلى الزملاءِ الأطباء، التمنيِّات بالاستمرار في رفعِ مشعلِ رسالةِ الإنسانية، لتبقى صيدا منارةً للطِّب وعاصمةً للاستشفاء.
وإلى الأُخوةِ في تجمّعِ المؤسسات الصحيّة والاجتماعيّة، الدعاءُ بالتوفيق والمزيدِ من العطاء، لما يخدُمُ الوطنَ والمواطن.
وإلى الأصدقـاء في الهيئـات الاقتصاديّـة أصدقُ الآمال بأن تكون السنواتُ العجاف، قد ولّتْ وأنَّ الفرجَ آتٍ ولا ريب.
وإلى المسؤولين في اتحاد بلديات صيدا والزاهراني، دوامُ التعاون الوثيق بينهم، فتقوى صيدا بمحيطِها ويكبُرُ المحيطُ بعاصمتِه.
ويا دولة الرئيس،
مَن أعزُّ منك إليه…. ومَن أقربُ منك إلى قلبه، ليرعى حفلَ تأبينِه، وهو الذي كان يرى في أعمالِك أيادٍ بيضاءَ، تخفِّفُ من همِّ المواطن، وتُسلِّحُ الأجيالَ بالعلمِ والمعرفة…. وفي إنجازاتِك مدعاةَ فخرٍ له ولأبناءِ صيدا والوطن.
دولة الرئيس
إنّ البلاد فيما تعانـي من ضائقـةٍ معيشيّـةٍ خانقة تنظرُ بعينِ الأمل إلى مسيرتِكم الإنمائيـة للنهوضِ بهـا. ولبنان الذي تمكَّنَ من دحرِ الاحتـلالِ، بفضلِ مقاومتِه وصمودِ جنوبه ومؤازرةِ أبنائِه من مختلفِ فئاتِهـم ومواقِعهـم، وبدعمٍ أساسىٍّ من الشقيقةِ سورية، يُعَوِّلُ على قيادتِكُم الحكيمـة، لتمتينِ وَحدَتِه الداخليـة، التي نحن أحوجُ ما نكون إليها في هذه الظروف الإقليمية الحرجـة التي نمرُّ بها. فانتفاضـة الأقصى التي تغذّيِها دماءُ الشهداء وبطولاتُ رُماة الحِجارة، بحاجةٍ لتضافُر جهودِ كلِّ المخلصين.
فوفّقَكُم الله وسدَّد خُطاكم.
وخِتاماً أيّها السادة
إسمحوا لي أن أعودَ فأتوجَه إلى الحكيمِ قائلاً: لطالما استعنْتُ في رثائِك رجالاً أبراراً بقول الله عز وجل، (مَنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَليْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قضَى نَحْبَهُ، ومِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ، وَمَا بَدَّلوا تبديلا). صدق الله العظيم
وهـا قـد قضـى اللهُ أمـرَه، وفـي قضـائـه حكمـةٌ، وفـي مُصابنا بك تسليـم، فإلى جَنَّـةِ الخُلـد، يا أبي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يأتي في مقدمة هذا الحضور الحاشد، بالإضافة إلى راعي الاحتفال، ممثل رئيس مجلس النواب المحامي نبيه بري عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" الحاج جميل الحايك، وزير المال فؤاد السنيورة، وزير السياحة الدكتور كرم كرم، مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين، النواب: بهية الحريري الدكتور علي الخليل، ياسين جابر، المحامي سمير عازار، علي عسيران، الدكتور أنطوان الخوري، الحاج محمد رعد، الدكتور غطاس الخوري، المحامي جورج نجم، الدكتور قاسم هاشم، والمحامي عبد اللطيف الزين.
والنواب السابقون الحاج أحمد عجمي، محمد صفي الدين، ونصري المعلوف، ممثل النائب مصطفى سعد،ممثل النائب أنور الخليل نجله زياد، محافظ الجنوب فيصل الصايغ، رئيس محكمة جنايات لبنان الجنوبي القاضي سعيد ميرزا، النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي جميل بيرم، قاضي صيدا الشرعي الشيخ أحمد الزين، رئيس اتحاد بلديات صيدا والزهراني المهندس هلال قبرصلي، القاضي الشيخ عصام العاكوم، رئيس فريق المراقبين السوريين في الجنوب العقيد نصار فرج، مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد حسن أيوب، المدير الإقليمي لمديرية أمن الدولة في الجنوب العقيد جلال مكي، العقيد محمد الديماسي، رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في صيدا الشيخ سليم سوسان، رئيس هيئة علماء جبل عامل "الشيخ عفيف النابلسي، المشايخ محمد الشيخ عمار، غازي حنينة، ونزيه النقوزي، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للطائفة المارونية المطران طانيوس الخوري، ممثل المطران الياس الكفوري الأرشمندريت جوزيف الجبيلي، الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت سليم غزال، الخور أسقف يوحنا الحلو، الأب أنطوان صبحية، الأب أنطوان سعد، رئيس "غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، محمد الزعتري، قنصل ساحل العاج الفخري في لبنان مصطفى خليفة. وعدد من رؤساء بلديات الجنوب، وحشد غفير من الشخصيات والفاعليات والأطباء والمهندسين وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، إلى وفود من مختلف قرى شرق صيدا ومنطقتها والجنوب.
الجمعة، جريدة اللواء، 24 تشرين الثاني 2000، عدد 10055.
(2) ـ المستقبل، 24/11/2000، عدد 480، ص 6.