محمد دهشة - البلد - صيدا:
تحافظ الاسواق الشعبية في مدينة صيدا على تألقها وازدحامها عشية عيد الفطر المبارك رغم الاقبال المتزايد على المراكز التجارية الكبيرة التي فتحت أبوابها في المدينة منذ فترة وتحديدا "مول صيدا" وسط تساؤلات هل أخذت هذه المراكز التجارية من رواد الاسواق أم أنها تتكامل معها على قاعدة لكل مكان زبائنه وطبقاته الاجتماعية.
شهدت أسواق صيدا عشية عيد الفطر المبارك حركة تجارية ناشطة أعادت بعض الآمال المفقودة الى تجار المدينة وأصحاب المحال والمؤسسات لتعويض جزﺀ من الجمود والركود، فالمدينة تعيش زخمها المعتاد خلال اسبوع العيد من خلال حركة تجارية لافتة تعززها الحسومات التي يعرضها اصحاب المحال، ناهيك عن دفع رواتب الموظفين والعمال مع بداية الشهر، كذلك طلب "جمعية تجار صيدا وضواحيها" من التجار وأصحاب المؤسسات فتح أبوابهم طيلة أيام الاسبوع اعتبارا من يوم السبت في 28 آب ولغاية ليلة عيد الفطر المبارك، وتمديد وقت العمل مساﺀ كي يتسنى للمواطنين التسوق، على أن تقفل المحال والمؤسسات في الأول والثاني من أيام العيد. لكن حركة التسوق وفقاً للتجار ليست بمستوى زخم الازدحام الذي تشهده اسواق المدينة عادة، بخاصة وأن العيد هذا العام يتزامن مع بداية المدارس وما يترتب عليها من أعباﺀ مالية اضافية على المواطنين.
وأوضح رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف أنه "منذ بداية الشهر الكريم اتفقنا كتجار على إجراﺀ تخفيضات، تساهم في التخفيف عن المواطن بخاصة وأننا على أبواب موسم المدارس، والناس تعيش وضعاً مالياً غير مريح، مشيراً الى أن حركة الأسواق جيدة، وهناك زحمة يومية بالمتسوقين داخل المحال، ما اضفى نوعا من الحيوية على المدينة ككل، أضيفت الى الحيوية التي شهدتها ومع الامسيات الرمضانية"، آملاً في استمرار الحركة الناشطة في المدينة الى ما بعد العيد، على أن تعود مع بداية الموسم الشتوي.
وشدد بعض التجار على أن الحركة مقبولة الى جيدة، ولكنها في تراجع أمام الاقبال على المراكز التجارية الكبرى التي ينقسم التجار حولها، اذ يعتبر البعض انها تأخذ من دربهم والبعض الآخر تتكامل مع الحركة التجارية اذ لكل مكان رواده وطبقاته الاجتماعية. وبينهما يؤكد المواطنون ان السوق التجاري يبقى هو سوق المواطنين المفضل بلا منازع".
ويتركز إقبال المواطنين في الأسواق على محال بيع الألبسة والأحذية، لأنه حسب لسان حالهم هذه الأيام بالكاد يستطيع تأمين الأساسيات والأمور الملحّة بالنسبة للأسرة مع بداية المدارس، وفي مقدمها الكسوة والطعام والحلوى ضمن الميزانية المتوافرة لكل رب اسرة، وعلى ألا يؤثر ذلك على راتب الشهر الذي قبضه بداية الشهر، وبشكل يستطيع أن يكفيه هذا الراتب حتى نهاية الشهر المقبل".
وقال ياسر حنينة صاحب محل ملبوسات في السوق التجاري "إن الحركة جيدة ولكنها لم ترق الى آمال التجار، ولولا المراكز التجارية الكبرى وموسم المدارس لكانت انشط من ذلك بكثير"، بينما أكد المواطن أحمد بوجي وهو رب أسرة مؤلفة من خمسة أولاد "ليس باستطاعتي شراﺀ ثياب العيد والحلوى لجميع ابنائي دفعة واحدة، لقد اتفقت معهم على شراﺀ لثلاثة منهم في عيد الفطر والباقي في عيد الاضحى المقبل بعد شهرين وعشرة ايام، فالوضع الاقتصادي صعب ونحن على ابواب المدارس ولكن رغم ذلك تبقى للعيد نكهته الخاصة ولا يمكن أن نتجاوزه دون إدخال الفرح الى الاولاد والسوق الشعبي هو المفضل لدينا وأرخص أسعارا".
أما في "مول صيدا" الذي فتح أبوابه منذ أشهر ويعيش أول موسم تجاري في العيد، فإن الحركة ناشطة ولا تهدأ فيه وهي شبه دائمة وازدادت بشكل لافت في رمضان المبارك وقبل ايام من العيد، لتؤكد أن صيدا تتكامل في حركتها التجارية والاقتصادية ولا تتعارض وفق ما يقول المواطن حسين الصفدي الذي اضاف "في هذا المكان تستطيع شراﺀ كل شيﺀ والاسعار مقبولة قياسا على نوعية البضائع".
وبين الاسواق التجارية والمراكز التجارية، وحدهم الأطفال يقبلون على الهدايا والحلوى غير عابئين بما يجري حولهم ينتظرون العيد بفارغ الصبر كي يفرحوا به.
|