صيداويات - أحمد الحريري: لحماية العلاقات اللبنانية - السورية وإبعادها عن التجاذبات الداخلية
أحمد الحريري: لحماية العلاقات اللبنانية - السورية وإبعادها عن التجاذبات الداخلية
صيداويات - الخميس 16 أيلول 2010
المستقبل:
أكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري أن ""ما قاله رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في حديثه الأخير إلى صحيفة "الشرق الأوسط" يأتي ضمن توجه إستراتيجي وضعته قيادة التيار مبني على أربعة عناصر: الإستقرار الداخلي، حماية الدور العربي في لبنان، حماية العلاقات اللبنانية ـ السورية، وحماية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان".
وشدد في حديث إلى برنامج "الاستحقاق" عبر قناة "أخبار المستقبل" مساء أمس على "أن قرار تيار المستقبل بفتح صفحة جديدة مع سوريا مبني على ثقة وقناعة"، موضحاً "أن الرئيس الحريري أراد أن يمتّن العلاقة مع سوريا من اجل مصلحة لبنان وليس للتخلّي عن احد، ومن يريد محاكمة المرحلة من 2005 الى 2010 فليحاكمها كلها منذ 1990 الى الآن وليس اربع سنوات".
وإذ اعتبر أحمد الحريري "أن المتضرر من شهود الزور هو من يبحث عن الحقيقة"، لفت إلى أن "طرفاً معيناً في البلد وضع حاجزاً امام المحكمة الدولية اسمه شهود الزور بهدف تعطيل المحكمة"، موضحاً أننا "لم نتهم حزب الله كي نبرئه، ونحن نقبل بأي نتيجة تصدر عن المحكمة الدولية، ولدينا ملء الثقة بها من أجل العدالة وليس من أجل الثأر"، ولافتاً إلى أن "المحكمة عبء على من يحاول ان يجعل منها عبئاً على نفسه".
وشدد على أن "تيار المستقبل لم يتبع في أي يوم سياسة تطويق "حزب الله"، سواء في أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو في كل الجولات التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري".
وتطرق إلى هجوم رئيس تكتل "التغير والاصلاح" النائب ميشال عون على فرع المعلومات قائلاً: "يبدو ان هناك عرفًا آخر يريدون تمريره، أي أن هناك عملاء وطنيون لا يجوز محاكمتهم، وعملاء يجب محاكمتهم، ولذا على عون أن يُعطينا أي إبطال قضائي لتحقيقٍ أجراه فرع المعلومات، ولا ادري ما إذا كانت كل الانجازات التي حققها هي السبب ليقال عنه فرعاً ميلشيوياً، وهو الذي قدّم تضحيات ويبدو ان بعض هذه الانجازات لا تعجب بعض الناس".
ولاحظ الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أن "الحملة على الرئاسة الثالثة اليوم أصبحت لدى البعض عرفًا، ويريدون تثبيته عبر الهجوم على فريق الرئيس الحريري، وهذه الاستهدافات ترمي إلى تعطيل عمل الرئاسة الثالثة، وهذا أمر لن نقبل به".
وأكد أن بيان قوى "14 آذار" الأخير "كان واضحاً وصريحاً ويؤكد التماسك فيما بين هذه القوى، ولا يوحي بأنَّ "14 آذار" متضعضعة كما يقولون".
وفي ما يلي نص الحوار:
[ ما هو تفسيرك للمقابلة التي اجريت مع الرئيس سعد الحريري في جريدة "الشرق الاوسط"؟
- ما قاله الرئيس الحريري يأتي ضمن سياق سياسي وليس ابن ساعته، وهو ضمن توجه استراتيجي وضعته قيادة التيار مبني على أربعة عناصر: الاول حماية الاستقرار الداخلي، حيث كان الرئيس الحريري في كل الخطابات التي ألقاها طيلة شهر رمضان يدعو الى التهدئة، والى الكلمة الطيبة، والى مشروع الدولة وتقويتها، والى الاستثمار في الامن، والى ايجاد فسحة امل للناس لكي يعودوا الى الحياة الطبيعية.
العنصر الثاني، هو حماية الدور العربي في لبنان، من المصالحات العربية وصولا الى القمة الثلاثية في بعبدا. لبنان لديه فرصة اليوم لان يكون شريكاً فعلياً وجدياً في دفع المصالحات العربية وتطويرها، خاصة وان لبنان مستفيد من هذا الموضوع عبر تعميم الاستقرار فيه، وقد شاهدنا ماذا حصل في لبنان عندما كان هناك تناكف وتباعد في المصالح العربية. لذلك لدينا فرصة جدية وفعلية بأن نثبت هذا التضامن العربي، كي يكون لخير واستقرار هذا البلد.
العنصر الثالث، هو حماية العلاقات اللبنانية ـ السورية. نحن اتخذنا قراراً بفتح صفحة جديدة مع سوريا، وقد اتخذناه عن ثقة وقناعة، بعد اتمام المصالحات العربية آنذاك، والتي فتحت نافذة للمصالحة لن نغلقها، وسنسعى بكل جهدنا لتقوية هذه العلاقات. وكانت هناك إشارة اساسية بأننا ذاهبون لتحسين واعادة ترتيب هذه العلاقات حتى النهاية، وذلك من اجل ابعاد العلاقات بين لبنان وسوريا عن كل التجاذبات الداخلية ونحن رأينا سيل الشائعات والتصاريح والتحليلات التي حدثت منذ اليوم الاول الذي زار فيه الرئيس الحريري سوريا. هذا من ناحية، أما من ناحية اخرى فإن لبنان وسوريا اليوم يواجهان مناخات اقليمية داهمة ويجب ان يكونا في صف واحد ليواجها المخططات المقبلة بثبات بما يحقق مصلحة البلدين.
[ اين هي حماية المحكمة من هذه العناصر؟
- من ضمن الاستراتيجية الموضوعة حماية المحكمة هي العنصر الرابع الذي قام عليه حديث الرئيس الحريري إلى "الشرق الاوسط". فاذا نظرنا الى السياق الذي وضع فيه موضوع شهود الزور ولا يستطيع احد ان يلاحقنا قانونياً في هذا الموضوع، اذ يمكن ان نسميهم شهود زور او شهود تضليل، لكن السؤال الاساسي الذي نطرحه من هو المتضرر الفعلي من وجود شهود الزور؟ المتضرر الفعلي من وجودهم هو الباحث عن الحقيقة وهم عائلات الشهداء وابنائهم.
- اليوم هناك طرف معين في البلد وضع حاجزاً امام المحكمة الدولية اسمه شهود الزور، والهدف من وراء هذا الحاجز واضح وصريح هو تعطيل المحكمة. وفي المقابل، نحن ندعو الى وضع معادلة تكشف ملف هؤلاء الشهود، لنزيل هذا الحاجز من امام المحكمة الدولية. إذاً، هناك معادلتان مختلفتان، ونحن نذهب باتجاه ازالة الحجر الاساسي الذي وضعه الطرف الآخر في وجهنا لنكمل في مسيرة التحقيق.
- [ لكن مجرد الاعتراف او اعطاء نوع من الموافقة من الرئيس الحريري بوجود شيء اسمه "شهود زور" علناً يقوي من حجة "حزب الله" الذي يعتبر انه ذاهب الى آخر الحدود في موضوع "شهود الزور" ولا يكتفي بهذا الكلام؟
- لست في موقع الرد ونحن لم نتهم "حزب الله" حتى نبرئه. نحن قلنا اننا نقبل بأي نتيجة تصدر عن المحكمة الدولية.
- [ لكن هناك طرف أساسي في البلد لا يعترف بالمحكمة ويعتبرها مسيسة وصهيونية اسرائيلية واميركية وجزء من مخطط لضرب المقاومة الممانعة؟
- "تيار المستقبل" لا يبني سياسته على تطويق احد. لا على تطويق "حزب الله" او غيره، ونحن لدينا ملء الثقة بالمحكمة الدولية، ونحن من طالب بإنشائها تثبيتا لأمر معين، لأننا نريد العدالة والحقيقة وليس الثأر لأننا لا نؤمن به.
- من الطبيعي ان يخضع موضوع المحكمة لتجاذبات عديدة في البلد، خاصة وان المحكمة اتت في ظل انقسام سياسي. وكان هناك انقسام سياسي عندما بدأت المطالبة بالمحكمة.
- في المحصلة، في سياسة "تيار المستقبل" سواء ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهنا اذكر بتفاهم نيسان، او سواء في كل الجولات التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري في كل المحافل الدولية، تأكيد على ان موضوع المقاومة هو شأن لبناني وليس لاحد الحق في التدخل فيه. ولذلك نحن لن نكون في اي سياسة تطوق المقاومة.
- [ ماذا عن دعوة اركان من "حزب الله" إلى إعادة النظر في كل القرارات التي صدرت عن حكومة الرئيس السنيورة غير شرعية بينها 73 قرارا من ضمنها نظام المحكمة؟
- هذا كله بكاء على الاطلال. البكاء على الاطلال كان حين اقفل المجلس النيابي، حين اتخذت هذه القرارات، والمسؤولية كانت يجب ان تبحث هناك، أما اليوم فالمحكمة اصبحت امراً واقعاً.
[ .. وتهريب تمويل المحكمة؟
- انا لا اعتبره تهريباً.
- [ وزراء المعارضة يعتبرون انهم خدعوا كما خدعوا في الاتفاقيات الامنية؟
- هم شاركوا في الجلسة التي وافقوا فيها على المرسوم، واذا لم يعملوا حساباتهم خاصة انهم كانوا يجتمعون فليراجعوا هذه الحسابات، موضوع المحكمة الدولية بالنسبة الينا وبالنسبة الى كل المسيرة التي سرنا فيها كان اساسياً وكان الهدف لدينا واضح وصريح منذ العام 2005 بأن مسار المحكمة هو مسار منفصل عن الامور السياسية الموجودة في البلد، وسنكمل بهذا الموضوع في نفسها الطريقة.
[ ماذا عن الكلام الذي اوحى به الامين العام لـ"حزب الله" عندما قال بأن هناك اجوبة لا يزال ينتظرها من الطرف السعودي بعد القمة الثلاثية، وكان هناك مسعى عربياً لتأجيل صدور القرار الاتهامي؟
- يجب ان ننظر الى القمة الثلاثية من خلال اطار عام وليس من خلال زوايا ضيقة يبحث عنها هذا الطرف او ذاك، أو وضع دفتر شروط كما حصل بعد القمة عبر كل وسائل الاعلام وكل التحليلات التي قام بها الفريق الآخر بأن هذه القمة سيكون فيها تكليف بتأجيل القرار الظني تمهيدا لالغاء المحكمة. نحن نرى المسار ككل، وونسمع تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتصريح المدعي العام الدولي دانيال بلمار منذ فترة. مسار المحكمة سائر. ان اعطاء وتحميل القمة الثلاثية هذا الهدف لن يؤدي الى نتيجة بل بالعكس هو يعيق الامور ولا يكون في خير وصالح لبنان والعلاقات العربية ـ العربية التي تصطلح.
[ ماذا عن قول الفرنسيين في صحيفة "الحياة" إن النائب وليد جنبلاط تحدث مع الفرنسيين خلال زيارته الاخيرة بأنه إذا اكمل البلد في موضوع المحكمة والقرار الظني فلبنان يتجه الى حرب اهلية، فهل اصبحنا امام خيار إما المحكمة او الحرب؟
- انا لا استطيع وضع هذا الخيار. هناك موقف اساسي اتخذ وهو فصل مسار المحكمة عن موضوع القرار الظني. نحن لا نتعاطى مع التسريبات التي تحصل سواء اكانت صحيحة ام لا، وكل الاطراف تنفي هذه التسريبات.
- ولكن المسار الذي تسير به المحكمة هو مسار واضح وصريح ولننظر الى كل المحاكم الدولية التي انشئت في العالم، والتي تعرضت لنفس الحملات، ولكن في النهاية الى اين وصلت؟ هذا الامر المفيد حاليا وايماننا وتمسكنا بالحقيقة هو من اجل امر واحد، من اجل معرفة من اغتال هؤلاء الشهداء، ومن أجل إيقاف هذا المسلسل من الاغتيالات المستمر منذ اربعين سنة.
- [ هل هناك تحرك قضائي من قبل الرئيس الحريري ضد جميل السيد لما تضمنه مؤتمره الصحفي؟
- - لغاية الآن لا قرار بذلك، لكن يتم دراسة الموضوع.
[ ما هو موقفكم في ما يتعلق بمسؤولية الاطراف الراعية لجميل السيد، هل تعتبر ان "حزب الله" يقف وراءه، وهل تعتبرون ايضا انه بعد لقائه لمدة ساعتين بالرئيس بشار الاسد، هل حاولتم الاتصال بالقيادة السورية، ما هو برأيكم مسؤولية القيادة السورية؟
- اولا لنأخذ الموضوع في اطاره الداخلي وان لا نذهب بالتحاليل ونصبح وكأننا نشوش على اعادة بناء العلاقات ما بين لبنان وسوريا.
داخليا هذا الكلام يأتي ضمن كلام سياسي يتبعه الفريق الآخر، ومن الواضح ان هذا السياق السياسي بالهجوم على المحكمة وبتقويض عمل الحكومة وبهذه المشاكل التي تحصل في البلد حيث كل فترة وفترة لدينا استحقاق. دعنا نقول اننا امام مشهدين او امام مشروعين موجودين في البلد. مشروع يريد بناء الدولة ويرى ان هناك سقفاً واحداً اي الدولة وتحت هذا السقف تأتي الامور المعيشية للمواطن وتحقيق امانيه اكانت سياسية ام اقتصادية او اجتماعية، وفي المقابل، هناك بعض الاطراف الاخرى تحاول ان تثبت بعض الاعراف الموجودة في الحياة السياسية وان تضعها في وجه بناء الدولة وعلى سبيل المثال، نحن طالبنا بالمحكمة الدولية، بما يسقط عرف الاغتيال السياسي في لبنان ونحن رأينا كم عمر هذا العرف في لبنان، عندما طالبنا بالمحكمة الدولية ثبتنا اولا اننا نحتكم الى القانون لاخذ الحق ولا نأخذه بأيدينا. العرف الثاني الذي كان موجودا في البلد وهو قديم، موضوع السلاح، وهنا دعنا نفرق ما بين سلاح المقاومة والسلاح الذي يستخدم في الداخل، وهذا العرف الموجود في البلد، ولا نستطيع التخلص منه بظرف يوم او يومين، ولكن لا نستطيع أن لا ننادي ان تكون الدولة هي الحامية للمواطنين من اي سلاح يستخدم في وجههم لاغراض سياسية.
[ هناك مآخذ عليكم انكم تطلقون شعارات وتتراجعون عنها؟
- موضوع نزع السلاح لا يتحقق بين ليلة وضحاها، ولكن الاساس اننا تكلمنا به وثبتناه وهذه معركة طويلة لا تنتهي في ظرف ساعة.
[ قيل لكم بأن خنجراً تطعنون به المقاومة في خاصرتها، هذا كلام السيد نصر الله؟
- نحن قلنا بأن لدينا اقلام وقلنا ايضا ان سياستنا واضحة وعلى الطرف الآخر ان يلغي كل الهواجس التي لديه.
[ كيف تصفون وضع بيروت؟ ومن يسيطر عليها، الامن الشرعي ام الحكومة ام الدولة؟ ومن المسؤول عن أرواح مئات آلاف الناس؟
- لا شك أن الوضع الحاصل في بيروت ليس وليد اليوم، انما وليد تراكمات حصلت في الفترة الاخيرة، ودعوتنا دائما كانت بان تتولى القوى الامنية المسؤولية في حفظ الامن، ولكن نحن نعلم الظرف السياسي الذي تمر به البلد، والانقسام الحاصل، والذي يرتب احيانا ان لا تحل الامور بالطرق المناسبة التي يتوخاها القانون والناس على حد سواء لكن هذا لا يعني ان نسكت او لا نرفع الصوت وهذه الشعارات ضمن السياق السياسي الذي نتبعه والذي رسمناه إن كان في ما خص هذا الموضوع او مواضيع اخرى، هذا والخمسون ار بي جي التي اطلقت وفي شهر رمضان الكريم ليست مزحة ولا احد يقبل بها، ولذلك كان من الضروري ان نرفع الصوت في ما خص هذا الموضوع، ونقول ان ما حصل لا يجب ان يتكرر او ان يعود..
[ هناك من يعتبر ان كل الخطوات التي تأخذونها بأنها تراجعات؟
- إذا اردنا ان نبني بلدا لا نستطيع السير ضمن هذه العقلية. وعندما كنا في الانتخابات النيابية كنا نقول باننا لن نشكل حكومة ما لم يكن الطرف الآخر موجودا بها، وهذا ايمان منا بان الصيغة اللبنانية يجب ان تسير بطريقة يتوافق اللبنانيون عليها، وان لا يكون اي طرف مهما كبر او صغر حجمه خارج هذه التركيبة، وعلى هذا الاساس قام اتفاق الطائف الذي جرى في لبنان ونحن متمسكون في هذا الموضوعن وهذه ليست مسألة يوم او يومين، بالنهاية انا لا اسمي هذا الموضوع تراجعات او تنازلات بل العكس هو حفاظ على كل المكتسبات التي حققناها في الماضي.
الحكومة تعمل ببطء، وقد وصفت منذ البداية الاعراف ومن الطبيعي ان يجري كباش بينهما، والحملة على الكرسي الرئاسي الثالثة اصبحت مثل العرف، بمعنى ان اي رئيس وزراء سيأتي سوف نتهجم على فريقه السياسي والاداري وكأن هذا الموضوع مستباح، وهذه محاولة لتثبيت هذا العرف ولن يقبل به احد، وهذه الاستهدافات تؤدي الى تعطيل عمل الرئاسة الثالثة او محاولة تعطيل عملها، ولكن بالنهاية يجب النظر الى من يتطلع الى مصلحة البلد، والذي يضع نصب عينيه مصلحة البلد
[ عندما تسمعون ما يجري وانتم تتعرضون لهجوم كبير يتعلق ايضا مثلا على الصعيد الامني، مثلا الحملة الكبيرة من ميشال عون على مؤسسات امنية على اعتبار انها جزء من ميليشيا تيار المستقبل، ويقول اكثر من ذلك ان ما يحصل في لبنان اليوم هو سياسة شبكة مافياوية؟
- يعني هناك شقان في هذا الموضوع، اذا اخذنا المسألة التي يتكلم عنها ميشال عون، هنا انا ارى ان هناك تثبيت لعرف رابع، ان اليوم هناك عملاء وطنيون لا يجب ان يحاكموا.
[ مثل فايز كرم؟
- طبعاً، وعملاء آخرون يجب ان يحاكموا. وبالهجمة على موضوع القضاء دعنا نتذكر قانون اصول المحاكمات الجزائية الذي تم احترامه في العام 2001 ونعلم من عطله حينذاك ولنقول اذا كنا نهاجم القاضي بل في القانون ولنعود الى تعديل القانون ونحن كان هذا طرحنا في السابق فتثبت الفصل بين العملاء على اساس ان هناك عملاء يجب ان يحاكموا وآخرون لا ومهما كانت تلك الحجة فليعطنا رداً قضائياً لاي تحقيق قامت به شعبة المعلومات مع احد الموقوفين فليعطنا اي ابطال قضائي حصل في اي تحقيق حصل داخل شعبة المعلومات، خاصة وان المادة 38 تعتبره من الضابطة العدلية (لشعبة المعلومات).
[ ماذا عن القول بانها غير قانونية وغير شرعية؟
- مع كل الانجازات التي حققها فرع المعلومات هل يصح القول بأنه ميليشاوي رغم الذي تعرض له من اغتيالات مثل وسام عيد والرائد شحادة، لا اعتقد انه فرع ميليشاوي بل العكس لديه الكثير من الانجازات، ولكن يبدو أن هذه الانجازات لا تعجب بعضهم.
[ هناك العديد من القيادات السياسية من الفريق الآخر يعتبرون انه ليس كافياً رفع الاتهام السياسي عن سوريا، هناك مرحلة بكاملها انتجت واقعاً سياسياً ومعنوياً في البلد ويجب ادانة هذه المرحلة والتراجع عنها؟
- الذين فهموا ان كلام الرئيس الحريري هو تخلي عن كل الشخصيات والرموز التي شاركت في ثورة الأرز اعتقد انهم لم يفهموا هذا الموضوع جيداً، وثانياً هم لا يفهمون الطريقة السياسية التي يعمل بها "تيار المستقبل" . سعد الحريري كان واضحاً بأنه من خلال الكلام الذي قاله في "الشرق الأوسط" انه يحاول ان يمتن الصفحة الجديدة التي اخذ القرار بها، وعندما اخذ، القرار بفتح هذه الصفحة لم يتخل عن احد واخذها من خلال المصلحة الوطنية للبلد من خلال موقعه كرئيس لحكومة لبنان.
اما الانقضاض علينا بأننا يجب محاكمة كل المرحلة الماضية، فلا مشكلة لدينا لكن لنحاكم كل المرحلة منذ العام 1990 حتى العام 2004. لماذا علينا ان ننظر فقط الى مرحلة السنوات الخمس الماضية؟
[ هذا الموضوع يسر العماد عون؟
- هو كان في الكونغرس آنذاك.
[ انت تعتقد ان ما هو مطلوب امر غير ممكن وغير مقبول لمحاكمة كل هذه المرحلة؟
- ماذا أحاكم؟ اعطني أدلة اولاً، يتكلمون عن شهود الزور بأننا من فبركهم فإعطني اسمائهم.
معالجة ملف شهود الزور هو بداية الوصول الى الحقيقة التي يريدونها هم. أما اليوم اذا فتح هذا الملف وظهر من وراء شهود الزور فهل يتابعون في هذا الموضوع؟ برأيي ان موضوع شهود الزور كان نقطة اولى وحاجزا اساسيا للانتقال من بعده من قرار لم يخجلوا منه بل وقعوا عليه وهو إلغاء المحكمة الدولية وبدأوا لا يستخدموها في خطابهم.
[ هل تتوقع حرباً داخلية في القريب العاجل كما حصل في 7 أيار؟
- هناك ضابط أساسي لموضوع 7 ايار هو اتفاق الدوحة الذي تعزز مع القمة الثلاثية، من ضمن سياق الدور العربي في لبنان، ومفاعيل هذه القمة قائمة. يحاول البعض ضرب مفاعيلها لكن نأمل ان تصمد.
- هم يحاولون ان يوحوا بأن علاقتنا مع سوريا هي بهدف الاستقواء عليهم. لا، نحن لا نستقوي على احد. وهناك ديمقراطية في البلد وجرت انتخابات أفرزت اكثرية تحكم ونحن استندنا الى هذا الأمر نحن لا نقيم علاقات مع اي دولة من اجل الاستقواء على اي طرف داخلي ونعتبر ان اي خلاف داخلي يجب ان يحل داخل لبنان. اما اذا كان الطرف الآخر يحاول ان يأخذنا الى موقف نذهب به الى طلب مساعدة خارجية من اي احد فهذا أمر لن نقوم به وسنحاول حل امورنا وخلافاتنا الداخلية بيدنا.
[ ما كتبه الزميل نقولا ناصيف في جريدة الاخبار بأن نادر الحريري اجرى اتصالاً بالقيادة السورية ليستوضح موقفها هو خبر غير صحيح؟
- ليست المسألة أنه غير صحيح، ان لا آخذ بأي خبر إلا اذا كان صادراً عن "تيار المستقبل"، وجريدة الأخبار ليست المرجع.
- [ لماذا لم تتخذ اجراءات قضائية بحق الذين هاجموا رئيس الحكومة وما هو رأيكم برد فعل القضاء اللبناني التي ليست المرة الأولى التي يتم تهديده فيها؟
- سياق التهديد للقضاء مثل سياق تهديد قوى الأمن الداخلي وتهديد رئيس الحكومة، وهو في سياق سياسي وهناك دراسة لهذا الموضوع، ولكي تبني ملفا قانونيا عليك دراسته بشكل وافٍ. نحن مولجون بالحفاظ على استقلالية القضاء ويجب على القضاء ان لا يرد على السجالات. اليوم اقحام القضاء في سجال سياسي لا يخدم ولا يؤدي الى نتيجة. فلننتظر هذا المسار الذي تسير عليه الأمور لنرى الى اين نحن ذاهبون خاصة ان مسار المحكمة الدولية سائر، وكان واضحاً بلسان بان كي مون الذي شدد على استقلالية المحكمة.
[ نحن أمام بداية انهيار للسلم الأهلي وبداية الفتنة وهل انهارت قوى 14 آذار وما هو البديل؟
- لا . نحن لسنا امام انهيار للسلم الأهلي فكل اللبنانيين واعون بأن ما عانيناه خلال سنوات الحرب الأهلية يكلف كثيراً أكثر بكثير من اي خلاف نحن نخوضه اليوم. أما بالنسبة الى قوى 14 آذار، فبيانها الأخير كان واضحاً وصريحاً ويؤكد على الثوابت والتماسك فيما بينها رغم كل الاشاعات التي تقول ان هذا الفريق بدأ يتضعضع.
في النهاية 14 آذار ليست فقط الأحزاب السياسية بل شعب بكامله آمن بهذه الخطوات وصرخ صرخة محقة واستطاع ان يحقق انجازات كبيرة ولو لم نستطع ان نحقق مثل هذه الانجازات لما كنا وصلنا بالبلد الى ما وصلنا اليه حالياً.
[ هل توافق القول بأن المحكمة الدولية اصبحت عبئاً على لبنان؟
- لا اوافق على هذا القول، المحكمة عبء على من يحاول ان يجعل منها عبئاً على نفسه. اليوم المحكمة في مسار واضح ولنعتبرها محاكمة عادية لبنانية. اولاً الإيحاء بأن القرار الظني مسرب هذا أمر يؤدي الى طعن الفريق الآخر بأي قرار ظني يصدر. ثانياً كل المغالطات القانونية التي يتحدثون عنها والتي يبثونها من خلال المحكمة ليست ظاهرة. التحقيق سري وكل ما سرب عنه لا يستطيع احد ان يؤكد انه صحيح وان التسريبات حقيقية والبناء عليها يكون بناء على معطيات خاطئة. لننتظر ولنرى.
- [ "حزب الله" مستمر في الهجوم على عدة اصعدة فهل ستواجهونه بسياسة النعامة ام بسياسة التهدئة والاستيعاب؟
- نحن شركاء في حكومة الوحدة ونحن ارتضينا ذلك لنسهل ونقرب وجهات النظر من بعضنا. هم من يقومون بالحملات، ولديهم هاجس اساسي يتحدثون عنه بعد حرب تموز 2006 بأن خطنا السياسي يحاول تطويق موضوع المقاومة ومن ضمن سياسة خارجية. هذا الهاجس يجب ان يتخلصوا منه واذا لم يزيلوا هذا الهاجس والكف عن تعبئة قواعدهم فالأمور لن تستقيم، نحن لن نكون لا اليوم ولا في المستقبل من ضمن اي سياسة تطوق اي طرف في لبنان فهذا هاجس واضح ويمشي في طريقة متدرجة منذ العام 2006.
[ ما قاله السيد نصر الله ان الموقف من نزع السلاح من بيروت كالخنجر في الخاصرة، هل هناك سلاحان ام سلاح واحد؟
- هناك طاولة حوار حول موضوع السلاح وذلك لمحاربة اسرائيل. لكن السلاح الموجود بين الأحياء السكنية فنحن ضده ولا يمكن ان نقبل به كسبيل لحل الخلاف الداخلي ونحن لا نعتبر هذا السلاح بأنه يوجه في الاتجاه الصحيح.
http://www.saidacity.net