السفير - حماية البيئة تدعو لتوفير التوازن ومنع التلوث
ندوة في صيدا عن حماية البيئة تدعو لتوفير التوازن ومنع التلوث *
صيدا ـ " السفير "
نظم ، أمس ، المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا ، بالتعاون مع مفوضية صيدا لجمعية الكشاف المسلم ، ندوة بعنوان " نحن والمحافظة على البيئة " اشترك فيها على التوالي وزير الصحة السابق الدكتور فؤاد عسيران ، نائب صيدا الدكتور نزيه البزري ، المدير العام لمكتب الحبوب والشمندر السكري محمد راجي البساط ، المهندس سامي البساط باسم الوزير السابق بهاء الدين البساط ، عميد كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد المجذوب ، رئيس بلدية صيدا أحمد كلش .
افتتح الندوة رئيس المركز الدكتور مصطفى دندشلي فقال أن الغاية التي يسعى إليها هذا اللقاء إلى جانب البحث العلمي والاجتماعي في الموضوع ، هي إبراز عدد من المعاني يأتي في مقدمتها العمل على تحريك أوسع القطاعات الاجتماعية والمهنية والثقافية وحثها بالكلمة على المشاركة الفعلية في معالجة شؤون مجتمعنا وشجونه .
وأشار إلى أن ما يجري الآن في صيدا ومنطقتها بفضل المشاريع العمرانية الكبرى التي تقوم بها مؤسسة الحريري يدخل من الناحية العلمية في مفهوم " العمليات الايكولوجية ".
ثم تحدث عسيران مؤكداً على أن المحافظة على البيئة هي المحافظة على الإنسان داعياً إلى وجوب أن نبدأ العمل كي نماشي ركب الحضارة عن طريق المحافظة على نظافة الهواء بعدم قطع الأشجار ، وعن طريق إيجاد محلات لتكرير المجارير وليس إرسالها للبحر ، وعن طريق العمل لتحسين الأحوال المعيشية للإنسان كي تصلح الأحوال الاجتماعية ، وعن طريق تعليم المرأة واستكمال برامج محو الأمية .
وتكلم الدكتور البزري فقال إن التوازن الطبيعي يتطلب منا أن لا نلعب به وأن نبقي البيئة سليمة من كل تلوث ، وهذا التوازن وسلامة البيئة وإبعاد التلوث عنها يتطلب أموراً كثيراً أهمها :
1 ـ عدم تلويث المياه المتفجرة والآبار والأنهار والبحيرات والبحار .
2 ـ الإكثار من المناطق المزروعة بالأشجار والمحافظة عليها .
3 ـ الإقلال من استعمال المبيدات .
4 ـ إلزام الأفران والمعامل والبيوت بتصفية الدخان .
5 ـ تشجيع استعمال الطاقة الشمسية للتخفيف من استعمال المواد الملتهبة .
6 ـ مراقبة الحيوانات .
7 ـ إبعاد النفايات وطمرها أو حرقها بشكل يؤمن منع توالد الحشرات فيها .
8 ـ تجفيف المستنقعات .
9 ـ مراقبة المعلبات ومدد صلاحها ومراقبة اللحوم والخضار والمشروبات المائية وإجراء الفحوص الدورية على من يتداولونها .
10 ـ تعقيم مياه الشرب ومراقبتها من مكان نبعها حتى تصل إلى فم الإنسان .
11 ـ تعقيم ومعاملة المجارير والمياه المبتذلة قبل وصولها إلى الأنهار والبحيرات والبحار .
12 ـ الاشتراك بالتحرك الدولي لتحريم الأسلحة النووية والوصول بها حتى تحريمها .
13 ـ تحصين الأطفال ضد كل الأمراض التي يمكن التحصن منها .
14 ـ المحافظة الصارمة على الطبيعة .
15 ـ التخطيط لمناطق صناعية وأخرى سكنية مع التأكد من توافر الشروط الصحية فبها .
16 ـ التخطيط العائلي لتخفيف التعداد البشري .
وتحدث محمد راجي البساط فأشار إلى التأثير المباشر لمختلف المواد الزراعية وتأثيراتها المضرة على مختلف أنواع الزراعة ، داعياً إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة من قبل الجهات المسؤولة للمحافظة على صحة الزراعة خصوصاً في الجنوب .
كما شدّد على أهمية دراسة المكافحة البيولوجية للآفات الزراعية والبساتين وتناول سبل هذه المكافحة .
وتناولت مداخلة بهاء الدين البساط موضوع البيئة والتنظيم المدني ، وأكدت على ترابط هاتين القضيتين بحيث تفرض الأولى نفسها على الثانية وتحاول الثانية توظيف إنجازاتها في خدمة الأولى لتكوين البيئة المناسبة .
وتطرقت إلى تعريف البيئة الطبيعية البحتة ، والبيئة السكنية ، والبيئة التراثية الثقافية ، وحددت بعد ذلك دور التنظيم المدني في خدمة المحافظة على البيئة وتأمين حاجات المجتمع بشكل متناسق انطلاقاً من أمور تطبيقية مأخوذة من واقع صيدا منها ما خطط ومنها ما نفذ ، ومنها ما ينتظر التخطيط على صعيد مرفأ صيدا القديم وتوسيعه ، ميناء صيدا المستقبلي الحديث ، مدخل صيدا الشمالي ، سكة الحديد والأوتوستراد ، صيدا القديمة ، هدم محيط خان الإفرنج، إلغاء البولفار البحري في محاذاة الميناء القديم.
وأكدت انطلاقاً من ذلك أهمية القرارات التي تتخذ في التنظيم المدني وخطورتها في بعض الأحيان ، وتمنت على بلدية صيدا أن يكون لديها لجنة للبيئة والتراث أسوة باللجان العقارية والمالية والأشغال والصحة .
وتناول الدكتور المجذوب البيئة الجامعية في صيدا مشيراً إلى أن البيئة الطبيعية لأي جامعة تبدأ بتوفير المبنى الملائم المكون من مدرجات ومكتبات وقاعات للبحث والمحاضرات وساحات للرياضة ، ومدينة جماعية تحتوي على مطعم ومنامة وأمكنة لمزاولة النشاط الفني والترفيهي .
وقال إن هذا كله مفقود في الفروع الجامعية في الجنوب لأن المبنى الذي تشغله هذه الفروع لم ينشأ في الأصل لهذه الجامعة وهذا ينطبق على جميع فروع الجامعة اللبنانية في مختلف مناطقها .
كما أكد على وجوب توافر هيئة تعليمية وإدارية كفؤة ، وتوفر الأستاذ المتفرغ المسؤول . وخلص إلى أن عوامل البيئة السليمة غير متوافرة في الفروع وأن كل المؤشرات توحي بترسيخ أقدام هذه الفروع ويبدو أن التشتت الجامعي والتربوي سيستمر طالما بقيت الدولة غائبة عن الوجود .
وتكلم أخيراً الكلش في موضوع " دور البلدية في توفير البيئة السليمة " فقال أن البلدية في هذا المجال يظهر من خلال اعتماد خطة علمية منهجية تتناول ثلاثة أمور : خطة عمل عامة ذات اتجاهين آني ومستقبلي ، إقرار الأنظمة التنفيذية لهذه الخطة ، ونشر التوعية المناسبة لنجاح هذه الخطة بتعاون المواطن مع أجهزة البلدية .
وأشار إلى الخطة العامة لتوفير التوازن البيئي عن طريق العمل اليومي من إجراءات تنفذها البلدية لمواجهة مظاهر وأسباب التلوث في المدينة ووضع مخطط مستقبلي لحاجات المدينة ، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم الإخلال بالتوازن البيئي قدر المستطاع .
وتحدث عن المشاريع المهمة التي قدمتها البلدية وساهمت في توفير البيئة السليمة وهي حل مشكلة المواصلات ، تصريف المياه المبتذلة ومياه الشتاء ، أعمال التشجير ، تحسين خدمات المرافق العامة ، إنشاء مرافق عامة جديدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ) جريدة السفير بتاريخ 19 آذار 1987