السفير - " أحداث صيدا 75 " ـ يوميات ووثائق يوميـات تستـلهـم القـوة والثـقـة
" أحداث صيدا 75 " ـ يوميات ووثائق
يوميـات تستـلهـم القـوة والثـقـة
" أحداث صيدا 75 ـ يوميات ووثائق " كتاب وثائقي من 850 صفحة يؤرخ بالحدث والصورة للفترة الواقعة بين صباح الأربعاء في 26 شباط 1975 و15 أيار 1975 أي انطلاقاً من إصابة المناضل معروف سعد في تظاهرة الصيادين ضد شركة "بروتين"، ومروراً باستشهاده في 6 آذار 1975 ووصولاً إلى سقوط حكومة الرئيس رشيد الصلح .
والكتاب الذي صدر في أيلول 1985 من إعداد وتصنيف وتقديم رئيس المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا الدكتور مصطفى دندشلي ، الذي يقول في تقديمه للوثائق أنه " في الحقيقة محاولة متواضعة ... " طموح " هذه اليوميات و"رهانها الكبير" هو في أنها تريد أن تتوجه إلى " كل الناس " إلى ابن صيدا وابن الجنوب اللبناني والمواطن في لبنان عموماً وأن تتوجه كذلك إلى الطالب والكاتب والباحث والمؤرخ ورجل السياسة ، وأن يجد فيها كل واحد منهم ما يثير اهتمامه وانتباهه وكان سعينا منصباً في أن يضم هذا الملف المعلومات الصحفية الأولية ـ "المواد الخام" ـ لأحداث اعتبرت مقدمات لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان ".
والكتاب يتوقف بدقة عند الحدث اليومي وينقله كما ورد في أكثر من وسيلة إعلام مع الإشارة إلى المصدر ، إلا أن البعد التوثيقي يظهر بوضوح من خلال انتقاء الخبر وإبرازه وهذه العملية لم تراع الاتجاه الساسي للمصدر ، إلا أنها اهتمت في مدى الضوء أو الوضوح الذي يلقيه الخبر على جوانب الحدث وفي هذا يقول الدكتور دندشلي : "كان هدفنا أن نسمع قول الآخر ، ونحاول أن نفهم عنه ما يريد أن يقوله هو نفسه لا أن نقول عنه ما لا يريد قوله ".
ورغم أن عنوان الكتاب يوحي بأنه يؤرخ لأحداث صيدا في العام 1975، إلا أن الأبرز في اليوميات التي يتناولها هو التوقف بموضوعية عند أحداث وقعت في حقبة زمنية لا تتعدى الشهرين ونصف الشهر وكانت في غاية الخطورة والأهمية التاريخية ، وقد نجحت عملية التوثيق بما هي اختيار وتصنيف وتسلسل وتقديم في رسم التحركات السياسية الداخلية والتناقضات بين هذه الأحداث خلال الحقبة المعنية ورافقت تفاقمها الذي أدّى إلى انفجار الحرب الأهلية في لبنان ، من دون أن تهمل الإشارة إلى تدخل العوامل الخارجية ، العربية والدولية ، وأتاحت للقارئ في الوقت ذاته رؤية شاملة للأحداث في تسلسلها الزمني والمكاني والسياسي ، وأعادت إلى ذاكرته شريط الوقائع السياسية بصورة أقرب ما تكون إلى الترابط والتناسق والحيوية كما أحيت مجدداً وقائع تاريخية وأحداثاً اجتماعية عايشها القارئ المواطن وتفاعل بها ، أو حتى شارك فيها بشكل أو بآخر .
وفي هذا يقول الدكتور دندشلي :" تجدر الإشارة إلى أننا كنا نستقي الخبر من المصدر الذي يبرزه بوضوح وتفصيل أكثر أو الذي ينشره بنصه الحرفي . وفي بعض الأحيان لم نلجأ إلى مصدر واحد لاستقاء الخبر الواحد وذلك إما لاجتزائه أو تحريفه أو حذف بعض جوانبه الأساسية فكنا نعتمد والحالة هذه إلى تلافي هذا النقص باتمام الخبر والتوسع في تفصيله من مصادر أخرى ... وهكذا فقد كانت أحياناً تتم تغطية الخبر الواحد من مصدرين أو أكثر ".
ويضيف :" لقد تركنا التناقض في بعض الأخبار أو المواقف السياسية كما هي كتصريحات المسؤولين السياسيين والتقارير الرسمية كما كنا نميل إلى إظهار الاتجاهات والتيارات المتناقضة على الساحة السياسية أو على صعيد الحكم والنظام وتركنا الحرية كاملة للقارئ أن يستخلص ما يراه دون أن يكون هناك أي تدخل من جهتنا ". "أحداث صيدا 75 ـ يوميات ووثائق" وإن كان ككل كتاب وثائقي يقدم بحثاً تأريخياً نظرياً فهو يؤدي أولاً مهمة وطنية في زمن تسرب فيه اليأس إلى النفوس وأصاب الانهيار المادي والمعنوي كل شيء تقريباً ذلك أن العودة إلى التاريخ وإلى الذات هي استلهام للقوة وللثقى ذخيرتي المواجهة الوطنية .
غ . ح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" أحداث صيدا 75 " ـ يوميات ووثائق
يوميـات تستـلهـم القـوة والثـقـة
" أحداث صيدا 75 ـ يوميات ووثائق " كتاب وثائقي من 850 صفحة يؤرخ بالحدث والصورة للفترة الواقعة بين صباح الأربعاء في 26 شباط 1975 و15 أيار 1975 أي انطلاقاً من إصابة المناضل معروف سعد في تظاهرة الصيادين ضد شركة "بروتين"، ومروراً باستشهاده في 6 آذار 1975 ووصولاً إلى سقوط حكومة الرئيس رشيد الصلح .
والكتاب الذي صدر في أيلول 1985 من إعداد وتصنيف وتقديم رئيس المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا الدكتور مصطفى دندشلي ، الذي يقول في تقديمه للوثائق أنه " في الحقيقة محاولة متواضعة ... " طموح " هذه اليوميات و"رهانها الكبير" هو في أنها تريد أن تتوجه إلى " كل الناس " إلى ابن صيدا وابن الجنوب اللبناني والمواطن في لبنان عموماً وأن تتوجه كذلك إلى الطالب والكاتب والباحث والمؤرخ ورجل السياسة ، وأن يجد فيها كل واحد منهم ما يثير اهتمامه وانتباهه وكان سعينا منصباً في أن يضم هذا الملف المعلومات الصحفية الأولية ـ "المواد الخام" ـ لأحداث اعتبرت مقدمات لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان ".
والكتاب يتوقف بدقة عند الحدث اليومي وينقله كما ورد في أكثر من وسيلة إعلام مع الإشارة إلى المصدر ، إلا أن البعد التوثيقي يظهر بوضوح من خلال انتقاء الخبر وإبرازه وهذه العملية لم تراع الاتجاه الساسي للمصدر ، إلا أنها اهتمت في مدى الضوء أو الوضوح الذي يلقيه الخبر على جوانب الحدث وفي هذا يقول الدكتور دندشلي : "كان هدفنا أن نسمع قول الآخر ، ونحاول أن نفهم عنه ما يريد أن يقوله هو نفسه لا أن نقول عنه ما لا يريد قوله ".
ورغم أن عنوان الكتاب يوحي بأنه يؤرخ لأحداث صيدا في العام 1975، إلا أن الأبرز في اليوميات التي يتناولها هو التوقف بموضوعية عند أحداث وقعت في حقبة زمنية لا تتعدى الشهرين ونصف الشهر وكانت في غاية الخطورة والأهمية التاريخية ، وقد نجحت عملية التوثيق بما هي اختيار وتصنيف وتسلسل وتقديم في رسم التحركات السياسية الداخلية والتناقضات بين هذه الأحداث خلال الحقبة المعنية ورافقت تفاقمها الذي أدّى إلى انفجار الحرب الأهلية في لبنان ، من دون أن تهمل الإشارة إلى تدخل العوامل الخارجية ، العربية والدولية ، وأتاحت للقارئ في الوقت ذاته رؤية شاملة للأحداث في تسلسلها الزمني والمكاني والسياسي ، وأعادت إلى ذاكرته شريط الوقائع السياسية بصورة أقرب ما تكون إلى الترابط والتناسق والحيوية كما أحيت مجدداً وقائع تاريخية وأحداثاً اجتماعية عايشها القارئ المواطن وتفاعل بها ، أو حتى شارك فيها بشكل أو بآخر .
وفي هذا يقول الدكتور دندشلي :" تجدر الإشارة إلى أننا كنا نستقي الخبر من المصدر الذي يبرزه بوضوح وتفصيل أكثر أو الذي ينشره بنصه الحرفي . وفي بعض الأحيان لم نلجأ إلى مصدر واحد لاستقاء الخبر الواحد وذلك إما لاجتزائه أو تحريفه أو حذف بعض جوانبه الأساسية فكنا نعتمد والحالة هذه إلى تلافي هذا النقص باتمام الخبر والتوسع في تفصيله من مصادر أخرى ... وهكذا فقد كانت أحياناً تتم تغطية الخبر الواحد من مصدرين أو أكثر ".
ويضيف :" لقد تركنا التناقض في بعض الأخبار أو المواقف السياسية كما هي كتصريحات المسؤولين السياسيين والتقارير الرسمية كما كنا نميل إلى إظهار الاتجاهات والتيارات المتناقضة على الساحة السياسية أو على صعيد الحكم والنظام وتركنا الحرية كاملة للقارئ أن يستخلص ما يراه دون أن يكون هناك أي تدخل من جهتنا ". "أحداث صيدا 75 ـ يوميات ووثائق" وإن كان ككل كتاب وثائقي يقدم بحثاً تأريخياً نظرياً فهو يؤدي أولاً مهمة وطنية في زمن تسرب فيه اليأس إلى النفوس وأصاب الانهيار المادي والمعنوي كل شيء تقريباً ذلك أن العودة إلى التاريخ وإلى الذات هي استلهام للقوة وللثقى ذخيرتي المواجهة الوطنية .
غ . ح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ) جريدة السفير بتاريخ 5 تشرين الثاني 1985