كلمة المناضل - انقلاب السودان والطموح المنشود
كلمة المناضل العددان 234ـ235 تموز ـ آب 1989
انقلاب السودان والطموح المنشود
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
وقع في نهاية حزيران انقلاب عسكري في السودان أطاح بحكومة الصادق المهدي وحل الأحزاب والهيئات التشريعية والنقابية وأوقف العمل بالدستور ووضع الانقلابيون قادة الأحزاب ورؤساء النقابات وأعضاء الحكومة السابقة قيد الاعتقال .
ردود الفعل على ذلك الانقلاب تفاوتت بين مؤيد ، ولا سيما من جانب الدول المحافظة، وبين متحفظ من جانب الدول الأكثر تقدمية وذلك بسبب طبيعة هذا الانقلاب العسكري وإجراءاته الفورية من جهة ، وبسبب تجارب السودان مع تلك الانقلابات العسكرية وما آلت إليه من دكتاتورية مقيتة ، وتفتيت لطاقات السودان وإغراقه في مشكلات أدت إلى قيام الحرب في جنوبه وبين محافظاته ومواطنيه وبسبب التطبيق القسري لما سمي بقوانين الشريعة أيام حكم النميري البغيض من جهة أخرى .
وفي هذا العدد تلتقي "المناضل" مع أحد الرفاق القياديين في حزبنا الذي كان قد وصل من السودان قبيل الانقلاب مباشرة . وأثناء وجوده في دمشق وقع الحدث ، فالتقته "المناضل" لتقدم من خلال حديثه صورة واضحة عما جرى في السودان الشقيق ، وعن احتمالات تطورات الوضع هناك ، لعل الرفاق يجدون من خلال ذلك بعض ما يرغبون في سماعه واستيضاحه لا سيما وان منظمة الحزب في السودان كانت قد خطت خلال السنوات القليلة الماضية خطوات مهمة على طريق تعزيز نضال القوى التقدمية والديمقراطية في السودان ، وشاركت تلك القوى حواراً للوصول إلى صيغة متقدمة من العمل السياسي الجبهوي في السودان الشقيق إلا أن الانقلاب المذكور عاجله قبل أن يكتمل . والسودان ذلك القطر الواسع المساحة المتعدد الإمكانات الغني بالثروات كان يمكن أن يكون سلة الغذاء للوطن العربي ، إلا أننا نرى مواطنيه اليوم يحتاجون إلى مساعدة الدول والهيئات العالمية لإمداده بلقمة العيش . كل ذلك بسبب السياسات التي انتهجها حكامه على مدى أكثر من ربع قرن في ظل الأحكام العسكرية والحروب الأهلية والقمع الوحشي .
لقد ترك الاستعمار البريطاني آثاره في السودان وخلف وراءه قوى سوداء تخدم مصالحه ، لكن شعبنا في السودان وقواه الوطنية والتقدمية يؤمنون بأن المستقبل هو لوحدة السودان وعروبته . وفي حديث الرفيق لمجلة "المناضل" ما يلقي الضوء على ذلك ...