كلمة المناضل - عددان - يبدؤون الحرب ويرفضون السلام !!
كلمة المناضل العددان 221 ـ 222 حزيران ـ تموز1988
يبدؤون الحرب ويرفضون السلام !!
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
قرار إيران الأخير بقبول قرار مجلس الأمن وقف القتال الدائر على الجبهة العراقية الإيرانية ومنذ أكثر من ثمان سنوات قرار إيران ذلك قوبل بارتياح وتفاؤل كبيرين ليس فقط من قبل القوى المحبة للسلام والدول التي تربطها بكلا البلدين علاقات حسنة ، بل من القوى التقدمية والثورية والمناضلة في أنحاء العالم المختلفة ، لأن هذا القرار يفترض أنه يضع حدا لنزاع دام بدأه العراق ضد الثورة الإيرانية وهي في أيامها الأولى وقبل أن تثبت أقدامها في مواجهة قوى الإمبريالية والصهيونية وحلفائها داخل إيران وخارجه ، وبدأ العراق حربه ضد الثورة الإيرانية عندما كانت تلك الثورة تواجه الإمبريالية الأميركية في معركة متعددة الجوانب والأبعاد إثر احتلال السفارة الأميركية في طهران ووجود الرهائن الأميركيين في إيران ومحاولات أميركا الفاشلة بغزوها الأراضي الإيرانية لتخليص الرهائن ، وشنت تلك الحرب على إيران وهي تطرد سفارة العدو الصهيوني وتسلم مكاتبها لمنظمة التحرير الفلسطينية لتكون فلسطين بديلاً عن " إسرائيل" وشنت تلك الحرب عندما أخرجت الثورة الإيرانية إيران من كتلة دول حلف السنتو الإمبريالية ووضعت نفسها في كتلة عدم الانحياز بديلاً عن خروج مصر حيث جرها كامب ديفيد إلى صف العدو والإمبريالية ، وكان دخول إيران مجموعة عدم الانحياز لأحداث التوازن بعد خروج مصر منها .
لكل هذه الأسباب كانت القوى التقدمية والمحبة للحرية والسلام ترفض هذه الحرب وتدين استمرارها وتطالب بوقفها وتضع اللوم على البادئين بها . وكانت هذه الحرب منفذا مهما لآلة الغرب الصناعية العسكرية التي وجدت فيها سبيلا لتشغيل تلك الآلة وتحويل الصناعات العسكرية تجاه أتون الحرب هذه ، كذلك وجدت القوى الاستعمارية والصناعية الكبرى وسيلة مهمة لتصريف منتجاتها الصناعية وإعادة ما دمرته الحرب في كلا البلدين من قاعدة صناعية إلى مستلزمات الإنتاج إلى تقديم سلع جاهزة إضافة لذلك كانت هذه الحرب أتونا حرق " الزرع والضرع " كما يقولون وقضى على عشرات الآلاف من شباب البلدين الذين لو زجت جهودهم وحياتهم في اتجاهات البناء المتعددة لازدهرت الدولتان ولأضيفت للإمكانات العربية جهود جديدة يمكن أن تقلب الموقف العربي في مواجهة الهجمة الإمبريالية الصهيونية على الأمة العربية وحلفائها .
لقد ترددت إيران بقبول قرار وقف إطلاق النار حوالي العام لأنها كانت تشعر أن النظام العراقي الذي شن هذه الحرب الظالمة لا بد أن يدفع ثمن ما اقترفته يداه بحق العرب العراقيين .
لقد حان الوقت الآن لتعرية ذلك النظام ودوافعه وأهدافه وحان الوقت كذلك من أجل الضغط عليه لتطبيق ذلك القرار والالتزام به ، وعندما يتم سيفقد هذا النظام مبررات وجوده وينتهي دوره المرسوم في المنطقة وعندها ستجد جماهير العراق سبيلاً آخر لتقرير مصيرها بعيداً عن مآسي هذه الحرب الإمبريالية التي استنزفت كلا من العراق وإيران والأمة العربية . وسيعود العراق ليأخذ مكانه الصحيح ويوجه جهود أبنائه لخدمة قضايا الأمة العربية ويقف مع أشقائه في مواجهة القوى الإمبريالية وحليفتها الصهيونية.