صيداويات ـ يا ولاد الكوشي ... يا حج محمد ... صيحات الأطفال في أيام العيد
يا ولاد الكوشي ... يا حج محمد ... صيحات الأطفال في أيام العيد
صيداويات - الإثنين 13 أيلول 2010-
محمد صالح - السفير - صيدا:
في صيدا كان مقطع بسيط من اهزوجة بحر عيد صيدا يقول «يا ولاد الكوشي يويو عنا جاروشة يويو جاروشت مين يويو ابو اسماعيل يويو».. و«يا حج محمد يويو قديش مصمد يويو 10 مصاري يويو والسكر غالي يويو يلا ويلا وهي يلا ويلا وهي».كان ذلك عندما كان للعيد ساحة واطفال يقصدون ساحتهم من كل جهات عاصمة التراث والقدم.. يستقيظون صباح يوم العيد لا هم لهم سوى التوجه الى ساحة بحر العيد مقابل الواجهة البحرية للمدينة العتيقة والملاصقة لرصيف ميناء الصيادين..
اليوم، اختفت تلك الاهازيج كلياً في صيدا بعدما اختصرت الحضارة والمدنية الاستهلاكية ساحة بحر العيد وحولتها الى مجرد ذكرى عابرة لا يقصدها الا اولاد الفقراء والفقراء. وقد «اكلت» الطريق الساحة ولم تبق منها الا على بضعة امتار قليلة غير مرصوفة وغير معبدة وبحاجة بشكل دائم للنظافة؟؟... والى جانبها مجمع لرمي النفايات.. ومع ذلك، ولولا ساحة بحر العيد لا يوجد عيد في صيدا.
وساحة بحر العيد في صيدا تحتوي اليوم على بعض اراجيح العيد اليدوية المتنوعة والمتعددة و«الدواخة» التي تدار بواسطة محرك آلي او كهربائي وغيرها من الألعاب المستجدّة والتي غزت الساحة واعتدت على خصوصيتها كالقطار الذي ينقل الأطفال دائرياً والخيل الذي يشغًله صاحبه ويضعه بخدمة من يريد من الرواد على الكورنيش البحري مقابل الساحة بألف ليرة لكل «دق» لمدة خمس دقائق بقصد الربح.
ويؤكد احمد كريدية، وهو صاحب ارجوحة، أنه ورث مهنته عن اهله «وكانت شغلة كويسة في الماضي وحتى السنة الماضية كانت الغلة اليومية أفضل بكثير وكانت يوميتنا تتراوح ما بين 140 الفا الى 180 الف ليرة اما اليوم فالغلة تآكلت واصحبت يومياً بمعدل 40 الى 50 الف ليرة فقط وباتت الساحة للفئة المعدومة من الناس من المخيمات ومن جوار صيدا والمدينة القديمة ولم تعد مقصداً لكل الناس مع العلم ان الطفل عندنا لا يدفع سوى 500 ليرة على كل «دق» ولمدة 5 دقائق ..».
يضيف «وضع الناس ونحن منهم صعب جداً» والأب يعطي ابنه خمسمئة ليرة ويُوصيه بأن «يدير بالوا عليها ويتروى في تبديدها وان يتمهل في انفاقها ويشد ايدو شوي».