كلمة المناضل - رهان خاسر وسياسة مهزومة
كلمة المناضل العدد 175 اب1984
رهان خاسر وسياسة مهزومة
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
الرهان الذي لعبه بعض الانهزاميين العرب خصوصاً من مدعي الوطنية الذين ما يزالون على رأس بعض فصائل المقاومة الفلسطينية .. هذا الرهان على مجيء حكومة إسرائيلية تقبل التفاوض معهم لإعادة بعض حقوقهم ، ذلك الرهان الذي بني على أمل حدوث انقسام بين الكتلتين الصهيونيتين من الصقور والحمائم أو ما يدعى باليمين أو اليسار الصهيوني .
كل ذلك سقط عندما تشكلت حكومة دولة العدوان الجديدة بوحدة مؤتلفة شاهرة سلاحها دائماً بل أقوى وأمضى من السابق على الأمة العربية ، خصوصاً على سورية الثورة وقيادتها المناضلة وجيشها الباسل .
ولا أدل على ذلك من أن أول تصريح لقادة تلك الحكومة هو أن الخطر الأساس الذي يواجه الكيان الصهيوني هو سورية لأنها العدو اللدود الذي يشكل تهديداً حقيقياً لـ "إسرائيل" ...
إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي عندما نشير إلى ذلك وننبه لمخاطره ندرك جيداً ما نحن سائرون فيه ومقدمون عليه معتمدين على التحليل التاريخي والفكري والسياسي للحركة الاستيطانية الصهيونية العنصرية في فلسطين ، في الوقت الذي ننبه فيه إلى مخاطر إطلاق العنان للتصريحات غير المتزنة والمتبجحة والتي لا تتوافق مع منطق الحياة وحقائقها والتي تقدم فيها بعض القوى الانهزامية وقياداتها التنازلات للعدو الصهيوني على أمل أن يغير من طبيعته ويقبل بإعادة ما اغتصب من أراضي وحقوق . وفي الوقت نفسه يأتي الرد على هذه التصريحات التي تدعو إلى التفاوض المباشر مع العدو غير مستفيدة من مثال وتجربة كامب ديفيد المهزومة أو عقد الإذعان الذي أسقطته الجماهير اللبنانية ، يأتي الرد من قادة العدو أنفسهم ، بأنهم لا يقبلون حتى بهؤلاء المهزومين لأنهم لا يمثلون ضمير الأمة ولا تاريخها ولا مستقبلها . أن من يقبل أن يتنازل عن حقوق الجماهير وعن تاريخها ونضالها ويتنكر لأماني أبنائها لا يستحق أن يجد الاحترام أو القبول من هذه الجماهير لأنها تعرف أن القادة التاريخيين هم الذين يتمسكون بالحقوق والأرض ويمثلون أماني الشعب وليس عكس ذلك .
إننا إذ نقدم تلك البديهيات لرفاقنا ولجماهيرنا نؤكد بثقة تامة أن قيادة الحزب لا تقف وحدها في مواجهة الصهيونية والإمبريالية والرجعية بل معها وخلفها كل الجماهير العربية الكادحة والمناضلة في سبيل الخلاص من الاحتلال البغيض وفي سبيل وحدة الأمة العربية وحريتها وفي سبيل تحقيق المجتمع الاشتراكي الذي ننشده ..