كلمة المناضل - وقفة مع حركة السادس عشر من تشرين الثاني التصحيحية
كلمة المناضل العدد 165 تشرين أول 1983
وقفة مع حركة السادس عشر
من تشرين الثاني التصحيحية
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
مرت على الحركة التصحيحية التي قادها الرفيق المناضل حافظ الأسد حتى الآن ، ثلاث عشرة سنة ، كانت كافية لإلقاء الضوء على ما تحقق من أهدافها وما زال في طريق الإنجاز ، فالحركة كما يعرف الرفاق جاءت إثر مخاض في قواعد الحزب وجماهيره لحالة من المعاناة ، كانت تعيشها تلك القواعد والجماهير في مستويات عدة ، أولها المستوى الحزبي الداخلي ، ثم المستوى الوطني العام وما يتعلق به ويتفرع عنه من العلاقات القومية العربية والعلاقات الدولية .
لقد حققت الحركة أول ما هدفت إليه وهو تخليص الحزب من عقلية وصفتها قواعد الحزب آنذاك "بالمناورة والمتسلطة" . وهذه العقلية لم تكن في قيادة الحزب آنذاك فحسب بل كانت مدرسة انتسب إليها قلة من الرفاق في قواعد الحزب ، كذلك تخلص الحزب من معظمهم ، واستفاد من استطاع الاحتماء خلف بعض الشعارات والرموز من أن يتسلق بعض مواقع المسؤولية . وقد ألحقت هذه الفئة أذى كبيراً بالحزب والجماهير وألحقت بقيادة الرفيق الأمين العام للحزب أذى أكبر . وهو الذي أكد مراراً سواء أكان ذلك في المناسبات العامة أم الحزبية الخاصة ، أنه لا يريد لأحد أن يسكت عن الخطأ ، أو يتستر على العيوب "النواقص" وطالب أول من طالبهم ، الرفاق الحزبيين بالقيام بهذه المهمة النبيلة والتصدي لتصحيح مسيرة الحزب والثورة في مختلف مجالات عملها .
إن الرفيق الأمين العام للحزب عندما يرى تلك النواقص والعيوب التي تلحق بمسيرته ومسيرة الجماهير والحزب ، تلحق بها الأذى ، قادرً بالتأكيد أن يعالج ذلك وبسرعة ، لكنه وبإيمانه العميق بمبادئ الحزب وأسس العمل الحزبي يؤثر أن يترك للمؤسسات الحزبية في مختلف مستوياتها ، أن تأخذ دورها في البحث عن العيوب والنواقص ومعالجتها العلاج الفعال ، وهو بذلك يتمثل أرقى معايير العمل الحزبي ويترك لقواعد الحزب وقياداته وكل عضو فيه أن يمارس دوره الفعال الذي يتناسب مع مفاهيم الحزب والثورة ،"أن كل رفيق ، قائد في موقع مسؤوليته" . ويأتي بعد ذلك دور مؤتمرات الحزب لتقويم عمل كل مؤسسة وكل رفيق مسؤول .
ان ما تحدثنا عنه حول حياة الحزب الداخلية مهم في هذه المرحلة التي نحن فيها على أبواب بدء دورة حزبية جديدة كي نقوم ما أعوج من أمورنا في مؤسسات الحزب المختلفة . لكن ذلك يجب أن لا يخفي علينا صورة الإنجازات العظيمة التي حققتها مبادئ حركة السادس عشر من تشرين الثاني وقائدها ، في المستويات الأخرى ، فسورية الحديثة اليوم لم يتيسر لها أن تصل إلى ما وصلت إليه دون السادس عشر من تشرين .
وسورية بكل ما تعنيه وتمثله صرح اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي وعسكري وقومي دولي ، لم يتح لها ذلك كله إلا بفضل السادس عشر من تشرين وقيادة الرفيق الأمين العام للحزب حافظ الأسد لهذا الصرح العظيم الذي أصبح أمل الجماهير العربية الكادحة وقواها الوطنية والتقدمية المخلصة في أقطارها المتعددة .