كلمة المناضل - الافتتــــــــاحيــــــــــة بعد مصر ، لبنان .. ومن بعد لبنان ؟؟..
كلمة المناضل العدد 160 أيار 1983
الافتتــــــــاحيــــــــــة
بعد مصر ، لبنان .. ومن بعد لبنان ؟؟..
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
مع مرور ذكرى اغتصاب فلسطين العربية في أيار 1948 وقعت في أيار هذا العام معاهدة اغتصاب لبنان ولكن بطريقة مختلفة قليلا فهذه الاتفاقية "القيد" وقعت بين حكومة الأقلية الطائفية الحاكمة في لبنان وبين الكيان الصهيوني العنصري في فلسطين المحتلة ، حكومتان واحدة صهيونية اغتصبت الأرض وأخرى عميلة اغتصبت الحكم في ظل الحماية والاحتلال العسكري الإسرائيلي الأميركي .
لقد بيّن الحزب مخاطر هذا الاتفاق حين وصفه الرفيق الأمين العام "بعقد الإذعان" ، فمخاطره الدولية ، والعربية واللبنانية السورية على وجه التحديد كثيرة جداً ، وباختصار، فانه خرق للشرعية الدولية وتجاوز لقرارات الأمم المتحدة حول العدوان على لبنان واحتلال أرضه وفرض شروط المحتلين الغاصبين عليه ، ومخاطره العربية تتمثل بعقد صلح منفرد مع العدو ، هو خروج على الإجماع العربي ومقررات القمم العربية ومجلسي الجامعة والدفاع العربي المشترك ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية ...الخ ، ومخاطره على لبنان وسورية حيث كرس التدخل في شؤون لبنان على طريق فرض عملاء إسرائيل على السلطة اللبنانية والجماهير اللبنانية ، وقيد القوى الوطنية والتقدمية وأعطى حزب الكتائب الفاشي كل السلطة للسيطرة والهيمنة على لبنان مخترقا بذلك أسس تكون دولة لبنان وتوازناتها ، وبذلك نقض كل اتفاقات لبنان مع العرب ومع سورية خاصة وفتح حدود لبنان واقتصاده وسياسته للهيمنة والتدخل الصهيوني ، وما يحمله ذلك من مخاطر على سورية وحزبها وجيشها وجماهيرها .
أن هذا الاتفاق الإذعاني ، هو خطوة أخرى في تطبيق السياسة الأميركية في المنطقة ، التي اعتمدتها الإدارة الأميركية بعد حرب تشرين التحريرية عام 1973 ، وهذه السياسة تتلخّص في سلخ العرب عن بعضهم خطوة خطوة ، ومن ثم سلخهم عن القضية الفلسطينية خطوة خطوة ، وإعطاء الدعم اللا محدود لدولة الكيان العنصري الصهيوني في فلسطين ، كي تصبح سيدة المنطقة خطوة بخطوة ، فبعد سلخ مصر في اتفاقات كامب ديفيد ، جاء سلخ لبنان في اتفاقات خلدة ، كريات شمونة ، فدور من يأتي بعد ذلك ؟... لقد بدأ تحضير الأردن لخطوة أخرى مماثلة ، وربما يأتي ذلك على طريق القيام بعدوان مباشر على سورية لتهيئة ظروف عربية ودولية وعسكرية جديدة يتاح من خلالها الولوج إلى الأردن وتقديمه بوصفه ممثلا للشعب العربي الفلسطيني وجره إلى معسكر المفاوضات ومن ثم إلى معسكر العدو الصهيوني تماماً كما حدث في مصر ولبنان .
أن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي رفض وبشكل قاطع كل هذه السياسة ، وما يتفرع عنها ، سيقاومها بكل الوسائل ، وسيتصدى جماهيراً وجيشاً ، لكل المؤامرات التي ستحاك ضد القضية القومية للامة العربية ، لأنه حزب الجماهير الرافضة للمؤامرة وعناصرها وأدواتها ، ولأنه ضمير الأمة ومستلهم تاريخها وحضارتها .