كلمة المناضل - الافتتــــــــاحيــــــــــة ذكرى التأسيس .. أهــداف ثابتة .. و معـان متجددة .
كلمة المناضل العدد 159 نيسان 1983
الافتتــــــــاحيــــــــــة
ذكرى التأسيس .. أهــداف ثابتة .. و معـان
متجددة .
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
عندما يحتفل البعثييون في الوطن ، وخارجه ، بذكرى تأسيس حزبهم المكافح ، إنما يفعلون ذلك ، لتجسيد معانٍ ، وأفكار ، وقيم ، ساهموا خلال الستة والثلاثين عاماً المنصرمة ، لتثبيتها ، ووضعها ، في إطار العمل الجاد ، من أجل بناء المجتمع ، الذي ننشده ، مجتمع الوحدة العربية ، الذي تكون فيه الاشتراكية والحرية ، أساسه الفكري ، وطريقه الاقتصادي .
ومن المعاني التي يحرص الرفاق دائما على تذكرها في هذه المناسبة ، إضافة إلى تجديد العهد على التمسك بالمبادئ والنضال من أجل تحقيقها ، فهناك معانٍ تتعلق بالحياة نفسها ، والتجدد والنماء ، ومعان أخرى ، تتعلق بالتراث والتاريخ والثورة وغيرها تتصل بالفكر والعلم ، وأخرى تتعلق بالحياة الإنسانية والتعامل مع العالم .
وفيما يتصل من المعاني ، بالحياة والتجدد ، يخطر ببال الرفاق والجماهير ، أن الاحتفال بذكرى التأسيس أو الميلاد ، يحمل في الوقت نفسه ، النزوع للمحافظة على استمرار ما ولد وتأسس ، وتطويره ، وبناءه ، بالجهود المختلفة ، الفكرية ، والمادية ، والسياسية ، والنضالية ، وغيرها . وما يتعلق منها بالتراث والتاريخ والثورة ، فالبعث اليوم يمثل تراث الوطن وجماهيره التي سعت وعلى مدى مئات السنين للوحدة ، وبناء الحضارة العربية ، والثورة ضد كل أشكال القهر والاستغلال والاحتلال بدءاً من الاحتلال الروماني قبل ما يقارب الألفي عام مرورا بالاحتلال المغولي ، والصليبي ، والعثماني ، والاستعمار الغربي الحديث وانتهاء بالاحتلال الصهيوني العنصري في العصر الراهن .
وما يزخر به الاحتفال بذكرى التأسيس من معاني الفكر والعلم فذلك مبعثه إيمان الحزب والمناضلون فيه ، بأن من يمتلك المعرفة والعلم والتنظيم في الوقت الحاضر يمتلك القيادة ، شريطة أن تسخر هذه المعرفة والعلم والتنظيم لخدمة أهداف الجماهير الكادحة وتلبية احتياجاتها الأساسية في كل عصر من العصور ، لذا فبناء الحزب كان وسيبقى على أسس العلم والفكر والمعرفة لأهداف الجماهير وحاجاتها وفي إطار العلم الحديث .
أما ما يتعلق بالحياة الإنسانية والتفاعل مع العالم وشعوبه وأممه وحضاراته فذلك أحد السمات الأساسية التي صبغت فكر البعث وثقافته ومواقفه وتفاعله مع الشعوب والحركات والقوى المناضلة خلال سنوات نضاله وحتى اليوم ، وبالتالي فهي التي حددت بتلك القوى والشعوب وأحزابها للوقوف مع الحزب وجماهيره حينما احتاج الموقف إلى التضامن والتفاعل . فحركة الحزب الحضارية والمستمدة من الحضارة العربية الإنسانية العميقة والمعطاءة على مر العصور للشعوب والأمم الأخرى ، حركة الحزب هذه ، هي التي صبغت النضال العربي المعاصر بالصبغة الإنسانية .
أن ما نتذكره في مناسبة تأسيس الحزب شيء عظيم وكبير في معانيه وأهدافه وعندما نمارسه فإنما نفعل ذلك لأننا حزب الجماهير المكافحة من أجل الحياة في هذا العصر الذي تحاول فيه الإمبريالية والصهيونية طمس معالم الحضارة العربية .