كلمة المناضل - الافتتاحيــــــــــة موقع سورية بعد عشرين عاماً من ثورة البعث
كلمة المناضل العدد 158 آذار 1983
الافتتاحيــــــــــة
موقع سورية بعد عشرين عاماً من ثورة البعث
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
ونحن نحتفل بالذكرى العشرين لثورة الجماهير الكادحة بقيادة الحزب في القطر العربي السوري ، يتطلع مناضلونا والجماهير للمستقبل ليسألوا هل من جديد في سنة قادمة من عمر الثورة ؟؟
نعم ، فما زالت الأهداف التي تبناها حزبنا وناضل من أجلها حتى وصل إلى السلطة في سورية ، ما زالت بعيدة ولم تتحقق بعد ، وهنا نقصد الأهداف العامة والأساسية للحزب في الوحدة العربية وتحقيق حرية المواطن العربي وإنجاز الأهداف الاشتراكية .
لكن هل يمكن أن نصل إلى هذه الأهداف قبل أن نتمكن من إحداث التغيير الجوهري في بنية الأقطار والمجتمعات المعنية بهذه الأهداف ، وهل يمكن القول والافتراض أن البنى القائمة الآن في أقطار الوطن ، تؤهلها كي تلج طريق الوحدة والحرية والاشتراكية أم هل ما زالت الطريق أمامنا طويلة ؟
لذا ومن إدراك هذه الأسئلة وغيرها يمكن لنا أن نقوم ما قامت به ثورة الحزب في سورية في محاولة جادة وعمل مستمر لأحداث التغيير المطلوب في أحد الأقطار العربية المعنية بتلك الأهداف ولإدركنا أيضا انه قبل أن يتم ذلك التغيير ، فمن غير المنطقي تحقيق الأهداف العامة التي نسعى لها وإن تراءى لبعضهم أن ذلك ممكن في ظرف ما .
وفي هذا العام كما هي عادتنا في كل عام يمر من عمر الحزب ومن عمر الثورة ، نتساءل أين وصلنا في البناء والتحويل ، وما هو المطلوب أن ننجزه في سنة قادمة ؟
نستطيع أن نقول وبصراحة المناضلين أن ما أنجزته الثورة ـ وإن كان كبيرا ـ بالنسبة للقطر العربي السوري وجماهيره ، فهو ما زال أقل من المطلوب بالنسبة للوطن العربي وللمواطنين فيه .
فأقطار الوطن على امتداد رقعته الواسعة في حالة من التخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري ، تدعو المناضلين في الحزب عموماً وتستحثهم ، وخصوصاً المناضلين في القطر العربي السوري ، تدعوهم لبذل المزيد من أجل انتشالها من الواقع السيء الذي هي فيه ، والجماهير هذه على الرغم من حالة القهر التي تعانيها بسبب قلة المتحكمين والعملاء الذين يمسكون بمصيرها ومقدرات الوطن، ونقول على الرغم من ذلك ، فان كفاحها مستمر للتخلص من هذا الكابوس ، وتناضل كي تتخلص منه ومما تمثله تلك الطغمة من مصالح واحتكارات لا علاقة للوطن والمواطنين الكادحين بها .
صحيح أن الأعباء الملقاة على عاتق الثورة وحزبها في سورية ، كبيرة ، أن كان في مجال استكمال البناء الداخلي وتطويره ، وتحديث أدواته أو في مجال المواجهة المنفردة مع العدو الصهيوني والإمبريالية الأميركية والرجعية المتواطئة ، التي تدعمه ، لكن الصحيح أيضاً أن سورية وما تمثله من أهداف الصمود ، والعزة القومية ، والدفاع عن الحقوق والكرامة ومنطلق الأمل ، هي سورية الثورة التي تشرئب أعماق المواطنين العرب إليها لما تمثله من أهداف الوحدة والحرية والاشتراكية ، وموقعها أكثر من أي قطر عربي آخر ، قوته في حدوده وبناؤه لأبنائه، وتأثيره محدود برقعته الجغرافية ، أن المواطنين العرب ينظرون لسورية على أنها قوة لهم وبناؤها لهم وما تحققه على جميع الصعد يجب أن يصيبهم منه شيء ، فسورية للمواطنين السوريين بقدر ما هي لكل العرب .
سورية الثورة هي التي تتخطى الحدود الجغرافية لسورية تشمل الوطن العربي كله ، وسورية البعث هي النسر الذي يمد جناحيه ليضم مشرق إلى مغربه حيث تكون هي في موقع القلب .