كلمة المناضل - الافتتـــــــاحيـــــــة لماذا نتذكر حركة 23 شباط 1966؟
كلمة المناضل العدد 157 شباط 1983
الافتتـــــــاحيـــــــة
لماذا نتذكر حركة 23 شباط 1966؟
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
عندما يحل في كل عام شهر شباط يستعيد الرفاق البعثيون ذكريات أحداث مهمة مرت في نضال حزبهم العظيم وحققت للجماهير العربية الكادحة ولحركة التقدم منجزات كبيرة ، ففي الثاني والعشرين من شباط عام 1958 تحققت وحدة مصر وسورية ، تلك الوحدة التي أحدثت تحولات كبيرة في الوطن العربي وكانت النواة الأولى للوحدة العربية في الزمن المعاصر ، علقت عليها الأمة أملا لم يدم طويلا .
وفي 8 شباط 1963 انطلقت شرارة الثورة العربية التقدمية في العراق بقيادة الحزب وكان مفروضا أن تلتحم مع ثورة آذار 1963 في القطر العربي السوري لبناء أول دولة موحدة للبعث تستقطب النضال القومي العربي وحيث التقتا مع ثورة تموز في مصر للوصول إلى صيغة متقدمة للوحدة ، ولم تلبث أن لحقت بهذه الخطوات والآمال ، الانتكاسات ، وكان الحدث الهام الذي حاول به الرفاق البعثيون أن يستعيدوا تلك الآمال وان يضعوا الخطوات العملية للوصول إلى أهداف الجماهير ، هو ما حدث في 23 شباط 1966 حيث قامت قوى الحزب المناضلة بالتخلص من العقلية البرجوازية واليمنية التي تقع عليها مسؤولية كبيرة في أسباب الانتكاسات التي حدثت في وحدة 1958 والميثاق الثلاثي عام 1963، وانتكاسة ثورة الحزب في العراق عام 1963 ، وحيث لا نريد الدخول في تفاصيل تلك الأحداث فان نظرة سريعة لأسباب ما حدث ونتائجه تدلنا على أن حكمنا على تلك العقلية كان صحيحاً .
* فتلك القيادة اليمينية كانت مسؤولة عن حل الحزب عند قيام وحدة 1958 مع مصر مما أدى إلى غياب التنظيم الذي به فقط تستطيع الوحدة أن تدافع عن نفسها .
• وهي التي قادت يمين الحزب في العراق بعد ثورة 8 شباط 1963 ليحتل الموقع القيادي ويصل بالنتيجة إلى التعاون مع القوى المعادية للحزب لإسقاط تلك الثورة العظيمة .
• وهي بممارساتها وتشنجها من ثورة تموز في مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أوصلت ميثاق الوحدة الثلاثي عام 1963 إلى طريق مسدودة .
تلك القيادة اليمينية ، نراها اليوم ، ونرى من احتضنتهم من حكام بغداد يسيرون الآن في اتجاه التحالف مع الإمبريالية والصهيونية فعلاقتهم مع مصر كامب ديفيد لا تحتاج إلى حديثٍ طويل ، وعلاقتهم مع نظام الأردن أبرز من أن يكتب عنها الناس ، وتصريحاتهم الأخيرة حول الصهيونية وضرورة التعايش معها وتحقيق الأمن " لدولة إسرائيل" والاعتراف بها ، أمر أثار استغراب الأعداء قبل الأصدقاء ، كل ذلك إضافة إلى الممارسات القمعية داخل العراق ، وتصفية القوى الوطنية والتقدمية ، وإثارة الحرب ضد الثورة الوطنية في إيران والتحالف مع قوى اليمين الفلسطيني ، واليمين العربي ، وفي قمته عصابات الإخوان المسلمين ، كل ذلك ، وغيره ، يدل على مدى الأهمية التي تحتلها ذكرى 23 شباط 1966 ، حيث قامت قواعد الحزب وقياداته المناضلة بالتخلص من هذه العقلية ، وإبقاء الحزب والقطر العربي السوري في اتجاه الثورة العربية وفي اتجاه مصلحة الجماهير الكادحة ، حيث تواصلت انتصارات الحزب وجماهيره في القطر العربي السوري ووصلت إلى قمة ما يحلم به الوطنيون والقوميون والتقدميون العرب ، خصوصاً بعد تسلم الرفيق المناضل حافظ الأسد ، الأمين العام للحزب ، مسؤوليات قيادة الدولة والمجتمع، وتوجيه الحزب ، بعد الحركة التصحيحية .
• أن منطلقات 23 شباط ما زالت الأساس الذي يقف عليه الرفاق الحزبيون وقد توضح ذلك وتعمق بعد حركة التصحيح في السادس عشر من تشرين الثاني 1970 التي أعطت للحزب وسورية وللمناضلين العرب مزيداً من المنعة والحصانة والإدراك ، بأن اليمين العربي وفي الحزب على وجه الخصوص يجب إسقاطه وإقصاؤه وتعرية مواقفه وأشخاصه باستمرار ، وهذه هي مهمة المناضلين البعثيين دائما .