المناقشة العامة
المركز الثقافي
للبحوث والتوثيق
في صيدا المناقشة العامة
د.شوقي علويه (رابطة الأطباء في صيدا)
قال الدكتور مصطفى دندشلي في كلمة الافتتاحية إنَّ هذا الاجتماع لن يؤدِيَ إلى شيء سوى كونه تعبيراً عن موقفٍ فقط .. ولكن في هذا المحيط الكبير الجارف في اتجاه مغاير لرغبتنا، قد يكون هذا اللقاء الثقافي في صيدا كمَثَل حبة رمل.. ونحن نلاحظ أن حبات الرمل هذه تكثر وتكثر وتكثر.. وهناك كثير من الجمعيات والمؤسسات في لبنان أو خارج لبنان تقوم وتتحرك وتعترض ضمن نطاقها، للتعبير عن وجهة نظرها فيما يجري من أحداث. وعندما يكون لهذه التحركات صدى إعلامي جيد، يكون لها وقع كبير... لذلك أعتقد أن هناك كثيراً من الإيجابية لهذا النوع من التظاهرات الثقافية والاجتماعية في البلد... ونحن هنا قد سمعنا اليوم في نشرات الأخبار أن هناك تجمعات لا طائفية لمثقفين في فرنسا، في عموم فرنسا، تجتمع وتعبر عن رأيها وترفع صوتها.. وهذه التجمعات تضم فئات من مختلف المذاهب والأحزاب والقطاعات.. لذلك فإننا نرى أن حبات الرمل تكثر وتكثر وتكثر، كما نتمنى أيضاً أن تكثر هذه الاجتماعات وهذه اللقاءات، فتكون كمَثَل هذه الحباّت من الرمل التي ستصبح جبلاً يحسب له حساب.. إننا لسنا لوحدنا في هذا التحرك، فهناك كثير من التجمعات والهيئات الثقافية والقطاعات الأخرى التي تقوم بما نقوم به نحن هنا في صيدا...
إدارة الجلسة
أتمنى معك، دكتور شوقي، أن نصبح قوة.. ولكن وكأمر واقع، إنَّ ما يجري على الأرض له طابع عسكري ـ سياسي ودولي إقليمي. فبالنسبةإلينا، وإلى دورنا نحن كهيئات ومؤسسات ثقافية، حاولت أن أكون في كلمتي متواضعاً: يجب أن يَعرفَ الإنسان حجمه ومدى ما يمكن أن يقوم به.... هذا لا يعني طبعاً ـ والدليل على ذلك دعوتنا لهذا الاجتماع ـ أن ليس لنا رأي أو موقف يجب أن نتخذه ويجب أن نعلنه أمام الملأ. إني أوافقك، دكتور شوقي،... فأنا سررت بهذه الرسالة التضامنية، بهذه الكلمة اللطيفة التي وصلتنا اليوم من الحركة الثقافية بأنطلياس. وكلنا يعتقد أن في المناطق الشرقية مثقفين، قوى ليبرالية، قوى ديمقراطية ترفض ما يجري في الساحة اللبنانية بشكل عام من تفتيت للمجتمع اللبناني، وهذا التفتيت سيكون له انعكاسات خطيرة علينا جميعاً ابتداءً بالمناطق الشرقية والمناطق اللبنانية الأخرى...
د.عدنان النوام (رئيس جمعية المقاصد الإسلامية في صيدا)
كلنا في هذا الجوِّ العام: كيف يمكننا أن نُسمع صوتنا، نحن الأكثرية الصامتة، الأكثرية التي ليس لها صوت يسمع... إذ لا صوت الآن إلاّ لحملة السلاح.. هذا واقع. بأية طريقة هذه الأكثرية أو هذا العدد الكبير من المواطنين الموجودين على الساحة يمكنهم أن يعبروا عن رأيهم؟!.. طبعاً، هذا اللقاء الثقافي، هذا الاجتماع للهيئات والمؤسسات التربوية والاجتماعية في صيدا، هو أحد المنابر التي منها نستطيع أن نعبّر عن رأينا.. طبعاً، أصبحت الآن في هذه الأجواء المسيطرة، كل المناطق اللبنانية هي مناطق مشرذمة، سواء المناطق المسيحية أو المناطق الإسلامية .. والآن دخلت إلى الساحة أيضاً الصراعات والنزاعات المذهبية، وبين المذهب الواحد .. فمن المفروض إذن في هذه الظروف أن يجتمع أكبر عدد ممكن من المثقفين والمتعلمين والشباب المتمسك بالمصير المشترك للبنانيين ... فأقل شيء بالنسبة إلينا هو أن نُسْمع صوتنا.. طبعاً، لن نأخذ مقررات... وأية مقررات يمكن أن تتخذ الآن؟! ولكن يمكننا أن نعلن مجرد رفضنا لهذا الواقع الذي وصلنا إليه، وهذا يكفي الآن..
د.عبد الحميد حشيشو(رئيس النجدة الشعبية ـ صيدا)
هذا اللقاء، من المفروض أن يكون له منهجية وتحليل لواقع البلد الذي نعيش فيه .. يعني: انتخابات رئاسة الجمهورية لم تحصل، فكلنا يعرف ما هي الأسباب. ولكن، أمام هذا الواقع، كيف يمكن أن يكون موقفنا، كيف يمكن أن نعبّر عن موقفنا وبأيّ شكل؟؟ ... أنا أعتقد انه يوجد مراحل للتعبير عن المواقف هذه، هناك موقف يجب يجب أن يتمحور حول شكل معين: هل هناك موقف وطني من المفروض أن ندعم، أو المواقف الثانية المقابلة والمعادية للموقف الوطني؟؟ الأهم في عملية اللقاء أنه من المفروض أن ينطلق من موقع وطني، مربوط بالتراث والنضال التاريخي للشعب اللبناني .. وهذا الموقف يعبّر عن عناوين كثيرة وشعارات مهمة ربطت الشعب اللبناني منذ نشوء المجتمع والدولة اللبنانية بعد الاستقلال وهي الديمقراطية و الحرية والعدالة الاجتماعية وعروبة البلد .. ونحن نعتبر أن هناك أهمية كبيرة أن نبقى مرتبطين (بالعروبة) بشكل مش مجرد شعار، بقدر ما هي واقع وفعل... ونحن سنكون الدليل والفعل المؤثر في هذه الشعارات ....
حصل ما حصل، فيجب أن يكون هناك تحركات في البلد، تحركات تطال مستويات عديدة ... إننا نرى التيار الانعزالي والواقف التقسيمية تترسخ في المنطقة الشرقية. الأدوات مَن؟ القوات اللبنانية والجيش اللبناني بقياجة ميشال عون، الذين تحالفوا أخيراً حتى يضربوا أيّ عملية اتفاق ... الجميع كان يريد حلاًّ، ولو كان هذا الحل من مواقع أخرى وليس هو المطلوب أو المثالي .. فهم رافضون هذه الحلول .. حتى وصلت الحالة إلى ما هي عليه الآن من وجود حكومتين في البلد: فالتقسيم واقع على الأرض بدون الإعلان عنه . وكل الدلائل تشير إلى أن التقسيم يسير، شويّة شويّة...
من هنا لقاؤنا ولقاءات عديدة (تأخذ أهميتها..) ومفروض أن نعبّر عن موقفنا : هل نحن مع الموقف الوطني أو ضد الموقف الوطني؟ من هنا ننطلق نحن مع الموقف الوطني. فإذا لم يكن موقفنا نابعاً من الموقف الوطني، يكون موقفنا، وأي تعبير لنا، هامشياً ...
ولكن، الموقف الوطني، كيف، اليوم، ما هو حاصل، فعلاً، ليس من تحليل واضح للوطنية. لا يوجد تعبير حقيقي للوطنية... كيف يكون الإنسان وطنياً؟؟ هذا ومن موقع المسؤولية ما يجب أن نعبّر عن الموقف الوطني الحقيقي والوطنية الحقيقية... الوطنية، أنا لا أفرض رأيي، أن يكون الإنسان في بلد كلبنان، ديمقراطياً ومع وحدة هذا الشعب ووحدة الأرض .. ويكون هناك ديمقراطية وعدالة اجتماعية ومساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين، وعليهم مسؤوليات وواجبات ويدفعون من حياتهم ودمهم تضحيات كبيرة. فإذن، لا بدّ من هذه الشعارات الأساسية التي تحدد الموقف الوطني... وكذلك العروبة كشعار وموقف .. هذا هو الموقف ومن المفروض أن يكون موقفاً أساسياً. إنَّ بلدنا بلد عربي، بغض النظر عما يجري في الدول العربية وعما هي أوضاع الدول العربية وحكومات الدول العربية وأنظمتها...
يجب أن نفهم الموقف الوطني العربي من خلال الموقع الوطني الديمقراطي الحقيقي التقدمي الذي يطمح فعلاً إلى المستقبل المميز والعظيم لبناء أمة عربية مستقلة ومتحررة اجتماعياً وسياسياً...
هذا من الناحية العامة، أما الشكل الخاص فهناك حكومة سليم الحص وهي الحكومة الشرعية بنظر كل القوى غير الانعزالية. فعلى هذا المستوى، يجب أن يكون دعمنا لهذه الحكومة حتى تستمر في هذا الموقع الشرعي المتبقي من وحدة البلد. ولكن يجب على حكومة الحص أن نتخذ بعض الإجراءات التي تساعد في تنظيم شؤون المناطق الوطنية على مستوى الحكومة حتّى لا تدبّ حالة الفوضى الموجودة في البلاد. والمستوى الثاني، من المفروض على القوى التي تعتبر نفسها وطنية أن تحمل فعلاً همّ المشروع الوطني بشكله الصحيح. لحد الآن، إننا نعترف ونقول، ما فيش مشروع وطني في البلد. ليس هناك من مشروع مطروح بشكل جدّي من كل الأطراف السياسية الوطنية.
من هنا ، يجب أن يكون لقاؤنا ضاغطاً ويطالب كل القوى الوطنية والأحزاب الوطنية أن تلعب دوراً في بناء المشروع الوطني ، لأنه بدون وجود مشروع وطني يمثل هذه الشعارات والعناوين ، لا يمكن أن يحصل شيء ولا أن نتقدم في أي شيء .. بالعكس ، نبقى نحن في تراجع في مناطقنا ونتقهقر...
والمستوى الثالث هو أن ندعم كل هذه التوجهات ونعمل على استمرارية هذا العمل . فليس من المنطق أن نأتي ونطرح موقفاً ثم نتوقف عنده .. إننا طرحنا موقفاً واتفقنا على مواقف فيجب أن نتبناها ونعمل من أجلها ، فذلك يتطلب جهداً ومساعدة الجميع ، والجميع يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم ... وشكراً.
السيد مصطفى المرسي (جمعية المواساة والخدمات الاجتماعية)
قبل أي شيء لا بدّ من أن نوجّه شكرنا إلى موجهي الدعوة إلى هذا اللقاء الجميل جداً .. وأول ما تبادر إلى ذهني أن هذا الاجتماع هو إجتماع داخلي ، أي لبحث أمورنا البيتية في صيدا والتنسيق فيما بيننا كمؤسسات اجتماعية وتربوية وثقافية وصحية .. وهذا ما أتمنى أن يحصل في مدينتنا صيدا . لأنه إذا نظمنا بيتنا الداخلي فيصبح لدينا مناعة لكل ما هو طارئ من الخارج . أما وأن نفتح هذا الباب ، ثم نتوقف عنده ، فهذا شيء مؤسف في حياتنا ...
اسمحوا لي أن أبدِيَ كلمة في هذا المجال ، إن من تجاوز منا الثلاثين من عمره ورجع إلى تاريخ صيدا القريب فلا بدّ من أن يتذكر أشياء كثيرة منها مثلاً : إذا كانت تحدث حادثة اغتيال في الكونجو أو في السودان أو في مصر ، تهبّ البلد هبّة وطنية واحدى وعارمة ، بينما اليوم لا أعرف ما هو هذا المخدِّر الموجود في حياتنا : يذهب إبننا صباحاً من بيته ونحن لا ندري إذا كان سيرجع حياً أم لا !!.. إننا نذبح كالنعاج ، إننا نساق كالخراف ولا واحد منا قادر ، على أقل تقدير ، أن يقول لماذا يحصل ما يحصل... أذكر مواقف عديدة من أحداث كثيرة ، من اغتيال شخصيات وطنية في بلاد مجاورة أو بعيدة ، الطلبة في المدارس والناس في صيدا كانت تتنادى إلى اجتماعات وتدوم الاجتماعات حتى الصبح ، ينظمون كيف يمكن أن تضرب صيدا وكيف يمكن أن تحتج وكيف يمكن أن نعمل حتى نوصل أصواتنا إلى الخارج . بينما اليوم الخنجر في ظهرنا ومستقبلنا قاتم بغض النظر عن التفاصيل والأسباب ، والصمت مخيم على هذه الساحة ... كل واحد منا عرف الأمراض وكان قد شخصها ليل نهار ولكنه لا يقدر أن يعبّر عنها . لهذا كان وقع البرقية التي وردت إلينا من إخواننا في الحركة الثقافية في انطلياس جميلاً جداً وهي في الحقيقة معبرة تعبيراً صادقاً عن موقف وطني جامع بكل ما تحمل الكلمة من معنى . فأول شيء الآن أنني أتمنى على الأخ مصطفى دندشلي أن يعيد ويكرر هذه اللقاءات والاجتماعات فيما بيننا حتى نبحث ، كما قلت في أول كلامي ، في أمورنا الذاتية في صيدا . لأنه ، في الحقيقة ، نحن بحاجة ماسة للتنسيق وللتعاون بين هذه المؤسسات الناشطة حتى نربي ونهييء جيلاً لبلدنا . وإني أؤيد البرقية ، وبغض النظر عن التفاصيل والطروحات التي تطرح ، فإن لبنان وصل إلى حالة أصبحنا كلنا نشعر بها ونسعى إلى الخروج منها . وشكراً
السيد محيي الدين القطب (مدير مؤسسة الحريري ـ صيدا)
... حتى نخرج من هذا اللقاء بنتيجة يجب أن نتفق على شيء : نحن كلنا جمعيات ثقافية اجتماعية لا تتعاطى العمل السياسي ولا تقدر أن تغوص في كثير من الأمور (السياسية)... الدافع إلى هذا الاجتماع هو تألمنا من هذا الواقع الذي وصلنا إليه وتمنياتنا أن نخرج منه . فدخولنا في التفاصيل أكثر هو عبارة عن مواقف ، فلا نستطيع أن نتخذ مواقف سياسية ، نحن كمؤسسات ثقافية واجتماعية . يمكن أن يكون لنا آراء شخصية ولكن كمؤسسات ثقافية لا يمكننا أن نتبنى مواقف أكثر من تمنياتنا أن نخرج من هذا المأزق الذي نعيش فيه . فأنا أحب أن أركز على هذا الجانب وأن نبقى ضمن هذا الإطار ...
إدارة الجلسة
توضيح سريع : كنا قد حصرنا نحن في المركز الثقافي مشروع بيان وأطلع عليه بعض الأخوان وإنني سأقرأه عليكم فيما بعد وسنناقشه بنداً بنداً ، أما أن نرفضه أو نعدّل فيه أو نتبناه .. ولكن أحبّ قبل ذلك أن أسمع رأيكم ووجهات نظركم ...
السيد حسن بركات (جمعية خريجي المقاصد)
أنا رأيي ، دكتور مصطفى ، أن تقرأ البيان الآن ونناقشه ...
د. عدنان النوام :
أريد أن أوضح شيئاً وهو أن أيّ ممثل لهيئة من الهيئات الحاضرة الآن ليس عنده صلاحية اتخاذ موقف سياسي يلزم الهيئة التي يمثلها ... ولكن كأشياء ومواقف عامة ، فنعم ... ربما في المنطقة الشرقية الأكثرية الساحقة تنادي بنفس الأشياء التي ننادي بها نحن هنا... هناك أناس كثيرون قد يكونون مسحوقين. فليس الحاكم هناك هو الذي يمثل رأي الأكثرية، هناك كثيرون يتألمون ويئنون مثل ما نتألم نحن هنا ونئن. وبرقية الحركة الثقافية في انطلياس مَثَل على ذلك .
فنحن هنا في هذا الاجتماع ، لدينا هامش نستطيع أن نجول فيه ونعبّر عن أحاسيسنا ورأينا من أجل بقاء هذا الوطن ، طبعاً ، بمواصفات كذا وكذا ... إنما مواقف سياسية معينة ، طبعاً ، لا أحد منا يقدر أن يتخذها ...
إدارة الجلسة
دكتور عدنان ، هذه ناحية أريد أن تكون واضحة لدينا جميعاً : نحن كمنظمين لهذا اللقاء نعي تماماً حجمنا في هذه الظروف ووضعنا كجمعيات ثقافية اجتماعية ، تربوية ، كشفية ، رياضية .. إنني أشدد على ذلك .. لذلك لم ندع إلى هذا الاجتماع أي قوة سياسية موجودة في الساحة ، مع موافقتها عليه مسبقاً . فنحن هنا ، قطاع من المثقفين نقوم ونتداول بيننا فيما يجري في بلدنا ... الآن ، تريدون أن يكون لنا رأي عام موحد فيما يجري في الساحة اللبنانية ، فهذا ما نراه مناسباً ونرتئيه ... لذلك ، أرى أن يُقرأ البيان ثم تجري مناقشته فترفضونه أو تقبلونه ، فهذا راجع إليكم . ولكن على الأقل يكون لدينا قاعدة أو أساس ننطلق منه ..
قراءة البيان :
د. إسماعيل غزال (الجامعة اللبنانية)
... في الحقيقة ، لا نستطيع أن نميّز ونقول إنّ هذا تربية وهذا سياسة . إذا كنا نحن مجتمعين هنا كتربويين فقط ، فما الغاية إذن من اجتماعنا كله . إذا كنا نجتمع الآن حتى نخرج ببيان تربوي ، فلا لزوم لهذا اللقاء ... فالواقع هو أن السياسة داخلة في كل بيت عندنا ، حتى الطفل يحكي سياسة . فلا تقدر أن تقول : هذا بحث سياسي وهذا بحث تربوي . هذا كلام سفسطائي لا يُؤدي إلى أي نتيجة . إنّ بلدنا قائم على السياسة . بدنا نمنع الكلام في السياسة ، ونحن كلنا نتحدث في الوطن والوطنية والعروبة ، وهذه كلها أمور سياسية ، فلا نقدر أن نفصل هذه الأشياء .
د. علي شعيب (ممثل اساتذة الجامعة اللبنانية)
... هناك شيء واضح ، إذا سمحتم ، وهو أن هذا الاجتماع هو موقف سياسي . لو لم نتحدث بأيّ شيء ، ولو لم ننطق بأيّ كلمة ونقول : قد اجتمعت الجمعيات ... هذا موقف سياسي . وإلاّ فلا لزوم لكي نجتمع ... أيها الزملاء ، هناك مشروع طائفي مذهبي في البلد ، فيجب أن نقف ضده ، فنحن لا نعتبر هذا الموقف موجّه ضد فلان أو فلان . فكل الناس عندها مشاريع طائفية مذهبية . المشاريع المذهبية موجودة في كل مكان من البلد : شرقية أو غربية . فلماذا نخاف ؟؟ بلدنا يحترق ونحن نختبئ وراء أصبعنا ...
د. عدنان النوام :
تعقيب صغير: القضية السياسية، الحالة السياسية، ما معنى السياسة هنا ؟؟ الآن مثلاً ، عبد الحميد حشيشو طرح موضوع لبنان عربي إلخ ... ولكن هناك فئات كثيرة ، من هنا ، يعتبرون أن صفة عربي هذه مؤامرة . فهناك قوى أخرى على الأرض لا تقبل هذا الطرح ... مثلاً هناك الطرح الإسلامي ، هذا إذا كنت لا أريد أن أذهب بعيداً ... يعني ما أريد أن أقوله هو أن لا نتوسع كثيراً في طرح الأمور من منحاها السياسي ، بل نبقى ضمن الإطار الوطني العام ...
وليد حشيشو (رابطة أساتذة التعليم الثانوي)
... يعني يجب أن يكون هناك إشارة إلى رفض كل مشاريع الكانتونات والمشاريع التقسيمية، الطائفية والمذهبية ... فلنتفق في عموميات هذه الأشياء ، لأننا كلنا متفقون عليها ، دون إشارة إلى الشرقية أو الغربية . نحن كمثقفين ، ونمثل هيئات وجمعيات ثقافية ، نحن مع الموقف العادل ، الموقف الذي يؤكد على وحدة البلد وتحقيق العدالة والديمقراطية فيه . نحن ضد كل مشروع طائفي يطعننا في الصميم . في الحقيقة ، هذه العناوين هي موقف سياسي ، ذلك أنه بالمقابل هناك مواقف تطرح المشاريع الطائفية المذهبية في هذا البلد ، سواء كان ذلك في الشرقية أو في أي مكان آخر ...
الحاج جميل القطب (جمعية قدامى كشاف الجراح)
... مدينة صيدا بلد العروبة والوطنية ، متى كنا مختلفين في هذا هنا . كلنا لا يزال يذكر المظاهرات الكبيرة في صيدا . فهذه هي مدينتنا . فأنا من رأي الأخ مصطفى المرسي ...
د. شوقي علوية
ليس هناك أي تناقض إطلاقاً بين ما قاله السيد محيي الدين القطب وما قاله الأخوان . إنما المقصود فقط هو أنه لماذا نسمي المنطقة الشرقية ، في حين أنه في كل المناطق هناك من يُحاول أن يَقوم بنفس الشيء . فيجب أن نشير إلى مخاطر هذه الأشياء في كل مناطق لبنان ...
د. عدنان النوام
الروحية واحدة ، والاتجاه عند الكل هو واحد ...
د. إسماعيل الغزال
هل تحركنا واجتماعنا اليوم يدخل في إطار التحرك العام ، كما ألاحظ ، الذي سيحصل على صعيد القوى الوطنية ، أم أن لقاءها هو مستقل عن ذلك ؟
إدارة الجلسة
لا ، لا ، إنّ سبب هذا الاجتماع آني وفرضته الظروف المستجدة والخطيرة في البلد ... وفي هذا المجال اسمحوا لي أن أتوسع في هذه الناحية ، كنت قد حضّرت لكم ملفاً عن برنامج نشاطاتنا للموسم المقبل ، وهو ما عملنا على تهيئته طوال الصيف الماضي ، وهي نشاطات تربوية ثقافية اجتماعية ... وكنا قد حددنا يوم غد ـ السبت 15 تشرين الأول ـ أول ندوة لنا ستكون عن السياسة التربوية في لبنان منذ الاستقلال حتى الآن . وكان من المفترض أن يلقيها الأستاذ إلياس مرعي ... في هذه الأثناء حصل ما حصل في لبنان . فقلنا من غير المناسب أن نطرح قضايا تربوية أو صحية ، مثلاً ، والناس أنظارها متوجهة نحو الانتخابات الرئاسية ، ونحو لبنان كدولة : ستبقى أو ستزول ؟؟ فلا يجوز برأينا في هذه الحالة أن نتحدث في قضايا تفصيلية ، مهمة بحد ذاتها وإنما في هذا الظرف بالذات بعيدة عن هاجس الناس واهتماماتهم الملحة ... طبعاً ، حالتنا النفسية سيئة جداً ، ذلك أننا نرى جميعاً أننا نتفتتت ونذوب ، دون أن يكون لنا إرادة أو قوة في منع هذا الذوبان ... هذه الوضعية تذكرني بالكاتب "كافكا": حالتنا فعلاً وصلت إلى حدٍ كبير من العبثسة ، من الضياع ، كل الناس تلهث وتجري وراء أشياء دون أن تدري ماذا وإلى أين ؟ لبنان بكلمة مختصرة ينهار أمامنا دون أن نستطيع أن نتحرك أو أن نوقف هذا الإنهيار .
في المدة الأخيرة ، حضرنا اجتماعاً دعت إليه الهيئات الاقتصادية والنقابات العمالية في غرفة التجارة والصناعة في صيدا من أجل التحرك كل ضمن موقعه . قبل ذلك كان يُتّصل بنا دائماً ويُطلب منا أن نتحرك ونعبّر عن رأي وأن نتخذ موقفاً . على الأقل يجب أن نجتمع ونقول : لا ! نقول إننا ضد ما يجري في لبنان ، ضد تفتيت لبنان وتقسيمه : ذلك هو سبب هذا الاجتماع ، وقررنا نحن في المركز الثقافي الدعوة إلى هذا اللقاء وحضّرنا له منذ ثمانية أيام أو أكثر بقليل ، وذلك قبل أن يكون لدينا فكرة عن التحرك السياسي والوطني ، أو معرفة بالإضراب العام الذي أعلن عنه يوم الأثنين المقبل . إذن ، فاجتماعنا اليوم كان مقرراً قبل التحركات السياسية في لبنان ...
وكما نعلم جميعاً ، لا يمكن أن نعزل أيّ قضية اجتماعية أو حياتية عن منحاها السياسي العام. ولكن ، نستطيع نحن كجمعيات ثقافية واجتماعية وتربوية أن نتحرك ضمن نطاقنا الوطني ، دون أن نغوص كثيراً في قضايا القوى السياسية الموجودة على الساحة التي تقوم هي بها وتؤديها . فيمكننا هنا أن نضع بعض الحدود لتحركاتنا الاجتماعية والثقافية ، دون أن نأتي ونقول إنّ هذا ثقافي وهذا سياسي . إنّ هذا العزل الفاصل غير موجود وغير واقعي في الحقيقة . لذلك حاولنا أن نجمع كل الجمعيات ، كما قلت في أول حديثي ، وأعود وأكرر الآن ، كل الجمعيات التي لها طابع اجتماعي ثقافي تربوي فقط ، من أجل أن نتخذ موقفاً موحداً ضد ما يجري في بلدنا من تفتيت وانهيار ، فهذا هو السبب المباشر لاجتماعنا اليوم..
هنا ، اسمحوا لي أن أتوسع قليلاً لأقول : كما ألمح بعض الأخوان في أحاديثهم ، أننا كنا دائماً ندخل في برامجنا السنوية ما أسميه باستراتيجية عملنا الثقافي ، وهي أن نوجد صيغة من صيغ التعاون في صيدا بين الجمعيات الثقافية والتربوية والاجتماعية والرياضية والكشفية . وهذا وارد في كل برنامج من برامجنا السنوية ونشير فيه إلى أهمية العمل على إيجاد هيئة تنسيق للجمعيات الثقافية الاجتماعية .. ولكن خوفاً من الدخول في بعض الحساسيات السياسية في الساحة المحلية ، فكنا نؤخر العمل من أجل إخراج هذه الفكرة إلى حيّز التنفيذ .
الآن ، إذا كنتم ترتأون وترون أن هذا اللقاء ، بالإضافة إلى الغاية المباشرة التي من أجلها عقد ، هو مناسبة أيضاً لبحث فكرة إيجاد هيئة مُوحَّدة تضم المؤسسات الثقافية كي تلتقي دورياً وتُوحِّد نشاطاتها الثقافية ـ الاجتماعية موسمياً ، فليس لدينا مانع ، بل بالعكس ، فنحن من محبذي هذا الاقتراح ، كما قلت، وأهمية ذلك تأتي كما أرى أن أوضاعنا السياسية العامة في لبنان تمر الآن في نفق مظلم ومن الصعب جداً إيجاد حلٍّ لها في الوقت الحاضر وقد يحصل تطورات غير متوقعة وغير منظورة أو معروفة ... أعود وأطرح السؤال مرة أخرى : هل يوجد ضرورة أو رغبة في أن نلتقي دورياً ولو لتبادل وجهات النظر ضمن صيغة معينة ، تضم جمعياتنا الثقافية والاجتماعية في صيدا !؟؟...
د. علي شعيب (ممثل أساتذة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية ـ صيدا)
برز إذن موضوعان للبحث الآن : الموضوع الأول (إصدار بيان مشترك عن هذا اللقاء) هل انتهينا منه ؟ والموضوع الثاني (هيئة تنسيق الجمعيات الثقافية) فكما حصل استمزاج للآراء من أجل عقد هذا الاجتماع بين الهيئات الثقافية فكذلك يحصل استمزاج للآراء من أجل الموضوع الثاني ... ولكن هل خلصنا من الموضوع الأول واتفقنا على الصياغة ؟؟..
إدارة الجلسة
... سيحذف من البيان المقطع الذي أبدي حوله بعض الملاحظات ...
د. علي شعيب
يجب أن يبقى (البيان) بشكل عام ضد التقسيم .. ضد الكانتونات الطائفية والمذهبية .. إلخ ...
د. شبيب دياب (التنسيقات الاجتماعية ـ الإنمائية)
إذا كان سيحصل تنسيق بين الجمعيات ، فإننا نرى أن هناك جمعيات بين الحضور بينها تجانس . وهناك بين المؤسسات قربى ، ولكنها غير متجانسة تماماً ... كما أننا لا نريد أن نقيم تجمعاً بديلاً : مثلاً، يوجد قطاع تربوي ، وقطاع نقابات واتحادات ، وروابط، ولجان نسائية إلخ... وكل قطاع له كيان لوحده.. فيجب أن تنسق هذه القطاعات فيما بينها .
وليد حشيشو + ديانا السمرة
حتى بين الجمعيات ... كل القطاعات تقريباً ... فيمكن العمل على إعادة تنشيطها ...
د. شبيب دياب
القطاع التربوي على حدة ... الأندية على حدة ...
نزار الرواس (مدير مركز صيدا الثقافي)
(مقاطعاً). بالنسبة للتنسيق بين الجمعيات ... إن الظروف الحالية لا تسمح لنا بذلك ، أود أن نقد أن ...
مصطفى المرسي
(مقاطعاً).. أنا مش عارف ماذا تعنوا جميعاً بكلمة تنسيق !.. أنا أفهم التنسيق بشكل أنه يوجد أشياء كثيرة في صيدا لازم كلنا سوى (معاً) أن نتحمس لها وندرسها ونتفق عليها ونرى ما هي الحلول لها. رجال السياسة ، مع احترامي لهم ، مهتمون الآن بالموجات (الظروف) العامة الموجودة والطاغية .. بينما الأشياء الداخلية فهي متروكة . فأولى بنا نحن كمؤسسات اجتماعية وتربوية وثقافية أن نبحثها ، وهناك أشياء كثيرة على الساحة هنا في صيدا ... وكما تفضل الأخ وقال : كل واحد منّا، في الليل يتحدث في السياسة ، وفي النهار يتحدث في السياسة ... كذلك يوجد أشياء أخرى في صيدا ، يجب أن نهتم بها : يعني المصران الغليظ لكل واحد منّا "يَتَمَرْطَ" (يتوجع) كثيرة ونحن غير قادرين أن نفعل شيئاً.. فإذا كان ممكناً البحث في عمل مشترك بيننا فقد جاء وقته ، وهذا لا يعني أن يغفل الشيء الثاني ... أنا من مؤيدي درس أمور صيدا الحياتية والاجتماعية والصحية ، وكل الأشياء من هذا القبيل ، هذا ما أنا أتمناه...
وليد حشيشو
دكتور مصطفى ، بالنسبة إلى الموضوع الذي من أجله نحن مجتمعون هنا والذي سيصدر عنه البيان الذي وافقنا عليه ... هل نكتفي بذلك ... لآ أعرف ... هل نكتفي بإصدار هذا البيان ، أم أننا يمكن أن نجد أن يكون هناك خطوات تالية ، بمعنى هذه الصرخة التي سنعبّر عنها ، هل سيكون هناك فيما بعد دوزنة ...
إدارة الجلسة
كيف يمكن أن يكون ذلك ، هل لديك إقتراح ؟ إقترح !!
وليد حشيشو
ليس لديّ ايّ شيء . ولست أعرف إذا كان عند الأخوان شيء يقولونه في هذا الموضوع ، هل يجدون أنه من المناسب أن نعقد لقاء آخر كذلك في نفس الموضوع الذي نجتمع نحن الآن من أجله ؟ إنّ الظروف التي يمر بها البلد تتطلب منّا فعلاً العمل ، وأنتم لديكم خبرة في ذلك ، إننا خاصة نحكي ونحكي وإننا في غالب الأحيان نبقى لا مبالين أمام أشياء كثيرة وتخصنا نحن كمواطنين ... إننا نغرق .. ونغرق، فيجب أن نتحرك ...
إدارة الجلسة
إنني أشعر فعلاً أن هناك رغبة عند المؤسسات الثقافية والاجتماعية ، وحاجة ماسة لكي تلتقي وتجتمع . والدليل على ذلك هذا اللقاء الجامع . ومن خلال اتصالي بجميع الهيئات أجد نفسي أول المندهشين لهذا التجاوب العفوي والسريع والذي ، أقول ذلك بصراحة ، لم أكن لأتوقعه . عندما يجتمع بهذه السرعة هذا العدد الكبير من الجمعيات الثقافية ، ليس هناك من تفسير سوى الرغبة لدينا جميعاً في أن نجتمع ونوحِّد نشاطاتنا ومواقفنا ، هذا أولاً ... وثانياً ، ليس لدينا ، نحن كمنظمين لهذا اللقاء ، أيّ خطة عملية للمستقبل ، إنما هنالك آراء ، هنالك تمنيات ، ونحن سنبقى وراء ذلك أبداً ، وهو أنه من الأهمية إيجاد شكل تنسيقي بين الجمعيات لتنظيم عملها الثقافي والاجتماعي المشترك والمتحرك بشكل علمي وبشكل مدروس . لا شك ، أصبح لدينا خبرة ، نحن في المركز الثقافي ، كما قلت أستاذ وليد ، في تنظيم نوع معين من النشاطات الثقافية والاجتماعية . وقد يكون لها جانب إيجابي ، ولكن إلى جانب ذلك يوجد عثرات مادية ومعنوية وبشرية ، نحاول أن نتلافاها . وأحد السبل إلى ذلك هو إيجاد صيغة من صيغ التنسيق بين الهيئات ... الآن ، كل ما قمنا به نحن في المركز هو أننا دعونا إلى هذا اللقاء ... وهذا اللقاء يبدو لنا من الأهمية أن يصدر عنه بيان يعبّر عن موقف موحد ... أكثر من ذلك ليس لدينا أي شيء ... الآن ، متروك لكم أن تقدموا أي إقتراح لدراسته ومناقشته ....
د. عادل الراعي (أمين سر رابطة الأطباء في صيدا)
... أني أرى أن الوضع في لبنان سيستمر كالآتي : منطقة في لبنان مزدهرة ، متطورة إذا كانت هنالك إمكانية ، ومنضبطة نوعاً ما . أما المناطق الأخرى ، المناطق الوطنية فهي مناطق التخلف والتفتيت والصراعات المذهبية والطائفية وغير ذلك ... السؤال هو ماذا تستطيع أن تعمل الجمعيات الآن فعلاً ، كما تفضل الزميل (السيد مصطفى المرسي)؟ أي ماذا تستطيع أن تعمل الجمعيات وماذا تستطيع أن تقدم لتنمية مجتمعنا ؟؟... وإلاّ قضية إصدار بيان ضد التقسيم سواء في المنطقة الشرقية أو في مناطقنا ، فإن ذلك لا يقدِّم ولا يؤخر ... ويمكن أن يكون هذا البيان الذي سيصدر عنّا هو بيان رقم الألف الذي سينشر في الجرائد ....
تعليق : رقم العشرة آلاف ...
تعليق آخر ... رقم المليون ...
د. عادل الراعي (متابعاً)
ولكن فعلاً ، إذا أردنا أن نقدم على خطوة فاعلة ، يجب أن نبدأ الآن بكيفية التنسيق لدعم أي مجهود من أجل تنمية مجتمعاتنا في مناطقنا ، حتى يحدث ما يحدث في الخارج ، ويُفرض ما يُفرض من صيغة معينة على الأرض ، هذا هو الواقع ... فلنبدأ ونبحث بلقاء آخر وبخطوة أخرى ، المهم أن نبتدئ . ولكن أن نقتصر فقط على إصدار بيان ، في الحقيقة ، هذا لا يكفي ...
إدارة الجلسة
... من مجمل ما سمعت من آراء خلال النقاش أتقدم إليكم باقتراح وهو أن تكلفوا لجنة مصغرة من ثلاثة أو خمسة أعضاء من الحضور لكي تستمزج رأي المؤسسات والهيئات الثقافية والاجتماعية في إمكانية إيجاد صيغة عملية للتعاون أو للعمل المشترك . عندئذ يمكننا أن نلتقي ونعقد اجتماعاً مخصصاً لدراسة هذه الناحية ، ناحية التنسيق بين الجمعيات ، ذلك أنّ هذا الاجتماع الآن ، في الحقيقة ، ليس مخصصاً لدراسة هذا الموضوع ، وهو موضوع يمكن أن يأخذ نقاشاً وجدلاً طويلين ..
د. علي شعيب
.... من المفروض أن نتبنى هذا الرأي ... لأننا الآن نحن هنا في هذا الاجتماع منذ أكثر من ساعة ونصف الساعة . فأي موضوع آخر سيطرح الآن سيأخذ أيضاً ساعة ونصف . فكما تفضل الدكتور مصطفى ، فإذا سمينا لجنة تُكلّف لوضع خطة عمل ونُدعَى فيما بعد إلى اجتماع آخر لمناقشتها ، يكون ذلك جيد .. هنالك موافقة كلية لتأييد هذه الفكرة بكل قوة ... ولكن مناقشة الموضوع الآن متعذرة ، فيجب أن تتم بطريقة منفصلة وفي وقت آخر ...
د. عادل الراعي
... فعلاً ، حتى يكون لاجتماعنا فائدة ، يجب أن نخرج بشيء ... أما أن يقتصر هذا الاجتماع على إصدار بيان ...
مصطفى المرسي (مقاطعاً)
... تاريخنا على طول بهذا الشكل ... نطلع على رأس المأذنة ثم لا نعرف كيف ننزل منها إلى تحت ... نبقى في العلالي ، فوق ... وبيتنا خربان من تحت ...
السيد نزار الرواس
أنا أفضل أن ندعو الجمعيات إلى اجتماع على جدول الأعمال بحث الأمور التي طرحها الدكتور عادل الراعي والسيد مصطفى المرسي فيما يتعلق بصيغة التنسيق بين الجمعيات ... فيكون هناك شيء واضح ... لجنة من أربعة أو خمسة أشخاص هم الذين يقومون بذلك ...
الأستاذ وليد جرادي (رئيس نقابة معلمي المدارس الخاصة في صيدا)
... عملياً ، هذا الاجتماع اليوم يضم نقابات تربوية ، هيئات اجتماعية ، جمعيات ثقافية إلخ ... فأتصور أن كل مجموعة ، نقابة المعلمين مثلاً ، تدعو إلى اجتماع لتنظيم عملها وكذلك الجمعيات الأخرى ويكون عندهم خطة عمل وتتجمع هذه الخطط وتتبلور في اجتماع عام ينبثق عنه مكتب تنسيق ...
محمد سعيد المكاوي (دار رعاية اليتيم)
ما أريد أن أقوله ، يا أخوان ، هو أن المواقف السياسية مقسمة ، كما هي مقسمة البلاد . في كل منطقة هناك موقف سياسي معين ومعروف ، فلا أحد يستطيع أن يأخذ موقفاً مغايراً له ... كل شيء يتم بالعلن . وعادة الاجتماعات التي نقوم بها ، دائماً تتم كردة فعل لأزمة مفاجئة أو كارثة داهمة ... الآن هناك خوف ، الخوف من المجهول . والمؤسف أننا دائماً نصدر بيانات ضد مجهول ... ونحن الآن في وضع تعطيل أو تخريب لآخر خيمة يتغطى تحتها الشعب اللبناني وهي الخيمة الشرعية ... وكل الذين يريدون أن يقسموا البلد يطالبون بها حتى يبقة التقسيم مستمراً تحتها ...
إدارة الجلسة
هناك إذن اقتراح يتبناه الدكتور عادل الراعي والسيد مصطفى المرسي واقتراحات أخرى تقدم بها بعض المندوبين الآخرين لإيجاد صيغة معينة لتجمع الهيئات الثقافية في صيدا . ومناقشتها وبلورتها ... فأرى أن نسمي بعض الأعضاء المندوبين للجمعيات والحاضرين هنا ، يجتمعون ويتدالون في مجمل الآراء التي طرحت في النقاش ويدعوننا مستقبلاً للاجتماع خصيصاً لمناقشة وبحث إمكانية التنسيق بين الجمعيات والهيئات الثقافية ...
الحاجة هلا أبو ظهر (التجمع النسائي الشعبي)
أنا أرى أنه يوجد اتحاد الجمعيات والأندية وهو موجود ، فيمكن أن يكون هناك تكامل عملي ... فمن ناحية الدكتور عادل الراعي والأخ مصطفى المرسي ، فيمكنهما أن يقيما بمعنى أو بآخر هذا التكامل بين اتحاد الجمعيات الموجود وبين الذين عندهم آراء تطرح ... مش واحد موجود قديماً وواحد سيوجد حديثاً . هناك شيء موجود فيتكامل مع الطروحات الجديدة التي تطرح ...
إدارة الحلسة
... يعني يبحث كل واحد على حدة ، ثم يصار إلى شيء من التكامل ... على أي حال ، أنا أقترح لجنة مصغرة من الأعضاء الدكتور عادل الراعي ، السيد مصطفى المرسي ، الحاجة هلا أبو ظهر والسيدة ريما الزعزع بالإضافة طبعاً إلى المركز الثقافي ، مهمتها الأساسية وضع تصور لخطة عمل مشترك للجمعيات والمؤسسات الثقافية في صيدا ، ندعى في اجتماع لاحق لمناقشة كل ذلك ...
ـ موافقة الحضور على الاقتراح الأخير من إدارة الجلسة .
إدارة الجلسة
إذن هنا ، أكرر شكري لكم كما أشكر جمعية الأدب والثقافة لاستقبالها لنا وأتمنى أن نلتقي مستقبلاً ....