كلمة المناضل - الافتتــــــــاحيــــــــة القيمة الحضارية للسابع من نيسان
كلمة المناضل العدد 147 نيسان 1982
الافتتــــــــاحيــــــــة
القيمة الحضارية للسابع من نيسان
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
يمثل السابع من نيسان في حياة الرفاق المناضلين في حزب البعث العربي الاشتراكي نقطة تحول مهمة أفرزتها ظروف المرحلة التي سبقت التأسيس الرسمي للحزب حيث وضحت الحاجة إلى قيام حزب ثوري طليعي يمثل آمال الجماهير وأهدافها ويمثل كذلك مصالح الطبقات المسحوقة من أبناء شعبنا في أقطار الوطن الكبير .
وتمثل الذكرى نقطة الانطلاقة المنظمة للسعي والنضال من أجل بناء المجتمع العربي الاشتراكي مجتمع الطبقات الشعبية وبالتالي مجتمع الطبقة الواحدة التي تشترك في خبرات الوطن وتساهم في بناء مجده وعزته وكرامته ، وتبذل ما عليها من واجبات نحوه في سبيل الحفاظ عليه وصونه للمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية كما كان دوما رائدا وعلى مر عصور التاريخ .
فالأمة العربية الحية المتجدد شبابها وطاقاتها وفكر أبنائها كانت بحاجة ماسة إلى الحزب الثوري الذي ينهض بها ويجعلها تدخل آفاق التطور الراهن وتساهم فيه وتغنيه بمالها من تراث حضارة عريقة وتاريخ مجيد .
وفي السابع من نيسان من كل عام يتذاكر البعثييون لمعنى المناسبة وأهميتها ، فيجدون دائماً أن المساهمة في الحفاظ على الحزب وتطويره بنياناً وفكراً ونضالاً هي التقدمية المهمة لتذكار هذه المناسبة ، فيواصلون العمل بجد وجهد في سبيل ذلك لآن حياتهم أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً وعميقاً بالحزب ، ولأن حاجتهم وحاجة الجماهير له تزداد أكثر فأكثر كل يوم ، وما قدمه الحزب خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية ليس كافياً بل نحتاج جماهيراً ووطنا إلى سنوات مديدة أخرى لإنجاز الأهداف الكبرى التي صاغها الحزب مستنيراً بفكر الجماهير وآمالها وأهدافها .
أن السمة الأساسية من سمات المجتمع الراهن هي التنظيم في كل مناحي الحياة فبدونه لا يمكن حدوث تقدم يذكر ، لهذا وباعتبار الحزب أحد أبرز مناهج التنظيم السياسي والفكري والاجتماعي في حياة المواطنين اليوم ، لذا فالتمسك به والدفاع عنه يدل على التمسك الأكبر بالتطور والنزوع إليه وتمثله في حياتنا المعاصرة . وكذلك يمثل الدفاع العادل عن قيم الحياة ونمائها وتطورها نحو الأفضل . وإذا قام البعثييون بذلك أي بالدفاع عن حزبهم فإنما يفعلون ذلك لأنهم حضاريون عصريون ، مناضلون من أجل حياة أفضل وفي ظل مجتمع منظم متطور متقدم تسوده قيم مستمدة من التراث الحضاري لأمتهم نحو بناء مجتمع تسوده علاقات متجددة متطورة تتطلبها معالم الحياة العربية المعاصرة ، نابذين علاقات وسمات وخصائص المجتمعات الرعوية والعشائرية والطائفية والإقليمية ومفاهيمها المتخلفة ، مناضلين بلا هوادة ضد تلك المظاهر وما تمثله من ردة فكرية وسياسية وأخلاقية في مجتمعنا وحياتنا .
أن علاقات الإنتاج والعمل التي أفرزتها الثورة الصناعية المعاصرة إذا وضعت في منظور قومي اشتراكي معاصر كما صاغها حزب البعث العربي الاشتراكي تصبح هدفا جماهيريا يكون الدفاع والتضحية في سبيله قيمة حضارية كبرى يجب بذل الثمن الغالي في سبيله ، لأنها تشكل الحياة المستقبلية لأجيال أمتنا التي عاشت سنوات طويلة في ظل علاقات الاستغلال وعلاقات الإنتاج الإقطاعية والرأسمالية والسياسية المتخلفة .