كلمة المناضل - الإفتتاحية
كلمة المناضل العدد 144 تموز 1982
الافتتــــــــاحيــــــــــة
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
انتهت اجتماعات الدورة الخامسة للجنة المركزية للحزب في القطر العربي السوري في منتصف هذا الشهر وقد كان الاجتماع مكرساً لبحث الموازنة العامة ومناقشتها وإقرارها في سورية 1982 .
وكما هي عادة الحزب عندما تجتمع قياداته فإنها تضع أمامها في الاعتبار الأول مصلحة الوطن وجماهيره ، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بإقرار جانب اقتصادي فقط، بل يمكن أن يتعداه إلى بحث أمور أكثر واعم وأشمل ، وكان الموقف السياسي العام في الوطن مدار مناقشة الرفاق وعلى الأخص الموقف من مسألة الصراع العربي الصهيوني.
لقد أجمل الرفيق الأمين العام للحزب ذلك في حديثة الختامي أمام اللجنة المركزية ووضع جملة من الحقائق التي أصبحت بالنسبة للرفاق جميعاً بمثابة القوانين لفرط الإيمان بها والسعي المتواصل والنضال الدؤوب للوصول إليها وتحقيقها .
وأول ما أكده الرفيق الأمين العام "أننا استطعنا أن نفخر بأننا أوقفنا زحف كامب ديفيد بفعل جهدنا وتحركنا وعرقنا وبفضل إيمان شعبنا وقوة حزبنا )) وتلك حقيقة يعرفها الجميع حتى الأعداء لأمتنا . وقد تم ذلك عبر نضال مستمر بدءاً منذ انهيار نظام مصر واستسلامه للعدو وكان النجاح الذي حققه الحزب مرتكزاً إلى تراث هائل لدى الحزب وجماهيره التي تصلبت بالنضال على مدى الثلاثين سنة الماضية من عمر الحزب ، وهذا ما أشار إليه الرفيق الأمين العام حين أكد بأننا (( واثقون بقوة حزبنا وقوة جماهيرنا في هذا القطر)) وأننا عندما واجهنا المؤامرة ((تحركنا بصدق وثقة بالنفس ، بثقة بالشعب )) وأننا قد وضعنا في الاعتبار الأول في نضالنا ((استخدام الثروة الأولى الأقوى والأكثر فعالية الا وهي الإنسان المؤتمن على قضيته والصادق مع نفسه ووطنه، والمضحي في سبيل هذا الوطن وذلك المستقبل )) ذلك هو عدة الحزب وسلاحه التي جهزها لمواجهة كل الاحتمالات على طريق تحقيق أهداف الجماهير .
إن من يملك هذا الرصيد الهائل لا يمكن له أن يخاف أو أن يخوَّف وبالتالي لا يمكن أن يُجر إلى مواقع مناقضة لأهدافه ومبادئه ومن يملك هذا الرصيد كذلك فهو جاد فيما يقول ويفعله ولن يركع أو يستسلم مهما ازدادت عليه الضغوط بل أن ذلك دعوة للثقة بالنفس دون أن يقودنا ذلك إلى الغرور .
لقد أكد الرفيق الأمين العام للحزب أن العمل الذي يقوم به الرفاق كبير وكبير جداً ((فنحن نعالج بقراراتنا مشكلات الناس وأموراً أساسية تتعلق بحياتهم وهذا ليس يسيراً ولكن هذه هي روح الحزب هذه هي روح القيادة الجماعية )) وأكد كذلك أن ((روح الحزب التي تدفعنا إلى الأمام في البناء ، والتي ستقودنا إلى تحقيق هدفنا النهائي الذي نصبو إليه ، هدف النصر وآمل أن لا تكون بعض نقاط الضعف التي نواجهها في إمكاناتنا المادية الاقتصادية
معبراً إلى ذرة من ذرات القنوط أو عدم الثقة في المستقبل ، فالإنسان هو الذي يفعل كل شيء .
إذا كانت إمكاناتنا ضعيفة الآن فبإرادتنا نجعلها كثيرة وكبيرة في المستقبل ، وعلى إرادتنا يتوقف كل شيء)). هذا ما يجب على كل الرفاق أن يتمثلوه وان يعملوا دوماً لتحقيقه وان يعدوا أنفسهم لمواجهة قدرهم وقدر أمتهم لأنه بذلك فقط نستطيع أن نحقق أهدافنا .