كلمة المناضل - عددان - الزمرة المشبوهة في العراق تتحول إلى عصابة نسف وقتــــــل و إجــــــــرام
كلمة المناضل العددان 77ـ 78 أيار ـ حزيران 1975
الزمرة المشبوهة في العراق تتحول إلى عصابة نسف وقتــــــل و إجــــــــرام
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
لم يبق أمام حكام اليمين المشبوه في العراق سوى العنف الوحشي ، كوسيلة وحيدة للحفاظ على سيطرتهم ..
غير أن تاريخ المجتمعات البشرية يفيدنا ، أن نهاية مثل هؤلاء تكون محتومة وقريبة ، مهما جرت محاولات تأجيل النهاية أو تعويقها .
عندما تمادى اليمين في استهتاره بالجماهير العربية ، العراقية بصورة خاصة ، من خلال الارتباطات المشبوهة ، وتبذير الثروة ، والاتفاقيات الخيانية ، وتوجيه الطاقات الشقيقة ضد الثورة في القطر العربي السوري .. كان لا بد أن يتسع نطاق الحركة الثورية في العراق ، الحركة الرافضة لهذا القهر الفاشي ، فلقد هبت الجماهير في كل مكان لتعلن رفضها وغضبها باستنكارات جماعية ..
وإزاء ذلك ، قامت السلطات الحاكمة بالتوسيع في تطبيق أساليب الكبت بالعنف والقوة ، فقتلت العشرات من المناضلين البعثيين وغيرهم من الوطنيين ، وزجت بالمئات منهم في السجون .، وليست "فظا عات" أساليب سجونهم بخافية على أحد ، فلقد اشتهر بها هؤلاء في العالم أجمع .
نحن نعلم أنه كلما ازداد تطور ونفوذ القوى الثورية ، تزداد شراسة الفئات الرجعية والإقطاعية والعشائرية في محاولاتهم الهادفة إلى قمع هذه القوى وتفتيتها .، ولكن أن يبلغ الأمر بأي إنسان هذا الحد .. ألم نكن أو بعضنا يتصور أن من السهل على "وحوش" العراق تكوين عصابة سطو وقتل في أي مكان ، وقد تستمر في عملها لأيام وشهور ، ولكنها لن تحظى سوى بالقرف والاستعداد جماهيريا لتحطيمها هي ومن ورائها . والآن ، لقد تحول " الزعماء " الإقطاعيون الفاشيون في العراق ، حقا ، إلى مجرمين وقتله ، فهم بمحاولة اغتيال الرفيق أحمد العزاوي ، عضو القيادة القومية للحزب ، قد أعطوا الدليل المادي القاطع على تحويلهم هذا .
إن وحشيتهم هذه قد إثارات غضب واستياء سائر الأوساط التقدمية والإنسانية في العالم ، ولا سبيل إليهم للادعاء ، كما يتشدقون ، بالعنف الثوري .
فالعنف الثوري يختلف ، اختلافا بينا ، عن العنف الرجعي ، ذاك أن العنف مشروط دائما ، بالطبقة التي تستخدمه ، والهدف من ورائه ، وكيفية تطبيقه ، والفئات التي يتوجه إليها . أما وحشية حكام اليمين هذه فقد سبقتهم إليها الطغمة العميلة في سايغون سابقا .. وحكام إندونيسيا ، وجلاوزة التشيلي ، والإمبريالية بوجه عام ، ذلك أن العنف الرجعي صفة ملازمة لطبيعة الإمبريالية والطبقات الرجعية الأخرى .
أن الأفكار تقابلها الأفكار ومن يمتلك الموقف الصحيح الواضح لن يلجأ إلى أساليب الغدر والخسة والإجرام . وأن دلت محاولة اغتيال الرفيق أحمد العزاوي على شيء فهي تدل أولا على الإفلاس السياسي والنضالي الذي وصل إليه حكام اليمني المشبوه في العراق ، وعلى مدى اليأس الذي لحق بهم والخوف العارم الذي يحتاج أوساطهم . ذلك الخوف الذي ينجم عن مواجهة الحقيقة ، مواجهة الجماهير ، مواجهة الثوار الصامدين ، مواجهة جماهير الأمة من خليجها إلى محيطها ، مواجهة القوى التقدمية والإنسانية كلها في جميع أنحاء العالم .
أن أسلوبا كهذا محكوم عليه بالموت .. وتعرف قوى وجماهير شعبنا كيف ستتصرف إزاءه ، ويعرف المناضلون الطريق الذي سيوصلهم إلى الجماهير الكادحة في الوحدة والحرية والاشتراكية .
حقيقة لا بد من ذكرها ، وهي أن لجوء النظام العراقي المشبوه إلى أسلوب الاغتيال يؤكد ، من جملة ما يؤكده ، متانة تنظيماتنا الحزبية في الداخل وصلابة نضال رفاقنا ، وعجز النظام اليميني عن كشفهم و تصفيتهم رغم كل وسائل الإرهاب وأعمال القمع والإعدام .
تحياتنا إلى رفاقنا المناضلين في سجون الردة اليمينية المشبوهة ، وفي ساحات النضال الأخرى ، في المدينة أو الريف العراقي ، تحياتنا إلى كل عمل ثوري منظم هادئ ورزين ، من كل إنسان يهدف إلى الإطاحة بإعداد الأمة العربية وأعداء الإنسانية .
وان القيادة القومية للحزب ، وجماهيره الواسعة ، وكافة الرفاق المناضلين يتمنون الصحة والعافية لرفيقنا المناضل أحمد العزاوي .