كلمة المناضل - المؤتمر القومي الحادي عشر للحزب
كلمة المناضل العدد 72 كانون أول 1974
بقلم الرفيق الدكتـور : فــــواز صيــــاغ
رئيس هيئة التحرير
على باب عام جديد من العمل في سبيل تحقيق تطلعات أوسع قواعد الحزب وتنفيذ قرارات مؤتمراتها جاء قرار القيادة القومية ببدء الدورة الحزبية في بداية عام 1975، وإجراء الانتخابات الحزبية منذ بداية شهر آذار 1975 .
وفي معرض ذلك لابد من الإشارة إلى أن المؤتمر القومي الثاني عشر للحزب سيكون مؤتمرا فعالا وحاسما . لأن أمتنا على باب منعطف تاريخي كبير بدأ في السادس من تشرين عام 1973 ، يوم انطلاق أول رصاصة في حرب التحرير الوطنية ، ولا بد كذلك من التذكير أن المعطيات التي فسحها المؤتمر القومي الحادي عشر للحزب وقراراته هي التي خلقت ظروفا أكثر إيجابية للتمهيد للانتصارات التي تحققت في السادس من تشرين .
نستطيع أن نؤكد أن جميع ما قرره المؤتمر القومي الحادي عشر للحزب قد تحقق. بل وأكثر منه ، نتيجة عمل القيادة وعلى رأسها الرفيق الأمين العام للحزب لتنفيذ قرارات المؤتمر وتوصياته ، ومطلوب من كافة الرفاق العمل بوعي ومسؤولية كاملين خلال الفترة القادمة لإيصال ممثلين قادرين على التعبير عن متطلبات القاعدة والجماهير إلى مؤتمرات الحزب وقياداتها ، وقادرين كذلك على تحمل المسؤولية في سبيل تنفيذ تلك الأهداف . أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الطليعة الواعية من الجماهير الكادحة وطريقها إلى مجتمع موحد ومتقدم في علاقاته الاشتراكية وترابطه القومي . فان الانتخابات الحزبية في قواعده كممارسة للديمقراطية وتعبير عن الاختيار الواعي والحر لدى الأعضاء العاملين فإننا وضمن هذا الإطار يمكننا توضيح الشروط الواجب توفرها للانتخابات لتأتي معبرة عن الدور الهام الذي تلعبه في حياة الحزب وجماهير .
أولاً :
الانتخابات الحزبية تأكيد على تقدم الحزب وتطوره وحضاريته وثوريته . لذا فيجب أن تتم بمعزل عن التكتلات المصلحية والانتهازية والعلاقات المتخلفة في المجتمع والتي تقيم الفرد من خلال قيم فكرية واجتماعية قادرة على إفساح المجال أمام النظامين البرجوازي والإقطاعي على الاستمرار . أي أن الانتخابات هي اختيار حر سليم يحقق تجانسا بين متطلبات وإمكانات القيادة من جهة وبين قيم المجتمع الاشتراكي التي تعتبر الإنسان المناضل هو المرتبط بالثورة والجماهير وقادر على الممارسة الطوعية الواعية والملتزمة .
أن الانتخابات في هذه الحالة مرتبطة بالأهداف الأساسية للحزب بحيث تقرر القواعد من خلالها مستقبل التنظيم الحزبي ومستقبل قضية الثورة العربية .
ثانيا :
الانتخابات الحزبية اختبار لوعي وأدراك والتزام العضو الحزبي لأن الانتماء لتنظيم سياسي متقدم يفرض الاعتبارات الحزبية فوق كل الاعتبارات والوشائج الاجتماعية الأخرى . فإحساس الرفيق بمسؤوليته يظهر في ممارسة الانتخابات بتنازله عن فرديته وآرائه الشخصية واختياره للأسلم دونما تأثير آخر الا القناعة بأهلية الذين سينتخبهم وبأنهم قادرون على تحقيق أهداف الحزب وجماهيره وتنفيذ استراتيجيته وفرض الانضباط والالتزام على قواعده وقادرون على تحقيق المبادرة والشجاعة الكاملة الواعية لتحمل المسؤولية القيادية.
ثالثا :
الانتخابات الحزبية هي تقييم القواعد لقياداتها حيث المقياس هنا هو : الوعي والنضال ، تلازم الذات مع الموضوع ، ترافق المعرفة الكاملة مع الممارسة ، القول مع السلوك ، لأن من مستلزمات القيادة وتحمل المسؤولية استمرار الشعور بالتواضع والتضحية والعطاء . ليس القائد الحزبي الثوري هو المنفذ لسياسة الحزب وقرارات قياداته ومؤتمراته فقد ، بل القادر كذلك على المبادرة والتحرك والإبداع أيضا.
أن ذلك كله يأتي من خلال الممارسة الواعية والطوعية للانتخابات الحزبية وربط ما ذكرناه من مستلزمات بمن تتوفر فيهم من الرفاق ، لأن ذلك بحد ذاته مقياس للوعي الملتزم وللتفاعل التام بين إرادة الحزب وقواعده من جهة وبين الجماهير التي يقودها من جهة أخرى .
* * *