"الإسـلام والحريـة"
المركــز الثّقافــي
للبحوث والتوثيق
صيـدا التاريخ في 15 آذار 1985
ضمن النشاطات الثقافية ـ الاجتماعية التي ينظمها المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا، دعا سماحة مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين لإلقاء محاضرة حول:
"الإسـلام والحريـة"
وذلك في 15 آذار 1985، في قاعة محاضرات دوحة المقاصد الإسلامية.
وقد قدم المحاضر رئيس المركز الثقافي في صيدا الدكتور مصطفى دندشلي في كلمة جاء فيها:
"يسرنا أيها الحفل الكريم أن نقدم لكم الآن محاضراً عرفتموه بمواقفه الإسلامية العميقة وآرائه الوطنية والعريقة مواجهته لقوات الاحتلال بقوة وحزم، أعني به سماحة مفتي صيدا والجنوب، الشيخ محمد سليم جلال الدين، في محاضرة عنوانها "الإسلام والحرية".
ويسرني كذلك أن أقدم هذه المحاضرة بقولين مأثورين يعبران أصدق تعبير عن مواقفنا نحن في المركز الثقافي الاجتماعية، والثقافية:
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" هذا القول المشهور لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب أيها الأخوة والأخوات فيه تشديد على حرية الإنسان، والحرية الإنسانية بإطلاق.
{وجادلهم بالتي هي أحسن}، هذه الإشارة القرآنية الرائعة فيها تأكيد على الحوار البنّاء والديمقراطية السمحة، كما هو واضح من النص.. هذان القولان، اللذان يكونان منطلقاً من منطلقات تراثنا الإنساني، هما من المبادئ والأسس التي يقوم عليها مركزنا الثقافي في صيدا: الحرية الإنسانية بأعمق معانيها الديمقراطية الحقة والحوار الخلاّق المبدع.
لذلك بداهة إذا كنا قد طلبنا من سماحة مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين، وذلك قبل أن تنحسر قوات الاغتصاب الإسرائيلي عن جزء من أرضنا، أن يحدثنا عن موضوع له أهمية عظمى عبر العصور والأزمان وربما في حاضرنا كذلك، عن الإسلام والحرية.
وإذا كانت هذه المحاضرة لم تلق في حينه نظراً للظروف التي نعرفها، غير أن أهمية الموضوع لا تزال وستبقى مطروحة على بساط البحث والنقاش..
وقبل أن أعطي الحديث إلى سماحة المفتي، أودّ أن أنوّه إلى أمر، بهرنا نحن أبناء صيدا والجنوب وكان مفخرة لنا جميعاً ـ أعني به شجاعة بل وبطولة سماحة الشيخ محمد سليم جلال الدين في مقارعته قوات الاحتلال الإسرائيلي، من هنا، من قلب صيدا والجنوب، دون هيّاب أو وجل، كان ذلك بالكلمة الحقة، الحرة، الصادقة، وقد كان إعجابنا به يزداد ويشتد ويتعمق عندما كنا نرى رأى العين، عدم اهتمامه إطلاقاً بأي نوع من أنواع الحماية الشخصية هو وزملاؤه في القيادة الوطنية الدكتور نزيه البزري والأستاذ مصطفى معروف سعد، غير أن الحماية التي كان يطلبها وكان يحصل عليها إجماعاً، هي حماية الشعب له بكل فئاته وهيئاته ومؤسساته وطوائفه.
هنا القوة الحقيقية في شخصية سماحة المفتي التي أرهبت الأعداء والخصوم وجعلته، طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي آمناً، في منطقة سكنية لم تكن لتعتبر آمنة، والآن أعطي الحديث إلى صاحب السماحة الشيخ محمد سليم جلال الدين…
* * *