كلمة المناضل - مفهومنا للنشاطات السياسية الراهنة
كلمة المناضل العدد 63 شباط 1974
مفهومنا للنشاطات السياسية الراهنة
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
عقد ريتشارد نكسون رئيس الولايات المتحدة الأميركية مؤتمرا صحفيا عشية سفر وزير خارجيته هنري كيسنجر إلى بلادنا لمواصلة مساعيه ((الحميدة )) في سبيل حل مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي . وكما هي عادة الرئيس الأميركي في مواقفه العدائية من قضايا الشعوب المصيرية ، لم يتمالك نفسه عن إطلاق تهديداته باتخاذ تدابير معينة ضد الدول العربية أن استمر حظر النفط العربي عن الولايات المتحدة الأميركية والدول الإمبريالية الأخرى المساندة للعدوان الصهيوني على وطننا العربي .
فالولايات المتحدة الأميركية التي خبر شعبنا سياستها المعادية للشعوب ، تأبى ، بشخص رئيسها ، إلا أن تؤكد عدوانيتها وهي تدعي الحرص على السلام والسعي من أجل تحقيقه .
لقد أراد الرئيس نكسون ، عندما أطلق تهديداته في مؤتمره الصحفي المذكور ، وأن يزود وزير خارجيته بالسلاح الذي يعتقد أنه ما يزال ذا فعالية ((كافية)) لإجبار العرب على الاستسلام والقبول بالحلول التي تفرضها المصلحة المشتركة بين الإمبريالية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ، والصهيونية العالمية التي تقودها إسرائيل .
أن القوى المعادية لمصالح الشعوب لاتنسى ولكنها تتناسى الدروس التي تلقنها إياها الجماهير المنظمة المناضلة التي تجاوزت مرحلة اليأس والخوف من جلاديها ومصاصي دمائها ، وصممت على مواجهة التحديات المصيرية التي تفرض عليها .
لعل السيد نكسون يذكر جيدا أن الجماهير العربية الكادحة وقواتها المسلحة الباسلة التي حطمت قيودها في معارك تشرين التحريرية ، لا يمكن لها أن تأبه لأي نوع من التهديدات التي يراد بها إعادة القيود إلى سواعد باتت أقوى على ممارسة صناعة الحرب، دفاعا عن وجودها وحقها في الحياة ، وإلى نفوس أصبحت أكثر مناعة ضد التهويش والتآمر وتزييف الحقائق ، وعقول أقدر على فهم تطور التاريخ الذي لا يمكن أن يعود إلى الوراء أو يعيد نفسه .
إذا كانت الحرب استمرارا للسياسة بطريقة متميزة ، وإذا كنا قد قبلنا بوقف إطلاق النار، واعتبرنا أن المعركة السياسية التي نخوضها هي استمرار لحزبنا التحريرية ، فذلك لا يعني في أي حال من الأحوال أننا يمكن أن نتنازل عن حقوق شعبنا في أرضه وفي ممارسة سيادته عليها مهما تكن التضحيات ، وأننا إذ نستقبل السيد كيسنجر وغيره ممن يعمل بشكل أو بآخر للوصول إلى حل ما لمشكلة العدوان الصهيوني عام 1967 وردنا الثوري على العدوان بالحزب التحريرية في السادس من تشرين الأول الماضي ، فان ذلك يزيدنا تمسكا بحقوقنا المشروعة وإيمانا بعدالة قضيتنا ، وثقة بقدرة أمتنا العربية على مواصلة الانتصار الذي بدأته في تشرين مستفيدة من المتغيرات الدولية التي أحدثتها إرادة التحرر العربية التي تحلت في المواقف الإيجابية المتتالية من التضامن العربي ، إلى التفهم الإفريقي والأوروبي ، ومن ثم الإسلامي ، للحق العربي ، وافتضاح الحقيقة العدوانية لإسرائيل ومن ورائها الإمبريالي ـ صهيونية العالمية .
أننا نفهم النشاطات التي تتم في المنطقة وعلى الأصعدة العربية الإفريقي،والعربية الإسلامية والعربية الأوروبية ، على أنها نشاطات ينبغي أن تضع في اعتبارها الأول أرين أساسيين من أجل الوصول إلى حل مرحلي للمشكلة القائمة وهما : انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967واستعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني .
((لقد واجه شعبنا التحدي بإرادة لا تقهر وعزيمة لا تفتر ، وواجهه الشدائد بالصمود ، فسطر في تاريخ النضال العربي المعاصر مشرقة مشرفة))
من خطاب الرفيق الأمين
العام للحزب خلال معارك
تشرين التحريريـــــــــــــة