كلمة المنضال - حول منجزات ثورة الثامن من آذار في عيدها التاسع
كلمة المناضل العدد 41 آذار 1972
حول منجزات ثورة الثامن من آذار في عيدها التاسع
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
تستقبلون ((المناضل)) في عددها هذا بعد أن طافت على شهر آذار واستشرفت أوائل شهر نيسان واستغرقت في غمار الأحداث الكبيرة التي سجلها كفاح شعبنا العربي على المدى الزمني لهذين الشهرين ، لتطالعنا في كل عام منارات إشعاعية ترتفع على امتداد المسيرة التاريخية لامتنا العربية في نضالها من أجل تحقيق رسالتها الإنسانية من خلال استشفاف هذه الأحداث ، نرى حزبنا مشعلا يتموج بأضوائه في زخم معارك التحرير كلها ، نراه في الطليعة دوما ليتقدم مسيرة هذا الشعب في كل نضالاته على اختلاف مجالاتها وميادينها . لأن حزبنا أيها الرفاق إذ تمثل الواقع العربي ضمن رؤى علمية موضوعية، وحدد الأهداف الكبرى لهذا الشعب بالوحدة والحرية والاشتراكية والاداة المؤهلة علميا لقيادة النضال من اجل تحقيق هذه الأهداف إنما كان تحقيقا حيا لارادة الجماهير العربية وتطلعاتها الى بناء المجتمع الذي يحقق شخصيتها الإنسانية مجتمع الوحدة والحرية والاشتراكية .
القادر وحده على تهيئة الظروف الموضوعية لبناء شخصية الإنسان العربي الجديد القادر على التصدي لتحديات العصر .
مناسبات تاريخية كثيرة يحملها كل من آذار ونيسان ، إلا أنه أيا كان تاريخ كل منها فان ذكرى ميلاد حزب الجماهير ، حزب البعث العربي الاشتراكي ، تبقى محورا لها جميعا، لأن روح الحزب وشعاراته كانت محركا أساسيا في عمليات النضال الجماهيرية كلها ، بما في ذلك معركة إجلاء الاستعمار الفرنسي عن القطر العربي السوري في 17 نيسان 1946 والمعارك التحريرية التي سبقتها .
وإذا كان الحزب في أيام تأسيسه الأولى والفترة التي تلتها ، قد استغرقته التحديات الكبرى التي استهدفت الشخصية القومية لشعبنا العربي ، فكرس معظم زخمه للمعركة القومية الوحدوية ، فإنه من خلال المعاناة النضالية اليومية وتفهم طبيعة العلاقات بين مجالات النضال المختلفة والتأكيد بالتالي على الارتباط العضوي بين النضال القومي والنضال الاشتراكي استكمل منطلقاته وشعاراته في خوض معركة التحرير والثورة الاجتماعية ، وجاءت ثورة الثامن من آذار 1963 في القطر العربي السوري تحقيقا ماديا لأهداف الحزب هذه ، حيث انطلق القطر في ظل الثورة يرسخ شعارات الحزب في الممارسات العملية وعلى نطاق سياسته الداخلية •والعربية والدولية ، محددا بشكل علمي القوى الثورية والحليفة للثورة ، والقوى المضادة لهذه الثورة في كل المراحل النضالية وعلى المستويات العربية والدولية ، مع اعتبار ثورة القطر جزءا من حركة الثورة العربية الشاملة للحزب ، التي تعتبر بدورها جزءا من حركة التحرير العالمية. امتدادا لخط ثورة الحزب في القطر في تفهم طبيعة المرحلة التي تحيط بمعركة التحرر الوطني العربية ، وعنف المواجهات المصيرية التي يخوضها شعبنا ، فانها تنتهج الممارسات الصحيحة التي تخدم هذه المعركة على كل مستويات سياستها الداخلية والعربية والدولية ، وقد سبق ذكرى يوم الثامن من آذار ، حدث إعلان ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية في القطر ، ومن خلال هذا الميثاق يتأكد انتصار مبادئ حزبنا وقيادته لعملية النضال بالاشتراك مع القوى السياسية الأطراف في هذه الجبهة ، بهدف تحقيق أهم الشروط الأساسية لخوض معركة التحرير والنصر ، وهي رص قوى الشعب وحشد جميع الإمكانات لخدمة هذا الهدف .
كثير حصاد الثورة في القطر هذا العام ، سواء كان ذلك على نطاقات البناء الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي ، أو ترسيخ مؤسسات الديمقراطية الشعبية ، وأخيرا في نطاق دولة اتحاد الجمهوريات العربية ، ولكنها كبيرة أيضا معركة المواجهة مع قوى العدوان الإمبريالي والصهيوني التي تتحرك وتحرك عملاءها في عملية تصعيد للمعارك العدوانية بوتائر مذهلة في معظم ساحات المنطقة العربية ! ان هذا يستصرخنا، بالتالي إلى تصعيد وعينا الثوري لطبيعة هذه التحركات ، وزيادة وتأثر عملنا النضالي في كل النطاقات ، وعلى هذا فإن حزبنا يكرس الجهود الكبيرة كي تتحرك جميع قوى الثورة العربية الرسمية والشعبية لتتهيج عملية النضال وحشد كل الطاقات وتنسيقها في معركة التحرير والمواجهة ، كي نخوض المعركة ونحن نضمن الصمود والنصر .
المناضل