المسـألة التنظيميـة
1 ـ المسـألة التنظيميـة
تكتسب المسألة التنظيمية في الحزب أهمية لا تقل عن أهمية المسألة الفكرية . بل إن المسألتين مترابطتان، لأن الحزب ليس خلطاً بين تراكيب مستقلة، يقع الواحد منها جانب الآخر، وإنما هو إطار تتفاعل فيه هذه التراكيب تفاعلاً حياً تطورياً يمكنه من تأدية وظيفته النضالية الشاملة في المجتمع وعلى ساحة الأمة بكاملها.
والمسألة التنظيمية في حزبنا تتسم بالمرونة بما يسمح للحزب اختيار أفضل الأنماط وفقاً لمرحلة التطور ولظروف كل تنظيم حزبي وخاصة في الأقطار العربية المختلفة.
وتطرح المرحلة الحالية ضرورة تعزيز الاهتمام بالمسألة التنظيمية، بما يسهم في تحقيق دور الحزب على مستوى القطر العربي السوري وعلى مستوى منظماته القومية، بحيث يضع النظام الداخلي للحزب الأسس والضوابط التنظيمية المركزية التي تعمل استناداً لها الهيئات و المؤسسات الحزبية على مختلف المستويات. واستناداً إلى ذلك يتم تطبيق أنماط تنظيمية متنوعة تقرها القيادة القومية مسبقاً. وتوضع هذه الأنماط وفقاً لظروف كل قطر عربي ودور تنظيمنا الحزبي في ذاك القطر، والمهام التي يجب أن يحققها، وبرنامجه السياسي وغير ذلك من المعايير التي تمكن منظمة الحزب في أي قطر من التعامل تعاملاً خلاقاً مع الظروف والمتغيرات في كل مرحلة من المراحل، وبما يخدم مبادئ الحزب الأساسية واستراتيجيته النضالية.
ويجب أن تتسم هذه الأنماط بالمرونة التامة وإمكانية التعديل والتغيير المستمر حسب التطورات وبما يسهم في تحقيق المهام النضالية. لكن المعيار الأساسي للمسألة التنظيمية هو الوحدة التنظيمية للحزب التي هي الوعاء الجامع للحزب بكل هيئاته ومؤسساته، وبما يجعله قادراً على المضي في مسيرته النضالية في كل مراحلها المتتابعة لبلوغ مبادئه وأهدافه الأساسية. كما تؤكد هذه المسألة علاقة هيئاته ببعضها، والحفاظ على المحور الأساسي الجامع للتنظيم بعيداً عن المزاجية والفوضى والتسيب.