كلمة المناضل - وجـــــوه متغيــرة .. لكـن السياسية ثابتة
كلمة المناضل العدد 162 تموز 1983
وجـــــوه متغيــرة ..
لكـن السياسية ثابتة
الدكتور . فواز الصياغ
رئيس هيئـة التحرير
تحاول السياسة الإمبريالية الأميركية دائماً أن تجدد صورتها لتجعلها أحسن في أعين بعض اللاهثين وراء الحل الأميركي لمعضلة الصراع العربي ـ الصهيوني فقد قامت مؤخرا بإبدال مبعوث الرئيس الأميركي " للشرق الأوسط" السفير فيليب حبيب ، إبداله بالسفير ماكفرلين وفي الوقت نفسه باركت الولايات المتحدة خطوة الكيان الصهيوني لقراره إعادة توزيع قواته في لبنان بما يضمن تكريس الاحتلال وديمومته وهي أي الولايات المتحدة كانت قد أعلنت مرارا قبل ذلك أن خطوة كهذه تقوم بها القوات الإسرائيلية سوف تكرس الاحتلال والتجزئة اللذين يعاني منهما لبنان .
وترافقت تلك الخطوات بازدياد العدوانية الصهيونية على عرب الأرض الفلسطينية المحتلة فقام المستوطنون الصهاينة بالهجوم الغادر على جامعة الخليل وقتلوا وجرحوا عدداً كبيراً من الطلبة العزل وحين ناقش مجلس الأمن الدولي هذا العدوان الوحشي ، استخدمت أميركا حقها بنقض القرار القاضي بإدانة إسرائيل لعدوانها وبنائها المستوطنات الصهيونية في الأرض العربية المحتلة . ونرى كذلك استمرار التهديدات الأميركية للوطن العربي ببدء المناورات العسكرية الأميركية لقوات التدخل السريع وهو ما تسميه بمناورات "النجم الساطع" التي شملت مصر والصومال وعمان وهدفها اختبار القدرة والجاهزية الأميركيتين للتدخل في الوطن العرب وضرب قوى التحرر فيه وحماية المصالح الأميركية الحيوية في هذه المنطقة من العالم .
وكذلك وفي الوقت ذاته تتصاعد التهديدات العسكرية الأميركية ضد ليبيا وشعبها الصامد بحجة حماية الأنظمة العميلة في كل من مصر والسودان . وإذا ربطنا ما يجري في منطقتنا بما يجري في مناطق أخرى من العالم خصوصاً في أميركا الوسطى واللاتينية من تصاعد حملات التهديد الأميركية للأنظمة الوطنية والتقدمية هناك وكذلك ما تقوم به الدوائر الأميركية في جنوب شرق وجنوب غرب آسيا ، لوجدنا أن السياسة الإمبريالية الأميركية وحليفتها الصهيونية لهما هدف واضح وثابت لا يمكن أن يتنازلا عنه إلا تحت ضغط وتحرك الشعوب المصممة على مواجهة تلك المخططات الرامية لفرض الاحتلال والسيطرة وامتصاص خيرات الشعوب المكافحة .
لذا فالمراهنة على وجوه جديدة اعتقادا بأنها يمكن أن تلعب دورا إيجابيا تجاه قضية امتنا وشعبنا وهم كبير يجب التخلص منه بسرعة . فهؤلاء وتحت أي اسم كانوا أو أية صفة جاؤوا ما هم إلا أدوات صنعتها الإمبريالية الأميركية وحليفتها الصهيونية يسيرانها وفق رغباتهما وبما يضمن مصالحهما ، فالتعامل معهما أن لم ينطلق من هذا الفهم فسيكون هناك خطر كبير على مستقبل قضيتنا وشعبنا
وليفتح العرب عيونهم على الحقيقة التي يجب أن لا تخفى ، على أي وطني مخلص ، أن السياسة الأميركية والصهيونية في منطقتنا ثابتة رغم اختلاف أدواتها .