النهار - عد محدّداً لقمة لبنانية - سورية ولكنّها "واردة في أي لحظة"
الأربعاء 20-10-2010
لا موعد محدّداً لقمة لبنانية - سورية ولكنّها "واردة في أي لحظة"
"بداية انفراج" من خلال معاودة التواصل بين الحريري ونصرالله
لم تكن مصادفة ان يتولى الوزير غازي العريضي الاعلان ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلف معاونه السياسي حسين الخليل الاتصال برئيس الحكومة سعد الحريري وطلب عقد لقاء معه، وذلك اثر مشاركة العريضي في اللقاء الليلي الطويل بين السيد نصرالله ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط قبل يومين، فقد كان العمل على معاودة التواصل بين الحريري ونصرالله موضع بحث منذ مدة غير قصيرة وفي محطات عدة آخرها خلال زيارة العريضي لنصرالله بتكليف من جنبلاط الذي يعمل في هذا الاتجاه لاقتناعه بأهمية هذا اللقاء في التهدئة ومنع التصعيد، تمهيدا للتفاهم على خطوات مشتركة لاستيعاب اي تداعيات محتملة لقرار ظني متوقع صدوره عن المحكمة الدولية على خلفية توجّس لدى "حزب الله" من انه مستهدف استنادا الى معلومات لديه وتسريبات متنوعة تحدثت عن "نية" لاتهام عناصر فيه. وقد شكل لقاء نصرالله – جنبلاط بارقة انفراج من خلال اعلان العريضي معاودة التواصل بين نصرالله والحريري بدءا بلقاء يعقد "قريبا" بين الحريري والمعاون السياسي لنصرالله. وقد حصل اللقاء فعلا ليل امس عند الحريري في "بيت الوسط".
واذا سارت الامور كما يجب، يفترض أن يكون تمهيدا للقاء قريب بين الحريري ونصرالله. وعبارة "كما يجب" تعني هنا التفاهم على خطوات عملية توصلا الى رؤية مشتركة لعمل المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وكيفية تجنب اي قرار ظني مسيّس. وهنا تكمن عقدة العقد...
وفي ظل تضارب المعلومات حول نتائج القمة السعودية – السورية وتحديدا في الشق اللبناني من مناقشاتها، بين حديث عن اجواء ايجابية، وآخر عن "عدم تفاهم" وتسريبات حول "ما هو مطلوب من الحريري"، فان معاودة التواصل بين الحريري و"حزب الله" شكلت اشارة جيدة حول تطور ما خلال هذه القمة في شأن لبنان. وقد عبّر العريضي عن هذه الاشارة اذ قال لـ"النهار": "ان الامور افضل مما كانت عليه وإن نكن لا نزال في اول الطريق".
واذا كان من الصعب الاقتناع بالمصادفة في تزامن زيارة الحريري الرياض مع انعقاد القمة الثنائية بين الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس بشار الاسد، فقد كان لافتا امس ان اوساط الحريري كررت تأكيد الطابع "العائلي" للزيارة.
وايا يكن الامر، فان لقاء محتملا بين الحريري ونصرالله سيشكل خطوة في اتجاه معاودة التواصل بين الحريري ودمشق ولا سيما اذا سجل اللقاء تقدما حول العنوان الكبير وهو المحكمة الدولية، والموقف واحد منه، بين دمشق و"حزب الله". وقد يعود رئيس مجلس النواب نبيه بري من العاصمة السورية اليوم باخبار جديدة عن نتائج القمة السعودية – السورية وانعكاساتها على المناخ السياسي العام في لبنان والذي "يجنح" نحو التهدئة بالاستناد الى استمرار عدم التصعيد في الخطاب السياسي منذ زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وسط هذه الاجواء، اين يقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان؟ ومتى تكون القمة اللبنانية – السورية الجديدة؟
تقول اوساط رئيس الجمهورية ان لا معلومات لديها ولا شيء محددا حول قمة قريبة، وان الحديث عنها جاء من خلال ما نشر في بعض الصحف وتشير في الوقت نفسه الى ان التفاهم على موعد لقمة لبنانية – سورية وارد في اي لحظة من خلال اتصال هاتفي بين الرئيس سليمان والاسد. وتضيف ان رئيس الجمهورية يعمل في اتجاه التهدئة وتأمين مناخات التوافق والتوصل الى تفاهم حول سبل مواجهة اي محاولة لتسييس القرار الظني المحتمل للمحكمة الدولية واستيعاب تداعياته، ويعمل على ان تكون جلسة مجلس الوزراء اليوم وكل الجلسات المقبلة تحت سقف مضبوط عنوانه الحوار. وتسأل: “لماذا استباق الامور؟ فلنناقش كل الاحتمالات في مجلس الوزراء. لمَ الاستعجال والتعامل مع القرار كأنه محسوم في وجهة محددة؟ وفي الوقت نفسه علينا تحصين الوضع بكل الوسائل".
وفي تقاطع مع اشارات حول بداية انفراج تلاحظ اوساط رئيس الجمهورية تحسنا نسبيا، من زيارة الرئيس الايراني الى القمة السعودية - السورية، وتقول: "من المفيد دائما البناء على الايجابيات".
ولئن يكن العنوان الاكبر للازمة السياسية الراهنة هو الموقف من المحكمة الدولية، فان بداية الحل لن تكون الا بالتفاهم على فهم مشترك لعمل المحكمة والتوصل الى اجابة واحدة عن سؤال كبير ومهم: متى تكون المحكمة مسيسة ومتى لا تكون؟ كما ان التفاهم على خطوات مشتركة وموحدة لمواجهة تداعيات اي قرار ظني مسيس، بعيداً من التصعيد والتهويل، يشكل الخطوة الاولى على طريق الانفراج الحقيقي.
ويبقى الرهان معقودا على التفاهم السعودي – السوري وامتداداته الاقليمية والدولية، وكل آتٍ قريب!
سمير منصور