النهار - سينودس الشرق الأوسط يتابع أعماله في الفاتيكان
السبت 16-10-2010
سينودس الشرق الأوسط يتابع أعماله في الفاتيكان
شهاب: المسيحيون بين الزوال والإنعزال
يتابع سينودس أساقفة الشرق الأوسط أعماله في الفاتيكان برئاسة الحبر الأعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر ويعرض أوضاع المسيحيين في المنطقة وسبل إيجاد حلول للمشكلات التي تواجههم.
وفي مداخلة له تناول الأمين العام اللجنة الوطنية المسيحية – الإسلامية للحوار والعضو المشارك في السينودس حارس شهاب، التحديات التي تواجه العلاقات الإسلامية - المسيحية، وقال: "من غريب المفارقات أن نرى أن المسيحيين الذين يشكلون جزءاً مكونا لا يتجزأ من هذا الشرق، والمتجذّرين فيه منذ مئات السنين قبل الإسلام، أصبحوا اليوم محشورين بين الزوال والانعزال مما يشكل تهديداً لنهاية دورهم التاريخي ورسالتهم.
وقد ازدادت حدّة هذه المعضلة في العقود الأخيرة التي شهدت تفريغاً تدريجياً لمنطقة الشرق الأوسط من مسيحييها، وهم الذين طالما ساهموا في بناء حضارتها(...). إنّ هجرتهم لا يمكن أن تُعزى لأسباب اقتصادية ولكن لسبب شعورهم بالتهميش والتمييز والخوف وعدم المساواة في الحقوق بينهم وبين المسلمين.
وكل مقاربة لمستقبل المسيحيين الذي يبدو غامضاً في أقلّه، لا يمكن أن تتمّ في معزل عن عدد من المسائل المرتبطة بها، بدءاً بالحوار الإسلامي - المسيحي، أين أصبح وما هي آفاقه، ماذا عن العلاقة بين الدين والدولة أو بين الشأنَين الروحي والزمني، ماذا عن العلمنة والحرية والتطرف والأصولية؟
مطلوب اليوم أن تحلّ لغة جديدة تكون مبنيّة على الصراحة المطلقة حتى لو جافة، ولكن فليتمّ قولها بمحبّة وإخلاص بهدف تأمين المصلحة العامة، فيُدرك الجميع حقيقة المعضلة لأن الحقيقة تُحرِّر".
وأشار شهاب الى أن هناك عملاً جارياً على أكثر من صعيد من العديد من المفكرين المسلمين المؤمنين والذين يُرددون أنّ الإسلام ينهى عن التجاوزات التي يتعرض لها المسيحيون، وكذلك وعلى مستوى بعض الدول العربية ولاسيّما الخليجية منها، برزت أخيراً إشارات إيجابية جديدة وإن لم تصل إلى الحدّ المرجو إلاّ أنها تفتح نافذة أمل على المستقبل. ولكن مهما يكن من أمر، وفي ما يتعلق بلبنان، فإن المسيحيين والمسلمين مصممون هنا على أن يواجهوا المعضلات معاً، جنبا إلى جنب لتعزيز العيش المشترك والتغلّب على التعصّب الرافض للحق في الاختلاف.
ولا بدّ من الإقرار بالآتي:
- إن الشعور المتنامي لدى المسيحيين في الشرق الأوسط هو الشعور بالتهميش وأنهم ينظرون إلى مستقبلهم بقلق كبير.
- كان لبنان يبدو لمعظم مسيحيي المنطقة ملجأ قد يقصدونه إذا زاد تردّي أحوالهم في بلدانهم، ولكنه لم يعد اليوم كما كان في الماضي، مما يضاعف أسباب القلق
- موجات التطرّف ترفض الحوار مع الآخَر، وإسرائيل تكرّر اعتداءاتها وترفض تطبيق قرارات الأمم المتحدة ، والغرب الذي يخلطون عن خطأ بينه وبين المسيحية يستمرّ في تأييده لإسرائيل، مما يزيد معاناة المسيحيين وحدّة الأزمة ، مع التأكيد أن أسبابها ليست كلّها ناجمة عن الصراع العربي الإسرائيلي الذي لم يبرز إلا في منتصف القرن الفائت، بينما المشكلة في العلاقات الإسلامية المسيحية تعود إلى مئات السنين.
- المطلوب من الكنيسة الجامعة أن تستمرّ في انفتاحها، ولكن عليها كذلك أن تُشدّد في حوارها مع الإسلام على موضوعات جديدة مثل الهوية والمواطنة وحقوق الإنسان والحرية بكل أبعادها، ومنها حرية الضمير، والدولة المدنيّة والمساواة.
- إن انعقاد هذا السينودس هو بارقة أمل للمسيحيين، لكنّه يُشكّل أيضاً فرصة أمام المسلمين تدعوهم إلى زيادة التعمّق في تعاليم دينهم وإعادة قراءة نصوصهم الدينية والتأمّل فيها ملياً".