جريدة الشرق الأوسط اللندنية - حزب الله في خدمة الطائفة.. أم الطائفة في خدمته
الثلاثاء 2 تشرين الثاني 2010
حزب الله في خدمة الطائفة.. أم الطائفة في خدمته ..؟؟؟
المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات...
بقلم مدير المركز.. حسان القطب
حزب الله في خدمة الطائفة.. أم الطائفة في خدمته ..؟؟؟
هل من الضروري أن يصدر القرار الظني أو الاتهامي..؟ وهل من الضروري أن نعرف من يقتل قيادات لبنانية من سياسيين وصحافيين وإعلاميين وعسكريين ومواطنين..؟؟ وهل صحيح أن الشهيد رفيق الحريري وحده ضحية الإرهاب حتى يطالب حزب الله وأتباعه بوقف المحكمة الدولية والتحقيق... أم أن هناك قافلة تضم الكثير والكثير بمن فيهم الكثير من المدنيين..؟؟؟ ولماذا يصر المجتمع الدولي والمواطن اللبناني والعربي على معرفة القتلة وسؤالهم لماذا ارتكبوا الجرائم ولمصلحة من ولخدمة أي مشروع..؟؟ منذ عقود ونحن نعاني من الاغتيالات السياسية والجرائم الدموية في لبنان واليوم في العراق واليمن والصومال وأفغانستان والباكستان وسواه من الدول العربية والإسلامية وغداً لا ندري في أي بلد قد ينطلق قطار الإجرام ومسلسل القتل غير المبرر وغير المشروع...!! أليس من حقنا كمواطنين أن نعرف وان نسأل وان نصل إلى جواب ونعاقب المجرم ومن يقف وراءه ومن يمول نشاطه ويغذي روح الحقد فيه..؟؟ في خضم هذا الوضع اللبناني والعربي الصعب والخطير، لن ننس فلسطين وما تعانيه منذ قرن من الزمن، وما تزال الدماء تسيل على يد المحتل والانقسام الداخلي يتعمق وهو بمثابة اغتيال لشعب وأرض وقضية..؟؟ أليست صراعاتنا الداخلية هي اغتيال لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا ومنع انتقالنا من عصر التخلف والانهزام إلى عصر النهضة والتقدم والبناء والانتصار على مشاريع الحقد والضغينة..؟؟ وكيف نكون إل جانب فلسطين ونحن نتقاتل على السلطة في مساحات ضيقة وعلى أشباه دول..؟
نطرح هذه الأسئلة الآن لأننا نرى كل يوم على شاشات التلفزة العديد من السياسيين من قوى منع الاستقرار ومقاومة التقدم والبناء والسلم الأهلي والعيش المشترك .. ونقرأ كل يوم على صفحات الجرائد مقالات لمرتزقة الكلمة وتجار الحروب وممتهني الشتم والاتهام والسباب والتخوين، يطلقون الاتهامات ويهددون بكل شيء بالفتنة والاعتقال والترويع وحتى بالقتل في حال صدر القرار الظني خلاف ما يريدون أو ما يتمنون؟؟ وهم إلى اليوم لا يعرفوا كيف يريدون مضمون القرار الظني وفي أي اتجاه يجب أن يكون..؟؟؟ في حين اتهم نصرالله إسرائيل بالاغتيال وقدم بعض المعطيات، وأشار إلى إسرائيل وحدها دون سواها..؟؟ لا يزال يصر جميل السيد ومحطة تلفزيون الجديد إلى اليوم على اتهام أطراف أخرى..(مجموعة ال13وسواهم) وهؤلاء جميعاً يتمتعون برعاية واحدة وتوجهات واحد وينتمون لمشروع واحد... إذا المطلوب إلغاء المحكمة لا لأنها دولية ومسيسة وغير ذات مصداقية كما يدعون ويقولون بل لأنها تملك القدرة والإمكانية على كشف الجرائم التي لا يستطيع القضاء اللبناني كشفها وكذلك الأجهزة الأمنية اللبنانية غير القادرة على حماية أجنبيين يحظون بالحصانة الدولية أمام مجموعة من منتحلي الصفة النسائية..؟؟ فكيف يمكنها كشف جرائم اغتيال بهذه الخطورة وهذا الكم الخطير... وكيف يمكننا أن نامن نحن اللبنانيين بعد اليوم على أنفسنا وأرواحنا ومستقبلنا وأملاكنا إذا ما تحركت هؤلاء (النسوة) إن كن نسوة، مجدداً تحت عنوان معين وبهدف معين. وهذا ما أشار إليه الصحافي المرتبط بمشروع الممانعة والمقاومة (فداء عيتاني) في مقالته الأخيرة في جريدة الأخبار والتي كان عنوانها ........(محاكاة أمنية للساعة الصفر وزيارة سرية)..فكتب (وقبل أن ينطق نصر الله بكلمته المختصرة، كان فريق رئيسي في إحدى تشكيلات المعارضة المتخصصة ينفذ محاكاة إلكترونية وميدانية للساعة الصفر المفترضة، في إطار أمني وسياسي. وبُنيت عملية المحاكاة اللبنانية على سيناريو صدور قرار اتهامي عن المحكمة الدولية يتهم حزب الله، وبمواكبة صدور هذا البيان (أو حتى قبل صدوره بساعات بحسب البعض) يُنفَّذ انتشار أمني وسياسي كثيف، وأبيض من دون إطلاق النار، ومن دون إراقة دماء، ولا يستهدف المواطنين، أو المناطق السكنية. وما نُفِّذ على الأرض خلال أقل من ساعتين، كان انتشاراً أمنياً واسعاً وسريعاً. إطباق أمني وعسكري (غير معلن) على مناطق واسعة ومترامية في البلاد، وجملة أهداف فيها، من مراكز ومواقع وشخصيات سياسية وأمنية وعسكرية، والعثور (في الوقت نفسه بمدى لا يتجاوز ساعتين) على شخصيات مطلوبة على أساس مذكرات التوقيف أو على أساس دورها في محاولة إثارة النعرات المذهبية، وتحديد مراكز ومخابئ هذه الشخصيات وتوقيفها، ومنعها من التحريض أو التحرك، والإمساك بمدن رئيسية في لبنان..) هذه المعلومات التي نشرتها جريدة الأخبار المعروفة بارتباطها بالنظام السوري وبحزب الله، حماية ورعاية ودعماً، يفترض أن معلوماتها صحيحة ومصدرها موثوق.. وهذا الكلام برسم القوى الأمنية كافة وأولها وعلى رأسها قيادة الجيش، التي أصدر قائدها قبل فترة وجيزة بان الجيش لن يسمح بأي لعب بالوضع الأمني مهما كانت التضحيات.. وهذا الكلام هو برسم المجتمع الدولي والعربي والمحلي وبرسم حزب الله الذي يتحدث المقال عن مشروعه الأمني وعن خطته الأمنية للاحتلال لبنان والإمساك به كرهاً بعد أن فشل ترهيباً وتهديداً...لذا فحزب الله معني بأن ينفي هذا الكلام ويستنكره بشدة، ونتمنى على قيادة الجيش أن تستدعي كاتب المقال لاستجوابه والتحقيق معه حول هذه المعلومات ومصدرها ومدى جديتها... ما يدركه ويعلمه حزب الله وحلفاؤه، هو أن بإمكانهم احتلال لبنان كل لبنان بسهولة ويسر لأن لا فريق مسلح حتى الأسنان سوى فريقهم ولا فريق يملك الآلاف من عناصر الميليشيا إلا هم، ولا فريق يملك أجهزة عسكرية وأمنية ومجموعات مسلحة في مختلف المناطق اللبنانية، وخطط جاهزة ومسؤولي مناطق عسكريين سواهم، وهم على قناعة كما نحن المواطنين العاديين في لبنان، أن باستطاعتهم تحقيق انتصار وهمي على شعب أعزل، لحظة تتخلى القوى الأمنية عن ممارسة دورها الوطني وتصبح في خدمة مشروع فئوي.. ولكن ما لا يدركه حزب لله وفريقه هو أن ليس بإمكانهم حكم الكيان اللبناني على الإطلاق ولن يتمكنوا وسوف يرتكبون ما ارتكبوه في السابع من أيار/مايو من عام 2008، ذلك اليوم المشؤوم، وان ليس باستطاعتهم إخضاع لبنان لحكم الديكتاتورية المنسوخة من دول الجوار، منع الحرية والكلمة الحرة في لبنان، ومنع المواطن اللبناني من الدفاع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة، فالظلم واحد سواء كان من صديق أو عدو.. والتعامل مع الظلم له توجه واحد وطريق واحد وسلوك واحد ... المواجهة.. وهل يستطيع حزب الله تحمل حرب أهلية...لقد كان لحركة أمل تجربة في حصار المخيمات الفلسطينية لسنوات وفشلت في إخضاعها وكان لوليد جنبلاط ونبيه بري تجربة في مدينة بيروت بين عامي 1984 – 1988، وفشلت أيضاً.. فهل يريد حزب الله تكرار التجربة في خضم هذا التغيير الإقليمي والدولي..؟؟
لذا أمام هذه التعقيدات والصعوبات التي يواجهها حزب الله نرى من المؤسف أن يقوم حزب الله بربط الطائفة الشيعية، كل الطائفة دون استثناء بمشروعه وسياساته ومواقفه وتوجهاته رغم أن الانتخابات الأخيرة أثبتت أن حزب الله ومعه حركة أمل بالكاد يمثلون 40% من الصوت الشيعي ولا يملكون في سائر الساحات الأخرى شيء على الإطلاق وما نراه من أسماء وجمعيات وتجمعات ما هي إلا صناعة مؤقتة تنتهي بانتهاء التمويل وهي لا تقدم ولا تؤخر في الساحة اللبنانية على الإطلاق...من هنا نرى أن حزب الله يتخذ من الساحة الشيعية متراساً ويجعل من الطائفة الشيعية وقوداً لسياساته وتوجهاته وطموحاته..وإلا فلماذا يهدد حزب الله بالفتنة في حال صدر القرار الظني متهماً أفرادا في حزب الله وحتى لو كان حزب الله بكامله متورطاً في الجرائم السياسية التي ارتكبت فما ذنب الطائفة الشيعية لتتهم بأسرها أو لتقاد برمتها نحو صراع داخلي مدمر وخطير ستبقى أثاره وتداعياته لأجيال وأجيال، وما نراه في العراق اليوم من جراء هذه السياسات خطير جداً ولا أظن أن أحدا منا يرغب في رؤيته أو تكراره على الساحة اللبنانية.. فحزب الله بمواقفه وتصريحاته وتسريباته هذه يضع الطائفة الشيعية في مواجهة الجميع بمن فيهم المجتمع الدولي، وهذا غير مبرر على الإطلاق..لأن الأحزاب تكون عادة في خدمة الشعب وجمهورها وفي لبنان بعضها في خدمة طائفتها فقط.. أما حزب الله فهو لا يخدم طائفته بقدر ما يجعل من طائفته برمتها في مواجهة سائر اللبنانيين والمجتمع الدولي وبالتالي في خدمة مشروعه وليس العكس..
حسان القطب