السفير -الحريري لنجاد: لم نبحث محوراً يضمّنا وسوريا وفلسطين والعراق وتركيا وإيران!
السبت 16-10-2010
أكد في اجتماع «المستقبل» أنه ونصر الله ضمانة لمنع فتنة
الحريري لنجاد: لم نبحث محوراً يضمّنا وسوريا وفلسطين والعراق وتركيا وإيران!
كلير شكر
زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إلى بيروت، والتــي أثارت «صيحات الاحتضان» كما «صرخات الاعتراض»، كانت الطبق الرئيس على مائدة رئيس «كتلة المستقبل» سعد الحريري مع أعضائها. تفاصيل الزيارة، شكلاً ومضموناً، كانت موضع مراجعة على «الطاولة الزرقاء» خلال الاجتماع الذي ترأسه «دولة الرئيس»، الذي انتهى إلى خلاصة محدّدة: الوضع اللبناني ستاتيكو، والرجل الآتي من «بلاد الفرس» لم يقدّم طرحاً مفصّلاً لتبديل أو لزحزحة مواقع حجارة الشطرنج.
في العمق، حقيقة لا جدل حولها، أصر رئيس الحكومة على إطلاع أعضاء كتلته عليها، وهي أن الرئيس الإيراني لم يحمل أي مبادرة جدّية للأزمة اللبنانية، ولم يتنــاول في مــحادثاته المحكمة الدولية، على خلاف ما جاء في بعض وســائل الإعلام. كلام الضيف الإيراني مع المضيف اللبناني في الشأن الســياسي، كان عمومياً، اكتفى بالعناوين العــريضة: الدعوة للحوار، التهدئة، تمتين الصفّ الداخلي، الحفاظ على الاستقرار وغيرها من الــثوابت الوطــنية، التي لا تحمل في ثناياها أي مسعى توفيقي جدّي.
وعمم المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة كلاما منسوبا الى مصادر كتلة «المستقبل» النيابية جاء فيه أن الرئيس الحريري «اكد للرئيس الإيراني الالتزام بالبيان الحكومي بمندرجاته الداخلية والعربية والدولية، موضحا ان ثقافة مواجهة إسرائيل متجذرة في عقول اللبنانيين منذ زمن طويل وانهم أكثر من تكبد الأثمان والتضحيات في هذه المواجهة لنصرة قضية العرب المركزية، قضية فلســطين، منذ اغتصاب إسرائيل لأراضيها. وبهذا المعنى فإن لبنان يناصب إسرائــيل العــداء قبل الدولــة الإيرانية نفسها، لكن هذه المواجهة تتطلب قدرات ومقومات اقتصادية وتنموية لا بد من تأمينها لضمان الصمود والقدرة على الاستمرار في المواجهة».
وأضافت المصادر نفسها «ان الحريري اكد لنجاد ان لبنان هو في جميع الأحوال جزء من الاجماع العربي ويلتزم مقررات القمم العربية في هذا الصدد وآخرها مبادرة بيروت التي أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. كما شدد في حواره مع الرئيس الإيراني على أهمية استقرار العلاقات العربية ـ الإيرانية التي لا يستفيد من استمرار توترها سوى إسرائيل تماما كما ان إسرائيل هي المستفيد الوحيد من أي فتنة في لبنان».
ونقلت مصادر الكتلة عن الحريري انه قال لنجاد «انه لن يألو جهدا لتغليب الهدوء ولغة الحوار لحل المشاكل الداخلية والوقوف في وجه الانزلاق الى الفتنة بالعمل مع جميع القوى السياسية في لبنان وفي مقدمها الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله».
وفي هذا المجال، وحسب المصادر نفسها، لفت الحريري انتباه الرئيس الإيراني «الى ان التركيبة اللبنانية هي الســلاح الحقيقي والأفعل في وجه إسرائيل بتــنوعها وصيغتها القائمة على العيش المشــترك والحريات الفردية والعامة، مذكرا ان هذه القيم هي التي تسعى إسرائيل الى القضاء عليها، وبالتالي فهي قيم تتقدم على السلاح في المواجهة الحقيقية والتأثير على صورة إسرائيل في العالم».
وأكدت مصادر الكتلة ان الحريري تناول مع نجاد ما طرحه في خطابه في ملعب الراية بشأن محور يشمل لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وتركيا وإيران، ونقلت عنه قوله للرئيس الإيراني ان أحدا لم يبحث مع الدولة اللبنانية مثل هذا الطرح السياسي الذي يحتاج بحسب الصيغة اللبنانية الى خطوات داخلية اضافة الى خطوات التشاور الطبيعية مع الأشقاء العرب، مذكرا بأن لبنان واضح في تحديد خياراته في وجه العدو الإسرائيلي ويلتزمها كاملة.
إلى ذلك، ركّز نجاد في حديثه مع الحريري حول الاتفاقيات الثنائية، وأهميتها، لا سيما في ما يتعلّق بالكهرباء.
في شكليات الزيارة، نقل رئيس الحكومة ان كثيرا من الودّ عــبّر عنه الرئيس الإيراني الذي دعاه لزيارة طهــران، ووعد الــحريري بتلبيتها. إلى ذلك، توقف المجتمعون عند «الازدواجية» في خطاب «الرئيس النووي»، بين التهدئة التي اعتمــدت في الخطاب الرسمي في القصر الجمــهوري، وبين التــصعيد الذي اتسم به خطاب الضاحية الجنوبية في ملعب الراية.
وباستثناء زيارة الثماني والأربعين ساعة، فإن رئيس الحكومة أعاد تكرار الثوابت السياسية أمام فريقه النيابي، من التمسك بالمحكمة الدولية وغيرها من القضايا المتصلة، لا سيما تقرير وزير العدل ابراهيم نجار في مسألة شهود الزور، حيث يؤكد النواب «المستقبليون« تمسّكهم بالتقرير، وان اللجوء إلى المجلس العدلي مناف للأصول القانونية.
وفي سياق متصل، حرص الرئيس الحريري أمام النواب، على التشديد على الاستقرار الداخلي، وطلب من المجتمعين تعميم أجواء التهدئة في الشارع، حيث كانت للحلقة التلفزيونية من برنامج «كلام الناس» حصتها من النقاش بين النواب «الزرق»، كونها برأيهم تساهم في تأجيج التوتر بين الناس، وهو أمر غير مستحب، حيث عبّر رئيس الحكومة عن رفضه للخطاب التوتيري.
وفي هذا الشأن، نقل أحد النواب عن رئيس الحكومة اطمئنانه للمرحلة المقبلة، لجهة استبعاد حصــول أي هــزة أمنــية في الداخل البناني. في حين أن نائبــاً آخر نقـل عنه تأكيده الحاسم لرفض أي شكل من أشكال الفتنة المذهبية، حيث قال رئيس الحكومة: «السيّد نصر الله وأنا الضمانة بعدم وقوع الفتنة».