تقرير عام ألقاه رئيس المركز الثقافي في الاجتماع الدوري للهيئة العامة بتاريخ 18 تشرين الثاني 1984 .
تقرير عام
ألقاه رئيس المركز الثقافي في الاجتماع الدوري
للهيئة العامة بتاريخ 18 تشرين الثاني 1984 .
أيها الزملاء
أرحب بكم أحسن ترحيب ، باسمي وباسم زملائي أعضاء الهيئة الإدارية . وإننا نأمل أن تزداد لقاءاتنا في المستقبل القريب ، حتى نعمل جميعاً على دفع مركزنا الثقافي إلى الأمام وتطويره كي يصبح ملتقى ومنطلقاً لكل عمل ثقافي تربوي اجتماعي في صيدا .
لقد مضى على تأسيس المركز الثقافي ما يقرب من سبع سنوات عملنا خلالها على تحقيق كثير من اإنجازات رغم الأوضاع المضطربة والمصاعب الكثيرة ، ونمر الآن بانعطاف في حياة المركز الثقافي ، بل وأقول نمرّ بنقطة انطلاق نأمل أن تكون جديدة ، نتابع فيها خطّنا الثقافي والتربوي والاجتماعي بأسلوب جديد ، يعتمد على خبرة وتجربة غنية ومفيدة لمجتمعنا .
ولكي أكون مختصراً ، فلا بدّ من الإشارة في عرضي السريع لأعمال المركز الثقافي ، إلى جانبين أساسيين : الجانب الأول يدخل تحت الإنجازات والجانب الثاني ، تحت التطلعات المستقبلية .
الإنجازات :
أولاً : مجموع ما قدمه المركز الثقافي من قروض حتى العام الدراسي 1981 / 1982 ، تسعة عشر قرضاً (19) موزعين على طلاب وطالبات صيدا وبعض الجنوبيين ـ ثلاثة قروض ـ ، وقرض واحد لطالب من إقليم الخروب . وبلغ مجموع ما صرف من قروض حتى الآن ، حوالي أربعماية وخمسين (450) ألف ليرة لبنانية . غير أنه نظراً للصعوبات المالية الكبيرة ، فقد اتخذت الهيئة الإدارية قراراً ، بعد الاتفاق مع المؤسسة الإسلامية ، بتحويل بعض طلابنا إليها ، والإبقاء على طلابنا الذين يدرسون في البلاد الاشتراكية ، على أن تتم تغطية مصاريفهم الدراسية عن طريق قرض مالي سنوي تقدمه لنا المؤسسة الإسلامية .
ثانياً : نشر دراستين في التعليم وعلم الاجتماع السياسي ، تتعلقان بالمجتمع الصيداوي . وكذلك نظم المركز الثقافي سلسلة من المحاضرات والندوات واللقاءات الثقافية والفنية والموسيقية ، استمرت حتى قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان . وهناك دراسة توثيقية تحت الطبع ( أحداث صيدا 1975 )، وأخرى قيد التحضير والإعداد ، تتعلق بيوميات الغزو الإسرائيلي لمدينة صيدا ، وهما أول نتاج لقسم التوثيق التابع لمركزنا الثقافي .
ثالثاً : الإنجاز الأهم الذي قام به المركز الثقافي ، انطلاقاً من العام 1980 ، هو إرساء الأسس التقنية والكادرات البشرية لقيام مركز للتوثيق والمعلومات متخصص بصيدا والجنوب ، ومن ثم في الأزمة اللبنانية ومواضيع تربوية وثقافية أخرى متفرقة . وكانت التكلفة زهيدة جداً بالنظر لضخامة المشروع وأهميته وصعوبته ، إذ تراوحت في الابتداء بين خمسين (50) ألف ليرة لبنانية والآن خمسة وسبعين (75) الفاً سنوياً .
رابعاً : الاعتماد الكلي في التغطية المالية لمصاريف المركز الثقافي وقروض الطلاب وتكاليف قسم التوثيق ، على الهبات والتبرعات السنوية التي يقدمها الصيداويون ، وهم كُثر وإليهم شكرنا ، وكذلك المؤسسة الإسلامية أسوة بما تقدمه لجميع الجمعيات والأندية في صيدا .
التطلعات المستقبلية
هذا من ناحية الإنجازات المتواضعة التي سعى المركز الثقافي إلى تحقيقها ، رغم الصعوبات الكثيرة والمتنوعة ، أما التطلعات المستقبلية أو الطموحات فهي كذلك كبيرة وتتعلق بأهم النقاط التالية:
أولاً : الاهتمام الكلي بتطوير مركز التوثيق والمعلومات التابع للمركز الثقافي ، وذلك من ناحية المكان والتقنيات والخبرات الفنية والكادرات البشرية المتخصصة .
ثانياً : العمل على تحقيق الدراسات والبحوث الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية ونشرها على نطاق واسع ، انطلاقاً من المجتمع الصيداوي وكذلك الجنوبي إن أمكن .
ثالثاً : تنشيط الجو الثقافي وتحريكه في النطاق التربوي والاجتماعي العام ، وذلك عن طريق تنظيم الندوات والمحاضرات واللقاءات المتنوعة ، حسب ما تسمح به الظروف والأوضاع ، والسعي لوضع مخطط تربوي توجيهي من ناحية التخصص والعمل المهني وتعميمه بين الطلاب والطالبات بالطرق المناسبة . والعمل في الوقت نفسه على تحريك وتنسيق نشاطات الجمعيات الثقافية والاجتماعية في صيدا والجنوب .
رابعاً : ترجمة هذه الخطة المستقبلية عملياً يتطلب العمل على تحقيق أمرين متلازمين :
1 ـ تأمين المصادر المالية الدائمة والثابتة والمستقرة للمركز الثقافي ورسم سياسة مالية متطورة ونامية ...
2 ـ تأمين في السرعة القصوى مقر دائم يتلاءم مع نشاطات المركز الثقافي العامة ومكان مناسب لقسم التوثيق والمعلومات .