مشاريع صيدا العمرانية -الخاتمة أو الخلاصة- د. دندشلي
الخاتمة أو الخلاصة
كلمة د. مصطفى دندشلي
أيها الحفل الكريم
أيها الأصدقاء الأعزاء
في هذه المناسبة وبكلمة مختصرة، أودّ بداية أن أتوجَّه بتحيةِ صدقٍ ووفاءٍ إلى روح مَن كان محورَ حياتِه العمليةِ والعامةِ، قضايا مدينة صيدا ومشاريعها، أعني به المغفور له النقيب معالي المهندس بهاء الدين البساط الذي كان متابعاً دوماً شؤون مدينته وحاملاً مشاريعَها العمرانية وأمورَها الاجتماعية في ثنايا ضميرِه ووجدانِه.
فإليـه أهيدنـا هذا الملفّ الضخم في أجزائِـه الثلاثـة حول: "مشاريع صيدا العمرانيـة"، وذلك عرفانـاً مناً واستكمـالاً لجهـودِهِ الرائـدة: ذكـرى وفـاءٍ وتقديرٍ لا يُنسـى…
كما أنَّه، في هذا المجال أيضاً، لا بدّ من تقديم خالص الشكر والتقدير لكلِّ مَن ساهم في إنجاز هذا الكتاب وإخراجه إلى حيِّز التنفيذ في جزئه الأول. وإننا نأمل أن يتبعَه قريباً صدورُ الجزء الثاني والجزء الثالث، وذلك بمساعدة صديقنا الدكتور عبد الرحمن البزري ومجلس بلدية صيدا…..
أعود وأكرِّر لأقول: كلّ الشكر لمَن ساهم في إنجاز هذا الكتاب، وأخصّ بالذكر على وجه الخصوص:
ـ الذين أسهموا في دعمهم المالي والمعنوي (أنظر الأسماء، ص 9 من هذا الكتاب)..
ـ المحاضرين والمعقِّبين والمشاركين في الحضورِ وفي المناقشاتِ العامةِ
ـ الصحافيين في صيدا عَبر مقالاتهم وأخبارِهم وتحقيقاتهم عمَّا كان يجري من أحداث…
ـ وكلِّ الذين قدَّموا لنا المعلومات والوثائق المتوافرة لديهم والتي أغنت موضوع كتابنا.
(أنظر الأسماء ص 17 من هذا الكتاب). فإليهم جميعاً نكرِّر جزيل شكرنا وتقديرنا…
لهذا أستطيعُ أن أقولَ إنَّ هذا الملفّ العمرانيّ الكبير، لم يكن في المضمون عملاً فردياً، وإنما في الحقيقة هو عملٌ جَماعيّ، شاركت فيه وتضافرت جهودٌ كثيرةٌ واختصاصاتٌ متنوِّعةٌ ومساهماتٌ شتَّى، وقد كان دورنا هو دور الجامعِ، والمعدِّ، والمنسِّقِ، والمحلِّل في آن معاً، أو كما نقول في اللغة الفرنسية le catalyseur…..
وهنا ينبغي أن أشير إلى نقطة مركزية أو محورية وهي مسألةُ المنهج أو المناهج المعتمدة في هذا الكتاب في أجزائه الثلاثة:
* المنهج التاريخيّ الاجتماعيّ. (ومفهوم التاريخ في نظري، هنا، مستخدم بالمعنى الحديث لاصطلاح التاريخ، أي التاريخ الشموليّ، الثقافيّ ـ الحضاريّ، للمجتمع…).
* المنهج الأنتروبولوجيّ، بمعنى المنهج البشريّ ـ الإنسانيّ (أي أن تعايش ما تقومُ ببحثه وتعيشه وتراقبَه وتلاحظَه عن قرب)
* المنهج التاريخيّ الشفويّ. (من هنا إعطاء أهمية كبرى إلى المناقشات العامة في هذا الكتاب، وهي مناقشات تلقائية، العودة إليها كما جرت بعفويتها والمحافظة على جوِّها العام وعلى لغتها المحلية).
* أخيراً المنهج المكتبيّ أو الوثائقي أو التوثيقيّ…
ومحور هذه المناهج المتداخلة بعضها مع بعض والمتفاعلـة فيما بينهـا
هو الاعتماد على ما نسميَه:
المنهج الجدليّ الصاعد والمنهج الجدليّ النازل، أي:
المنهج الجدليّ:
الصاعد: من الجزء إلى الكل
من الخاص إلى العام
من الحدث المحدَّد إلى الشموليَّة والكليَّة
ثم المنهج الجدليّ
النـازل: من الكل إلى الجزء
من العام إلى الخاص
من الشموليَّة إلى الحدث التفصيليّ
وتوضيح ذلك كلِّه هو الانطلاق من مشاريع محدَّدة:
مشروع الواجهة البحرية، ثم مشروع الأوتوستراد الجنوبيّ أو الأوتوستراد البحريّ، ثم مشروع مرفأ صيدا التجاريّ المقترح،
وبحث ما مدى تأثير هذه المشاريع مجتمعة، أو كلُّ واحد منها على حدة، إيجاباً أو سلبـاً:
* في تراث المدينة القديمة، المعماريّ والأثريّ،
* في الواجهة البحرية التاريخية،
* في الحركـة الاقتصادية والواقع الاجتماعيّ، والديموغرافيّ ـ السكانيّ
للمدينة ومحيطها،
* في الوسط البيئيّ والجغرافيا البشرية والطبيعية.
* ومن ثمَّ ما مدى تفاعل هذه الجوانب وتأثُّرها وتأثيرها فيما بينها….
وبعد ذلك، فقد اتبعنا كلًّ ندوة بملاحق توضيحية ووثائق رسمية ودراسات علمية وتحقيقات صحفية، وذلك إغناءً لهذه النَّدوات بمعلومات كثيرة ومتنوِّعة ومئات من الصور عن مدينة صيدا…تُلقي جميعُها، أضواءً كاشفة، توضيحية وشمولية على مختلف جوانب موضوعنا.
فآمل أن يكون هذا الكتاب فـي أجزائه الثلاثـة مفيـداً لكلِّ باحـثٍ ودارسٍ ومهتمٍّ في قضايا مدينة صيدا وشؤونِها العمرانية والعوامل المؤثِّرة في تطورها الاجتماعيّ.