المركــز الثّقافــي يُقـدّمُ الحفلَ التكريميَّ العامَ
المركــز الثّقافــي
للبحوث والتوثيق
صيـدا
يُقـدّمُ
الحفلَ التكريميَّ العامَ
تحيّةَ إجلالٍ، وإكبارٍ، وتقديرٍ
لهذه الكوكبةِ الجليلةِ، أهلِ العطاءاتِ الجُلّى، المديدةِ والمميّزةِ، في مجالِ التربيةِ والتعليمِ، في وقتٍ عَزّت فيه الكفاءاتُ العلميةُ الحديثةُ، تحيةً للأساتذةِ الكرامِ:
أحمد أبو علفا، إنصاف باشو، حسيب البزري، زاهية شهاب البزري، شعبان بركات، صلاح طه البابا، سامية الزيـن، خير الدين سنجـر، زهيّة حجازي الشريف، عفيـف الشريـف، معين الشريـف، حسيب عبد النبـي، سعد الديـن عوكـل، عبد الحليم الكلش، رباب القـوّاص، نصر الدين القـوّاص، أحمد المجذوب، نازك المجذوب، كوثر منياتو.
الزمان: الساعة السادسة من مساء يوم الأحد الواقع فيه 25 تشرين الأول 1998
المكان: قاعة محاضرات المركز الثقافي للبحوث والتوثيق ـ صيدا، مقابل مصرف لبنان، بناية دندشلي، ط 3
اللجنة الثقافية
رسالـة
الدكتور نزيه البزري
الأخ الدكتور مصطفى دندشلي المحترم
السلام عليكم وإني أشارككم فـي هذا اللقـاء المعبِّر بكلِّ تقدير للمعلم وخاصة لرفاقنـا المعلمين الذين تقاعـدوا بحكم القانون، داعياً لهم بالصحة، ومؤكداً احترامي ومحبتي لكل فردٍ منهم ومعتـذراً لعدم استطاعتي الحضور في هذا اليـوم بسبب وفـاة أحد أنسبائي…
كل التمنيات لنجاح المركز الثقافي للبحوث والتوثيق مؤكداً أن دورَ المثقفين لا بدّ آتٍ.
والسلام عليكم.
كلمـة
السيد محمد علي الشماع
أيها الحفل الكريم
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أشارك في هذا الحفل الكريم لتكريم كَوْكبةٍ من العاملين في الشأن العام، في مجال تربية الأجيال.
وفي السنة الماضية أقام المركز الثقافي حفلة تكريم لي في هذا المركز، أستعيد الآن معكم حلاوة التكريم وأشعر بعبىء المسؤولية تُلقى على عاتق المكرمين، حفظاً لهم للمثابرة على العطاء.
هنيئاً لكم أيها المكرمون، لقد أصبحتم رموزاً يُقتدى بها وتذكركم الأجيال بما زرعتم فيها من طموحات وآمال ستغير وجه الوطن وترتقي به إلى مكانة تليق به تحت الشمس.
ولا يسعني في هذه المناسبة إلاّ أن أنوّه برئيس المركز الثقافي للبحوث والتوثيق الدكتور مصطفى دندشلي بما له من تاريخ حافل بالعطاءات والتضحية.
على أنني حين غيّر المركز مساره من التعليم إلى التوثيق، كنت في عداد المعارضين آنذاك. أما اليوم فقد أحسست بأن المركز باهتمامه بالتوثيق والبحوث والمعلومات، أصبح يقوم برسالة ضرورية لها من الأهمية ما يوازي الاهتمام بالتعليم.
بعد أن قيّد الله بهذا الشأن رجلاً يهتم في مجال التعليم دولة الرئيس السيد رفيق الحريري سدّد الله خطاه دعماً لهذا الوطن.
عشتم وعاش لبنان
كلمـة
الأستاذ معين الشريف
باسم الأساتذة المكرّمين
السادة رئيس المركز الثقافي للبحوث والتوثيق، الأعضاء، اللَّجنة الثقافية، السيدات والسادة، الزملاء الأعزاء…
قَبل تقبُّل التَّهاني بتكريم المعلمين المتقاعدين، أودّ بكلمة مختصرة، تعريفَ هذا التكريم المشكور، وَلِمَ التكريم؟..
جاء هذا التكريمُ نتيجةَ شعورٍ بالدّور الذي يلعبه المعلمُ في بناء الأجيال، فكان تقديراً لهذا الإنسان، الذي يحمل رسالة سامية، بكل ما في تأديتها من تضحية وإخلاصٍ وتفانٍ.
وعلى مرّ العصور، كان المعلمُ ولا يزال، نبْراساً يُستضاء به، لأنه قائدُ الشُّعوب، ومحرّكُ الأمم، ومنقذُ النفوسِ من الجهل، ومثيرُ الأفكار، ومنشيُّ الحضارة على مرّ الأجيال والآجال. فهنيئاً له، يلعبُ هذا الدَّور الخطير، وهنيئاً له هذا التكريم…
إن نهضة لبنان، تبدأ بتعزيزِ التربية، وإكرامِ المعلم. إن الفكرةَ التي يمكن أن نكوِّنَها عن دورِ المربي، مرتبطةٌ ارتباطاً وثيقاً، بالفكرة التي نكوّنها عن التربية… ومع ذلك، فإن تصوّرَ منهاجِ عملٍ تربويّ ذي غاية محدّدة، وطرائقَ حيّة، لا يكفي لإيجاد مربين صالحين. ولا بُدّ لذلك من مجموعة عواملَ وقابلياتٍ تُكوِّن الموهِبةَ التربوية. ومن الواجب أن نعترفَ أن الذين يختارون وظائفَ تعليمية، يُصدَمون في الميدان العمليّ بصعوبات ماديّة ونفسيّة واجتماعيّة معاً.
أ ـ الصعوبات النفسيّة، لا يمكن أن يتخاطاها المعلّمُ إلا عندما يمتلك القدرةَ في مرحلة الاختبار والتدريب في حفل التربية والتعليم.
ب ـ الصعوبات الاجتماعية، على المربي الناجح أن يمتلكَ الموهبةَ التربوية منذ البَدء، أي أن يشعرَ أن هذه المِهنة تناديه، وأنه اختير لها، وأنه أهلٌ للقيام بها، وعليه أن يتحلّى بالحب.. وهو أن يجدَ اللَّذة والحُبور لوجوده بين طلابه، لفهمهم، والتحدّثِ بلغتهم، والنُّزولِ إلى مستوى إدراكهم، لأنه في هذه الحال، ليس معلماً لموادَّ علميةٍ فحسب، وإنما هو مربٍّ اجتماعيّ… وما أحوجُنا في هذا الوقت بالذات، إلى مثل هذا الحب.
وعلى المربي أن يُدركَ معنى الرسالةِ التي يحمل، ويعي المسؤوليةَ الكبرى التي يتحملُها تجاه طلاّبه ووطنه وأمته، وأن يكتسبَ العمقَ الفكريُّ الخلاّق، وأن يتحلّى بالمزايا الخُلُقيَّة من صِدْقٍ وتسامحٍ ومحبةٍ ورعايةٍ وإخلاصٍ لمهنته، وأن لا يُظهِرَ أيَّ تقصير في تقديم المعرفة لطلاّبه…
فالإنسان إذن هو المحورُ الأساس في العملية التربوية، والمربي أو المعلم هو الذي يقود هذه العمليَّة، ويتولّى توجيهَها نحو أهدافها الأساسية. فما هو واقعُ هذا الإنسان المربي؟ كيف ينظرُ إليه المجتمع؟ كيف تُعاملُه الدولة؟ كيف توجّهُه وتساعدُه للقيام بمهامّه وواجباته؟ ما هيّأت لتطويره ومساعدته نفسياً، ومادياً، واجتماعياً؟..
لن أعود إلى ماضيه، إلى ماضي المعلم، وكيف كان يُعامَلُ ويُنظرُ إليه، إن كان في المؤسَّسات الرسمية، أو في القطاع الخاص، إنما أحاول فقط أن أبيّنَ دورَه في العملية التربوية، وبِناءِ المجتمع، وصياغةِ الإنسان صياغةً جديدةً فاعلةً ومنتجة.
فمن أجل هذا الإنسان المربي والمعلّم، يكرّمُ المركَزُ الثقافي للبحوث والتوثيق، هذه الكوكبة الجليلة، كما وردت في بطاقة الدعوة، وصنَّفها من أهل العطاءآت الجُلَّى، المديدة والمميزة في مجال التربية والتعليم. وقد شبَّهْت هذا التكريمَ بتكريم الجندي المجهول، والذين يضعون إكليلاً من الزهر عند أسفل النُّصب التذكاري، فجاء المركزُ الثقافي، ووضع إكليلاً من الغار، على قمة رأس هذه الكوكبة، هذا الرأس الذي هو مصدرُ أعظم نبراس استضاء به فطاحلُ الأدمغة في العالم والذين حازوا جوائزَ نوبل للسّلام.
فباسم المعلمين المحتفى بهم، نشكر المركزَ الثقافي للبحوث والتوثيق رئيساً وأعضاءً، ونوجِّه إليهم تحية إجلالٍ وإكبار، لاحتفائهم بالمعلمين المتقاعدين، ونتمنى لهم التوفيق والنَّجاح في مسيرتهم، في ظلِّ أمنِ واستقرارِ وسيادة الوطن الحبيب لبنان.
عاش المعلم ـ عاش لبنان
كلمـة
الأستاذ صلاح طه البابا
أيها الأخوة والأخوات
تحيَّتي إليكم تحية من الأعماق، لأني في غاية الشَّوق إلى أن أجتمع بهذه الوجوه النَّيِّرة أو بهؤلاء المحاربين القدماء ـ مثلي أنا. قصة المعلم قصة مأساوية وقصة أدبيَّة لن يكون لها قرار وليست لها نهاية. المعلِّم يحتلَّ طبقة اجتماعية لا يرقى إليها أيُّ إنسان في عالمنا، عالمنا الذي نعيش فيه.
أيها الأخوة
إن ربَّ الكائنات هو المعلِّمُ الأكبر إذ يقول في كتابه الكريم: "عَلَّمَ الإنسان ما لم يعلم". ومَن يُعلِّم هو معلِّم. وكل مَن مرّ في تاريخ البشرية من عباقرة، كانت لهم مراكزٌ مرموقةٌ في أماكنهم، فكلهم معلِّمون: فأرسطو، سقراط، أفلاطون حمورابي، إلخ.. كلهم معلِّمون. السيِّد المسيح، كان تلاميذهُ ينادونه: أيها المعلِّم!!… وهو معلِّم. صلوات الله عليه، الرسول الكريم، كان أيضاً معلماً، فكان يتلقى علمه من خالقه ويبثُّه وينشره بين صحابته ومريديه.
ومن رابع المستحيلات أن يصل المعلِّم إلى الإنفاق الكامل لأن مركزه وصفته عالية جداً، وهم يدارونه بعبارات موقّتة، مسكِّنة، يقولون له، مثلاً: "كاد المعلِّم أن يكون رسولا". ويقولون له أيضاً: "المعلِّم شمعة تحترق لتنير…". هذه عبارات كلها تسكين أوجاع، كما يقولون. أما أن يُنصف المعلِّم إنصافاً كاملاً، هذا من رابع المستحيلات.
ولكن، هل بقيَ المعلم راكداً في مستوىً معيَّن، كما كان في العقد الأول أو العقد الثاني من القرن العشرين؟.. فقد رافقت الهيئات التعليمية منذ سبعين عاماً. كانت صيدا تضم ثلاث مدارس أهلية: مدرسة الكاثوليك، ومدرسة الرشدية ومدرسة الخيرية ـ ولم يكونوا يقولون بعدُ "المقاصد"، ولكن المدرسة الخيرية….
أنا أعرف أن المعلِّم ـ وهذه المدارس كانت جميعها مدارس ابتدائية ـ أن المعلِّم في المدرسة كان يتقاضى ثلاث ليرات ذهبية، وقيمتها لبنانياً 16 ليرة ونصف ليرة، وكانت الجمعية تتكرم وتضيف على الراتب نصف ليرة، فيصبح الراتب الشهري سبع عشرة ليرة. وكان راتب المعلم يومياً وقتذاك 55 قرشاً، بينما كان العامل يتقاضى في اليوم ليرتَيْن أو ليرة ونصف الليرة حسب الظروف. فأدنى أجر أو مرتب كان يتقاضاه في ذلك الوقت هو المعلم.
يضاف إلى ذلك: لا ضمان اجتماعي، وخصوصاً الضمان الصحي، ولا ترقيات قانونية بديهية، كما هو اتُّبع بعد ذلك: يعني كان يمضي المعلم مدة خدمته في المدرسة، ويسعى ليستعطي، "ليشحد". كانت وضعية المعلم مأساة حقيقية، هي كانت مأساة!! ولم يستدعِ المعلم أن يرفع رأسه وأن ينادي وأن يطلب إسعافات أولية، إلاّ يوم تمكَّن من تدوين نقابة المعلمين، وكان ذلك، فيما أذكر، عام 1953. حينئذ وصل المعلم إلى مرتبة، لا أقول إنه وصل إلى النهاية: ليس هناك نهاية. وإنما الأمل كبير ومع مرور الأيام، مع تقلُّب الأدوار، لا بدّ من أن يلحقه شىء من حقوقه، ولكن حقوقه الكاملة، فلن تصل إليه ولا في يوم من الأيام.
فبقي المعلِّم يتدرج إلى أن أصبح اليوم بحالة لا بأس بها، لا بأس بها: يعني، مضمون، له تعويض عائلي، صندوق توفير في المؤسسات الخاصة، هناك تقاعد، إلخ.. فإلى حدٍّ ما، فإننا نستطيع أن نقول إن المعلم الآن "ماشي حاله".
ونحن اليوم لسنا في مجال البحوث العلمية والبحوث التربوية، إنما نحن في مجال وداع لهذه النَّدوة التي نرجو لها استمرار التقدم، وأننا نشكر هذه المؤسَّسة الثقافية التي قامت بما كان يجب أن يقوم به غيرها من المسؤولين. فهي تستحق شكراً مضاعفاً لأنها كرَّمت وقامت بدور الآخرين.
أيها الأخوة
أهلاً بكم وشكري الجزيل للمركز الثقافـي للبحـوث والتوثيق وفي المقدمة الدكتور مصطفى دندشلي الذي يقوم بنشاط لا متناهٍ، مشكور جداً، لأنه دخل ميداناً كان غيره يتهيَّبه ويخاف ويتوارى، أما هو فأقدم وأقدم، وفقه الله ووفقكم جميعاً، والسلام عليكم.
كلمة التقديم
الدكتور مصطفى دندشلي
رئيس المركز الثقافي
أيها الحفل الكريم
أيها الأصدقاء الأعزاء، الأساتذة المحتفى بهم…
يسعدني في هذه المناسبة الكريمة أن أرحّب بكم جميعاً أطيب ترحيبٍ وأجمَله، وذلك نيابة عن مركزنا الثقافي وبالأصالة عن نفسي.
كما وأنني أشكر لكم، من صميم قلبي، حضورَكم وتلبيَتكم دعوتَنا هذه، وهي دعوةٌ في الحقيقة أردناها بادرةً متواضعةً، لاحتفال تكريميّ لنخبة من النُّخبِ التربوية والعلمية والثقافية في المدينة، وهي كَوْكَبة من الأساتذة الأجلاء الذين أعطَوْا، وبعضُهم ما زال يُعطي، أحسنَ ما عندهم من فكر ومعرفة وجهد وخُلُق كريم، في سبيل تنشئة أجيالٍ وأجيالٍ متعاقبة، في مراحل زمنيةٍ مختلفة، حتى أنهم قد أصبحوا وبحق جزءاً لا يتجزأ من المرحلة التاريخية، العلمية والتربوية السابقة واللاحقة سواء بسواء…
وهنا الكلمات، أيها السيدات والسادة، لا تفي، ولا يمكن أن تفيَ بالمعنى الذي أريد أن أقول، ولا تعبّر تعبيراً عميقاً عمّا لهذه الكوكبة الجليلة، لهؤلاء الأساتذة الكرام: أهلِ العطاءات الجلّى، الصامتة والمديدة والمميّزة، من فضلٍ جميلٍ وأيادٍ بيضاء في مجال التربية والتعليم، في وقت عزّت فيه الكفاءات العلمية الحديثة، فضلاً عن أن حقوق الأساتذة ـ الأساتـذة والمعلمين ـ قد أُجحفت وهُضمت ولم ينالوا ما يستحقون من وفاء وتقدير، مادياً أو معنوياً… فعلى الرغم من كل ذلك، فقد كانوا جميعاً روّاداً وأعلاماً في مجتمعنا. وبالتالي بُناة مداميك النهضة العلميةِ والتربويةِ والثقافيةِ في مدينة صيدا، أقلُّه طوال مرحلة الاستقلال وما بعدها…
ونحن، في هذا المجالِ، مجالِ التربية والتعليم والثقافية العامة، لو أردنا أن نعدّدَ تفانِيَهم وخدماتِهم المتنوعة، لكنا نحتاج، فعلاً وحقيقة، إلى صفحات وسجلات وكتب عديدة للدخول في التفصيلات ولذكر إنجازات كلّ واحد منهم على حدة في مجال اختصاصه وعمله المتواصل، في مجال، مثلاً، العلوم الحديثة: فيزياء، كيمياء، طبيعيات، واللغات العربية والأجنبية وآدابها، والرياضيات، والتنشئة الوطنية والاجتماعية، والسياسية والرياضية والكشفية، كما في مجال المناهج التربوية والإدارية التنظيمية الحديثة…
وإذا كنت لا أستطيع، في هذه العُجالة، طبعاً، أن أشيرَ إلى تلك الإنجازات الكبيرة أو أن أتوقف طويلاً أمام تلك العطاءات الجليلة، ولكلّ واحدٍ منهم على صعيد التربية والتعليم، لذلك فإنني أسمح لنفسي أن أتوجه إليهم جميعاً، وأوجه تحية إجلالٍ وإكبارٍ وتقدير، تحيةً صادرةً من القلب ومن الضميرِ ومن العقلِ في الآن الواحد معاً…
تحيةً للأساتذة واحداً واحداً، (مع حفظ الألقاب وبحسب الأحرف الهجائية): أحمد أبو علفا، إنصاف باشو، حسيب البزري، زاهية شهاب البزري، شعبان بركات، صلاح طه البابا، سامية الزين، خير الدين سنجر، زهيّة حجازي الشريف، عفيف الشريف، معين الشريف، حسيب عبد النبي، سعد الدين عوكل، عبد الحليم الكلش، رباب القواص، نصر الدين القواص، أحمد المجذوب، نازك المجذوب، كوثر منياتو…
وهنا لا بدّ من تقديم الاعتذار العميق، إذا كان قد حصل سهو أو خطأ لكثيرين، وهو قد حصل بالفعل، فإننا سوف نعمل لاحقاً على تلافيه، وبكل محبة وتقدير…
واسمحوا لي أخيراً وليس آخراً، أن أشير إشارة سريعة، إنما إشارة صادقة وحقيقية، وهي أنّ هذا المركز الثقافي الذي نحن نحتفل بتكريم هؤلاء الأساتذة الكرام في رحابه، إنما هو في المحصِّلة الأخيرة، مدينٌ لهم ـ أو لأكثريتهم، ولغيرهم أيضاً وأيضاً ـ ولو بجزءٍ يسير، وبنسبٍ مختلفة، مدينٌ لهم بمعنى من المعاني: بوجوده وتوجهاته ونشاطـه وفاعليته وتفاعله مع المجتمع، كل ذلك من أجل رفعة شأن الإنسان فيه…
بل أكثر من ذلك، أودّ هنا أن أؤكد لكم، ولربما يكون ذلك لأول مرة في حياتي وأعلن أمامكم أنّ شخصيتي أنا الذاتية، في خلاصة التحليل، شخصيتي الفكرية والعلمية والثقافية والوطنية والخلقية، هي في الأعماق نتيجةٌ من نتائج عطاءات هؤلاء الأساتذة الأصدقاء وجهدهم وتأثيرهم الخلاّق المتواصل في شخصي العلمية والثقافية…
وتوجُّهات المركز وتوجهاتي أنا شخصياً، إنما هو صدىً حقيقياً لتلك الأجواء العلمية والثقافية والوطنية والتربوية والاجتماعية التي عشتها في صباي وشبابي في كلية المقاصد في صيدا. لذلك أجد نفسي، بكل محبة وإخلاص، مدفوعاً إلى أن أتقدّم إليهم جميعاً بعميق الإكبار والتقدير. وكلّي أمل في أن يتقبلوا منا، نحن في المركز الثقافي للبحوث والتوثيق، بشخص رئيسه ولجنته الإدارية، هذه اللَّفتة المتواضعة، هذه البادرة الرمزية، تعبيراً عن تقديرنا الصادق العميق لشخص كلّ واحد منهم. وتعبيراً رمزياً كذلك عن وفائنا لهم. فقد أحببنا أن نقدّم إليهم، في هذه المناسبة الطيّبة، هذه الهدية المتواضعة، آملين أن يتقبلوها منّا كرمز محبة وتقدير ووفاء…