كلمة المناضل - عدد - ماذا يخطط سوبرمان القرن الحادي والعشرين ؟!
كلمة المناضل العدد 316 أيلول ـ ت 1 2002
ماذا يخطط سوبرمان القرن الحادي والعشرين ؟!
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
تتسارع الخطوات العدوانية الأميركية تجاه المنطقة العربية بدءاً بالعراق وتسير تلك الخطوات بتناسق تام مع ما ترتكبه العنصرية الصهيونية في فلسطين ضد الشعب العربي الفلسطيني ، وأرضه ، وتراثه ، الهدف المعلن لتلك السياسة هو " تخليص المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ، والقضاء على الإرهاب والأنظمة التي تسانده " . لكن الحقيقة غير ذلك تماماً ، لأنه لو كان ذلك صحيحاً ، فأول ما يجب القيام به هو تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتراكمة منذ عام 1948 حتى اليوم بخصوص الصراع العربي ـ الصهيوني والقضية الفلسطينية ، والعالم كله يعرف أن أياً من تلك القرارات لم يتم تطبيقه أو الالتزام به بسبب رفض " إسرائيل " ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية لذلك التعنت الصهيوني ، والتملص من تطبيق تلك القرارات ، ووصل الأمر أحياناً كثيرة أيام وجود " الاتحاد السوفييتي " وفعالية كتلة المنظومة الاشتراكية ، وعدم الانحياز ، والمؤتمر الإسلامي ، وغيرها ... بالولايات المتحدة لاستخدام حق النقض " الفيتو " ضد تلك القرارات في مجلس الأمن الدولي،وقد استخدمت ذلك مرات عدة لصالح الكيان الصهيوني ، وادعاؤها اليوم بتطبيق القرارات الدولية على العراق ، وغيره من الدول التي لا تساند سياستها إلا ذر الرماد في العيون ، وممارسة سياسية الكيل بمكيالين . ولو أمعنا النظر بما يمر به العالم اليوم عموماً ، والوطن العربي خصوصاً لوجدنا أن أحد الأسباب الأساسية لتلك الحالة هو عدم التزام " إسرائيل " بتطبيق القرارات الدولية ومساندة الولايات المتحدة التي لا حدود لها للكيان الصهيوني الاستيطاني في فلسطين .
إن توافق السياستين بل قل السياسة الواحدة الأميركية الإمبريالية والصهيونية حول الوطن العربي هو أحد الأسباب الرئيسة للأزمات الراهنة والتي ستؤثر نتائجها على العالم أجمع .
إن السعي الإمبريالي لتقسيم الوطن العربي وتجزئة أقطاره إلى دويلات أثنية ، وطائفية وعشائرية ، هو السياسة الثابتة " لدولة إسرائيل " والحركة الصهيونية العالمية.
وقد كشفت وثائقهم التي تم تبادلها بين قادة " إسرائيل " عند تأسيسها عن هذا الهدف كي يبقى الكيان الصهيوني هو " الدولة الطائفية الأكبر والأقوى في المنطقة ، والتي تمتلك جميع وسائل القهر والعدوان وأسلحة الدمار الشامل الذي يعرف العالم ومؤسساته الدولية أن " إسرائيل " ترفض التوقيع على الاتفاقات الدولية بشأن تلك الأسلحة المحرمة دولياً سواءً النووية منها أو غير ذلك .
إن ما تسعى الإمبريالية والصهيونية له في الوطن العربي هو إعادة الهيمنة ، والاحتلال، والتجزئة ، والتقسيم ، وإضعاف الوطن ومواطنيه ,واستغلال ثرواته خصوصاً النفطية
منها لصالح رفاهية الغرب الاستعماري, ومن ثم التحكم بمصير الدول الصناعية الغربية التي تعتمد على إمداد النفط العربي مثل اليابان وفرنسا وعدد غير قليل من الدول الأوربية .
0وإذا نجحت الولايات المتحدة في السيطرة على العراق أو تجزئته وإيجاد كيانات عميلة
فيه سوف يساعدها ذلك في المستقبل للتحكم بثروات الدول الآسيوية النفطية وإمدادات النفط الروسي, ومن ثم تصبح الولايات المتحدة ((سوبرمان)) العالم الفعلي لأجيال عديدة
قادمة ,وقد وقع الرئيس الأميركي قرار الكونغرس الذي أعطاه الصلاحية في استخدام القوة والعمل العسكري ضد العراق .
إننا اليوم مدعوون لرص الصفوف والوقوف بوجه تلك الهجمة الإمبريالية الصهيونية
التي تسعى لإعادة ترتيب الأوضاع في الوطن العربي كله,والمشرق منه إلى وجه الخصوص ، وذلك بتعاون تام بين الإمبريالية والصهيونية كي تتم تصفية القضية الفلسطينية ,وحل الصراع العربي ـ الصهيوني على حساب العرب والفلسطينيين ,
والذي خطت أمريكا خطوتها فيه عندما أقرت أن القدس هي عاصمة ((الدولة الصهيونية)) يوم أقر الكونغرس الأميركي ذلك , ووقع الرئيس بوش قبل أيام على ذلك القرار الذي نسف كل القرارات الدولية السابقة والتي أقرتها الإدارة الأمريكية نفسها حول القدس.