كلمة المناضل - عدد - الوفاء لذكرى القائد الخالد .. بتمثل أفكاره وقيمه وسلوكه
كلمة المناضل العدد 308 أيار ـ حزيران 2001
الوفاء لذكرى القائد الخالد .. بتمثل أفكاره وقيمه وسلوكه
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
بعد عام على رحيل الرفيق الأمين العام للحزب القائد الخالد حافظ الأسد يستذكر الرفاق البعثيون ما قدمه خلال مسيرته النضالية الحافلة بالتضحية والعطاء والإضافات الفكرية ، والإنجازات المادية الملموسة التي أسهمت في بناء الدولة الحديثة وذلك بعد تسلمه قيادة الجمهورية العربية السورية إثر قيام الحركة التصحيحية عام 1970 .
وسيتذكر البعثيون والعرب عموماً وجميع الوطنيين والتقدميين ما قدمه الرئيس الراحل لقضايا التحرر والسلام في العالم وأبرز إنجازاته على هذا الصعيد تصديه للعدوان الصهيوني الذي احتل فلسطين وأجزاء مهمة أخرى من الأرض العربية المحيطة بها . وفرض هيمنة وسطوة وتمييزاً عنصرياً وتهجيراً وإرهاباً لم تشهده المنطقة طيلة تاريخها وقام باعتداءات متكررة على الأقطار العربية وعلى المواطنين الآمنين والمدنيين العزل ، واجتاح لبنان ، واحتل جنوبه ، وواصل تذكره لجميع القرارات والمواثيق الدولية .
إن أهم مآثر الرئيس الراحل هي التصدي للعدوان الإسرائيلي في السادس من تشرين الأول عام 1973 بالاشتراك مع الشقيقة مصر وتحقيق الإنجاز العسكري الأهم في تاريخ العرب المعاصر لدحر العدوان وتحرير الأرض والإنسان واستعادة الحقوق المغتصبة .
إن تعداد الإنجازات التي تحققت في ظل قيادة الراحل العظيم مسألة يصعب اختصارها ببضع صفحات لكننا نشير بإنجاز شديد إلى أنها شملت بناء سورية الحديثة فأصبحت في ظل قيادته دولة يصعب تجاوز رأيها فيما يخص قضايا العرب المصيرية خصوصاً مسألة الصراع العربي الصهيوني .
وكانت مساندته للبنان في محنته قد أوصلت هذا القطر الشقيق إلى ما نراه عليه اليوم حراً موحداً متحرراً من الاحتلال الصهيوني ، وكان قدر الراحل أن يرى تحرير الجنوب اللبناني قبل وفاته بأيام دليلاً على ما قدمه للبنان ومقاومته الوطنية من إمكانات الصمود والدعم لإنجاز هدف التحرير .
إن واجب الرفاق البعثيين جميعاً استذكار أفكار الراحل وأهدافه وتمثلها والتمسك بالقضية التي حملها وناضل من أجلها ، حيث ترك بعد رحيله إرثاً قومياً ونضالياً وتقدمياً للحزب ، الذي آلت مهمة قيادته للرفيق الدكتور بشار حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية والذي أجمعت قواعد الحزب على إناطة المسؤولية به بعد رحيل القائد الخالد .
وخلال العام المنصرم من تسلمه المسؤولية ، أظهر من المواقف والقرارات والأفكار ما يجعل الحزب يثق وجماهيره تطمئن بأن سورية سوف تبقى كما كانت ، وأكثر من ذلك ، على مواقفها المبدئية تجاه القضايا القومية والدولية ، وما أعلنه الرئيس خلال العام الماضي من سياسات ومواقف يحتاج إلى أن نقف جميعاً خلف قيادته حزباً وشعباً ، وقوى تقدمية عربية وصديقة ، خصوصاً في ظرف تتصدى فيه سورية بقيادته لمواجهة الاحتلال الصهيوني في الجولان المحتل ، وفي جزء من جنوب لبنان ، والأراضي الفلسطينية ، وتدعم الانتفاضة الباسلة فيها ، والتي تخوض كفاحاً مريراً ضد الغزو الصهيوني والإرهاب الذي تمارسه دولة إسرائيل العنصرية ضد الشعب الفلسطيني .
يضاف إلى ذلك ما تقتضيه استحقاقات تحديث سورية في أنظمتها وقوانينها وإدارة مؤسساتها ، وإعادة النظر في بعض الأساليب والأسس التي مضى زمن عليها وأثبتت الحياة أنها بحاجة إلى تطوير أو تغيير .
إن وضع سورية كبلد نموذجي رائد يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي وعلى رأسه الدكتور بشار الأسد الذي تسلم قيادته منذ مطلع القرن الحالي مسألة في غاية الأهمية ، وتحتاج إلى جهود حثيثة وسهر دائم وأفكار متجددة تستشرف المستقبل وتستجيب لمقتضيات التطور والتقدم على جميع المستويات والصعد وفي كافة مناحي الحياة .