كلمة المناضل - عدد - الانتفاضة ومأزق إسرائيل
كلمة المناضل العدد 307 آذار ـ نيسان 2001
الانتفاضة ومأزق إسرائيل
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
تصاعدت في الفترة القريبة الماضية حدة المواجهة في مجريات الصراع العربي الصهيوني خصوصاً بعد تصاعد الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي العربية المحتلة واشتداد الضغط على حكومة ارييل شارون رئيس الوزراء الصهيوني المعروف بتشدده وعنصريته خصوصاً وأن الوضع السياسي أمامه في داخل إسرائيل وخارجها يزداد تعقيداً بعدما أعلنت حكومته عن تراجعها عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع القيادة الفلسطينية خلال السنوات الماضية .
لقد حظيت حكومة العدو بالدعم المستمر من الولايات المتحدة الأميركية في إداراتها المتعاقبة وبرز التأييد والدعم غير المحدود لها من إدارة الرئيس جورج بوش الحالية رغم أن التوقعات كانت تشير إلى غير ذلك أبان معركته الانتخابية وبعد فوزه وإن إداراته ستتحرر من ضغط المنظمات الصهيونية الأميركية الذي كان في جانب منافسه آل غور آنذاك لكن الذي حدث هو عكس هذه التوقعات حين أعلن البيت الأبيض أن مسألة الصراع العربي الصهيوني وحل مشكلة الشرق الأوسط ليس من أولويات الإدارة الأميركية الجديدة وان الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يتوصلوا إلى اتفاقاتهم وحل مشكلاتهم بأنفسهم وذلك بعدما طلبت منها الحكومة الإسرائيلية عدم التدخل في المفاوضات المتعثرة الجارية بين الطرفين .
وحين أعلنت الولايات المتحدة أن أوضاع إيران والعراق تحتل أولوية أساسية في الاهتمام الأميركي لذا يجري التركيز على هذه الأولوية وهذا الأمر يخدم المصالح الصهيونية في استراتيجيتها البعيدة في نهاية المطاف .
إن الأحداث المتصاعدة والمأزق السياسي الذي تواجه حكومة العدو الصهيوني دفعته إلى مهاجمة لدى إحدى قواعد الرادار السورية المتواجدة على الأرض اللبنانية في محاولة لأحداث هوة بين المواقف السورية واللبنانية المتناسقة وكذلك محاولة الضغط على سورية .. لثنيها عن استمرار دعم الموقف الفلسطيني والموقف اللبناني المقاوم للعدو ، لكن ما حدث هو عكس ما توقعه العدو حين أعلن لبنان بكل اتجاهاته وقياداته موقفه الحازم المؤيد لسورية ونهجها الداعم للمقاومة والرافض للوجود الصهيوني على أرضه والتمسك بما أعلنه سابقاً من ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من أرضه المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ورفضه مخططات الصهينة والتهويد والتوطين التي تمارسها حكومة العدو . وأعلن كذلك عن تمسكه بضرورة بقاء القوات السورية على أرضه للدفاع عن تلك الأهداف القومية حتى تحرير كامل التراب العربي وعودة الحقوق المشروعة للعرب .
وأعلنت سورية وعلى لسان رئيسها بشار الأسد أن ذلك العدوان سيجابه بالرد المناسب الذي تقرره هي حين طالب المجتمع الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة التي يجب أن تعلن موقفاً واضحاً وصريحاً من العدوان وان تسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية باعتبارها أحد راعيي عملية السلام في المنطقة ، وحث الأمم المتحدة أن تأخذ دورها وان تعمل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية على قدم المساواة في مناطق النزاع والتوتر المختلفة من العالم ، وان تجبر إسرائيل على الانصياع للرأي العام الدولي وقرارات الأمم المتحدة في هذا الخصوص .
إن سورية حزباً ، وقيادة ، ومواطنين ، خلف رئيسهم الذي أعلن بوضوح بان الصهيونية والعنصرية صنوان وأنه يجب إعادة الاعتبار إلى القرارات الدولية وخصوصاً قرار اعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية يجب مقاومتها ووضع حد لتسلطها وغطرستها ، وإن على العرب دعم الانتفاضة الفلسطينية الباسلة بكافة الأشكال ، وإن سورية تفتح باب المساهمة في ذلك الدعم وتدعوا المواطنين الراغبين في دعم الانتفاضة في جميع محافظات القطر إلى المبادرة في جمع تلك التبرعات والمساعدات كي تستمر الانتفاضة وتصبح حدثاً يومياً متصاعداً مقلقاً للعدو ، وباعثاً على عدم استقراره على الأرض العربية ، ومحفزاً كل القوى العربية الجماهيرية والرسمية لاستمرار وهج النضال القومي ضد الاحتلال والاغتصاب والعربدة الصهيونية .