كلمة المناضل - عدد - وضوح الهدف ووحدة المسار يحققان الانتصار
كلمة المناضل العدد 299 ت2 ـ كانون 1 1999
وضوح الهدف ووحدة المسار يحققان الانتصار
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
مع اقتراب العام الجديد ، يتجدد الأمل في نفوس الجماهير التي عانت سنوات طويلة تحت الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي في أجزاء مهمة من سورية ولبنان ، بقرب الخلاص من ذلك الاحتلال البغيض والعودة إلى حضن الوطن الغالي مجدداً ، والانصهار في بوتقة العائلة الواحدة واستنشاق عبير الحرية ونسيم الحياة الجديدة .
هذا الأمل ـ وان لم يتحقق بعد ـ فإنه لابد حاصل وذلك بفضل إيمان الجماهير به ونضالها المستمر من أجل بلوغه ، ووجود القيادة الواعية لذلك والمدافعة عن هذا الأمل والمتمسكة بالأهداف التي يسعى لتحقيقها حزب البعث العربي الاشتراكي وأمينه العام الرفيق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية .
لقد جاء الإعلان عن إعادة التفاوض بين سورية وإسرائيل من النقطة التي توقفت عندها في الجولات السابقة وعلى أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338 ومبادئ مؤتمر مدريد للسلام ، جاء هذا الإعلان متوافقاً مع ما أعلنته سورية مراراً وطالبت بتنفيذه ، وهو ما كانت الحكومات الإسرائيلية ترفضه وتتنكر له بعد توقف المباحثات منذ أربع سنوات حتى قبوله الآن . وشكل ذلك انتصاراً للإرادة العربية السورية وتتويجاً لمبادئ الحق الذي تمسكت به سورية وقيادتها ومعها جماهير الأمة وقواها القومية والتقدمية والمخلصة ، التي رأت فيه حقاً واجب التنفيذ والإصرار على التمسك به والنضال من أجله وبذل المساعي للوصول إليه وهو ما تحقق أخيراً .
إن ذلك يشكل نقطة البداية حيث سيكون طريق المفاوضات بعدها صعباً وشاقاً لأننا يحتاج من الجميع الصبر والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية لأننا نواجه عدواً شرساً يمتلك كافة أساليب الخداع والضغط والمراوغة إضافة إلى الدعم غير المحدود الذي يلقاه من الخارج هذا مع ما يملكه من قوة عسكرية واقتصادية مؤثرة .
لكن سورية وحزبها وقيادتها بوعيهم القومي الشامل وصمودهم وإصرارهم وثباتهم على الأهداف التي تمثل أمل الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج استطاعت أن توفر نحو القاعدة الصلبة للانطلاق نحو تحقيق هذا الأمل بعزيمة لا يتسرب إليها الوهن ، وكانت بداية المباحثات في العاصمة الأميركية واشنطن في منتصف شهر كانون الأول عام 1999 نقطة انطلاق مركزية لخصت أهدافها الكلمة التي ألقاها الرفيق وزير الخارجية السورية من منصة البيت الأبيض الأميركي .
لقد حرصت سورية وقيادتها على أن يكون العمل القومي والأهداف الشمولية هي الركيزة الأساسية لعملهم خصوصاً بعدما أثبتت النتائج صحة توقعاتهم لما تركته الاتفاقات المنفردة المنقوصة من آثار سلبية على مسيرة النضال العربي والأهداف والحقوق القومية للأمة العربية في فلسطين .
لذا فعندما تم ربط المسارين المتبقيين السوري واللبناني وتلازمهما في مسيرة العمل القومي المشترك والنضال الذي خاضته المقاومة اللبنانية رسمياً وشعبياً في مواجهة الاحتلال الصهيوني ، قاد ذلك كله إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية بأنها سوف تقوم بالانسحاب من الجنوب اللبناني الذي احتلته منذ عام 1978 ثم اضطرت بعد ذلك إلى إعلان قبولها بإعادة التفاوض مع سورية من النقطة التي توقفت عندها قبل أربع سنوات.
ذلك يظهر أن الحقوق ـ وإن كانت واضحة وجلية ـ إن لم تجد من يدافع عنها ويتمسك بها ويحشد الطاقات الجماهيرية من أجل استعادتها سوف تذروها رياح القوة وتمحو معالمها سنوات الاحتلال البغيض خصوصاً إذا كانت أهدافه الاستيطانية والالغائية واضحة مثلما تقوم به الصهيونية في فلسطين والأراضي العربية المحتلة .