كلمة المناضل - عدد - التحرك نحو الوحدة حركة باتجاه التقدم
كلمة المناضل العدد 282 ك2 ـ شباط 1997
التحرك نحو الوحدة حركة باتجاه التقدم
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
في إطار التحرك القومي من أجل الوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة العربية ، ومن أجل تنسيق الموقف العربي وتوجيه التطور حول العمل في المستقبل لمواجهة التحدي الصهيوني الرافض للقرارات الدولية ولأسس مؤتمر مدريد والمرجعية التي انعقدت المفاوضات العربية الإسرائيلية على أساسها في إطار ذلك جاءت القمة السورية ـ المصرية في الثاني والعشرين من شباط في ذكرى قيام الوحدة بين مصر وسورية تلك الوحدة التي انبثقت بإرادة الجماهير العربية عام 1958 لتعيد للعرب مجدهم وتؤسس لمستقبل أفضل للأجيال القادمة .
جاءت القمة الأخيرة لتؤكد كما أكد الرئيسان أن تاريخ سورية ومصر هو تاريخ الاتفاق والتعاون لحل القضايا العربية وتاريخ التعاون من أجل الحقوق القومية والمستقبل العربي .
لقد أكدت اللقاءات بين الرئيسين كما أكدت اللقاءات السابقة ، وكما كان التاريخ ، أن الوحدة العربية في مواجهة الأخطار التي تحدق بالأمة العربية هي الأساس في تحقيق أي تقدم ومواجهة أي خطر ، والخطر الصهيوني الاستيطاني العنصري هو أساس كل الأخطار التي تواجه الأمة العربية في الوقت الراهن .
ففيه يتمثل الاحتلال ، والاستعمار بأبشع صوره ، وفيه تتمثل عوائق الوحدة وعوامل التجزئة ، وفيه تتمثل العنصرية بأبشع صورها ، وفيه يتمثل النهب والغزو الاستيطاني بأجلى صوره في العالم وفي التاريخ الحديث للبشرية ، وفيه يتمثل الحقد التاريخي الموروث منذ آلاف السنين ضد الأمة العربية وتراثها وحضارتها ، وهو الخطر الذي يجب أن يخطى أولاً وأخيراً باهتمام الوحدويين العرب ويدعو الأمة إلى الاتفاق والتعاون والتنسيق من أجل درئه ودحره .
لقد سبقت القمة جولات عديدة قام بها الرفيقان نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية على الأقطار العربية في مشرق الوطن ومغربه ، هدف هذه الجولات حشد الجهد العربي وتنسيق المواقف السياسية وشرح الأخطار التي تواجه الأمة نتيجة سياسة حكومة الليكود العنصرية المتعنة التي ترفض الاعتراف بما تم الاتفاق عليه في مسيرة السنوات الخمس الماضية من مدريد وحتى توقف المفاوضات .
لقد أفرزت تلك الجولات نتائج إيجابية أكدت جميعها على دعم الموقف العربي السوري الذي يقف على أرضية القرارات الدولية ومرجعية مدريد ، وعلى أرضية الهدف العربي القومي الذي يجمع مصالح جميع العرب في المشرق والمغرب ويحفظ للأجيال العربية القادمة أرضها وكرامتها ، ويترك لها المجال لمتابعة مسيرة النضال القومي في سبيل انتزاع كافة الحقوق القومية من العدو الغاصب .
إن تتويج التحرك العربي السوري القومي بقمة دمشق القاهرة وكذلك قمة دمشق ، بيروت بعدها بقليل ، يوضح أهمية الوحدة القومية ومدى الشعور العالي بالهم القومي المشترك ، وبالمصلحة القومية الحقيقية ، التي تتجاوز كل الحواجز الصغيرة التي خلفتها ظروف الانقسام والتشتت العربي .
إن ما يواجه الأمة العربية من مخاطر ومصاعب سواء على المستوى القطري أو على المستوى القومي يحتاج إلى جهد ذوي النفوس الكبيرة وإلى جهد القادة التاريخيين ومن أبرزهم الرفيق حافظ الأسد الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية .