كلمة المناضل - عدد - التفريط يسقط الشرعية ويفقد الأمن
كلمة المناضل العدد 280 أيلول ـ ت 1 1996
التفريط يسقط الشرعية ويفقد الأمن
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
في مبادرة لقطع الطريق على العرب عند مناقشة الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصاً القدس ، قامت حكومة الليكود الصهيونية المتطرفة بفتح النفق الذي يمر بمحاذاة المسجد الأقصى والأماكن المقدسة في القدس القديمة ، وهذه الخطوة التي استفزت مشاعر المواطنين العرب ليس في فلسطين فحسب بل وفي الوطن العربي كذلك واستفزت مشاعر الكثيرين الذين يرفضون الادعاءات الصهيونية بأحقية اليهود في القدس ، هذه الخطوة تلتها انتفاضة عارمة دموية في فلسطين ذهب ضحيتها العشرات من العرب : وأدت إلى تفاقم الوضع وتوتره بشكل دعى الرئيس الأميركي إلى الدعوة لقمة بين سلطات الحكم الذاتي وحكومة الليكود وحضرها ملك الأردن في محاولة لإنقاذ عملية السلام المتعثرة .
ورغم أن تلك القمة التي عقدت في واشنطن لم تسفر سوى عن خيبة أمل شديدة لدى العرب وتعنت إسرائيل واضح رغم ذلك فإن إسرائيل لم تتراجع عن سياستها العنصرية واستخفافها بكافة القيم والمواثيق والأعراف بما فيها الاتفاقات التي وقعتها حكومة إسرائيل السابقة مع الفلسطينيين في أوسلو وغيرها .
إن هذه الحادثة وغيرها من الحوادث والمواقف الصهيونية التي يصعب تعدادها وحصرها ، تعطي الدليل القاطع على أن التنازل عن الأرض والحقوق أو جزء منها للعدو الصهيوني يدفعه لأن يطالب بالمزيد ، خصوصاً في حال الضعف والتمزق والتشتت الذي تعيشه الأمة العربية وبعض حكامها الذين لا هم لهم سوى الارتماء على أعتاب الولايات المتحدة الأميركية والدولة الصهيونية في اعتقادهم بأنها تعطيهم الشرعية والأمان .
إن الأمن والشرعية لمثل هؤلاء لن يتحققا إلا بالاعتماد على الجماهير العربية والتمسك بحقوقها وعدم التفريط بأرضها ومقدساتها والوقوف معها في مقاومة كافة أشكال الضغط والهيمنة والتجويع الذي تمارسه عليها القوى الإمبريالية ، عبر مخططاتها الرامية إلى تركيع المنظمة العربية وقهر جماهيرها والسيطرة على ثرواتها الطبيعية .
لقد أكد حزبنا وأمينه العام الرفيق حافظ الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية هذه الحقائق ودعا إلى الوقوف بوجه تلك الهيمنة الإمبريالية الشرسة على وطننا وشعبنا ودعا جميع العرب إلى التضامن والوحدة في مواجهة تلك التحديات ، لأنه بدون الوحدة ، والموقف الواضح والثابت في مواجهة ما يطرح من مشاريع صهيونية وإمبريالية ستلحق بالأمة خسارة كبيرة . ولن يغفر التاريخ والأجيال القادمة لهؤلاء الذين استسلموا لإرادة العدو ونسوا مصلحة شعبهم وأمتهم .