الكتل والتيارات الحزبيّة التي خرجت من البعث بعد تجربة الوحدة وحتى بعد 8 آذار 1963
الكتل والتيارات الحزبيّة
التي خرجت من البعث بعد
تجربة الوحدة وحتى بعد
8 آذار 1963
* * *
كتلة الحوراني ـ كتلة عبد البر عيون السود ـ كتلة الديرين ـ كتلة وهيب الغانم .، هذه هي الكتل التي خرجت من الحزب بعد تجربة الوحدة وإثر المؤتمر الخامس 1962 ، ورداً على بيان الحزب الصادر من المؤتمر ، والذي يدعو فيه لفتح الحوار مجدداً مع الجمهورية العربية المتحدة . لقد تداعى هؤلاء لمؤتمر يُعقد فيما بينهم . وقد سمِّيَ هذا المؤتمر بمؤتمر القطرين ، لأن جدول أعمله كان يضمّ فقرة بنظام داخلي خاصة سوري ـ وعدم الارتباط قومياً ... كما كانت أبرز موضوعاته هي مقاومة الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة على وجه الخصوص .
استمر هؤلاء بلقاءاتهم رغم الخلافات بينهم . ويبدو أنهم حققوا اتصالاً بالعسكريين الذين كانت لهم جذور بعثية ، فاتصلوا بعمران وجديد وحاطوم وحافظ الأسد ومحمد رباح الطويل ... ولهذا عندما جاءت حركة آذار عام 1963 ، اشترك في الحكم المنبثق عنها بعض المرتبطين بالقطريين ، أمثال إبراهيم ماخوس بدافع من القيادة القطرية (وزير الصحة ).
وقد رفض التنظيم العسكري الأرتباط بالحزب تنظيمياً وأصرّ على صفة الاستقلاليّة كتنظيم مستقل ، والسبب الرئيس هو ضعف الحزب "الرسمي" والحساسية تجاه قادته وعلى رأسهم عفلق والبيطار. ولما كان تنظيم الحزب ضعيفاً، فقد فشل في إخضاع التنظيم العسكريّ للقيادة القطريّة المدنيّة، بل بالعكس، فقد فرضوا (العسكر)ممثلين عنهم، أي عن اللجنة العسكريّة، في قيادة الحزب القطري . وإلى ذلك الحين ، لم يكن لأمين الحافظ أيّ مركز حزبي (أمين الحافظ كان يميل أو يؤيد الحزب من خلال تأييده لأكرم الحوراني . وفي فترة وجوده في دير الزور كقائد للمنطقة الشرقية أيام الوحدة ، فقد تعززت علاقاته بمجموعة الديريين ( أبرزهم : مصلح السالم ، فايز الجاسم، حسام حيزه، فوزي رضى ، يوسف زعيّن ، إنما اتجاههم العام يتصنف بعداء سافر للوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة وضد عبد الناصر بالذات، كما أنهم يمثلون قطاعاً يمينياً ... أبرز أعضاء اللجنة العسكريّة هم: عمران ، جديد ، عبد الكريم الجندي ، سليم حاطوم ، حافظ الأسد، موسى الزعبي ، أمين الحافظ ، أحمد سويدان ...
عندما كان يُطلب من هؤلاء الإدلاء بمعلومات عن التنظيم العسكريّ ، كانوا يجيبون بأنهم قد أقسموا أمام اللجنة ألاّ يبيحوا بذلك لأحد . فكان دورهم نقل ما في الحزب إلى التنظيم العسكريّ .
إحدى المشاكل التي كانت تُطرح هي مسكلة تمثيل القيادة القطرية في المجلس الوطني ، إذ لم يكن للقيادة القطرية إلاّ ممثِّل واحد في المجلس الوطني وهو حمودي الشوفي ( أمين سر ). ورغم كلّ الضغط الذي مارسته القيادة القطريّة في زيادة عدد ممثليها في المجلس ، فلم تُفلح في ذلك ... مما أدّى بأعضاء القيادة القطريّة وقد شعروا بضعفهم وبعدم أهمية تأثيرهم ، التَّشبُّث ببعض العسكريين. والمجلس الوطنيّ يتكوّن بشكل عام ، من : عفلق ، البيطار ، عيسمي ، الأطرش ، فهد الشاعر ، صلاح جديد ، عمران ، أحمد أبو صالح ، موسى الزعبي ، حمودي الشوفي ، أمين الحافظ .
ـ وتتكوَّن القيادة القطرية بعد آذار 1963 وقبل الانتخابات ، يعني القيادة المعيَّنة : الشوفي، محمود نوفل، وليد طالب ، جمال أتاسي ، عبد الكريم زهور ، محمد بصل . القيادة القطرية التي تألفت على أثر أول انتخاب بعد آذار 1963 هي : الشوفي أمين سر ، خالد الحكيم ، محمود نوفل ، محمد بصل ، نور الدين الأتاسي ، أحمد أبو صالح وعسكريون .
ـ علاقة اللجنة العسكرية بالحزب ، إنما هي شكلية بشكل عام ، وذلك لعدم ثقتها بالحزب كقوة شعبية تنظيمية مؤثِّرة ، ولعدم ارتياحها للقيادة التقليدية القديمة ، وكذلك لوجود ارتباط معين بتنظيم القطريين والسلطة ، ومع ذلك فقد احتفظت باسم الحزب. وهي تصرّ على ذلك ، مع أن السبب الحقيقي يعود إلى أمور أهمها ، وجود حزب البعث في العراق ، (في أيام الانفصال ، كان العسكريون يرفضون الاتصال بالحزب المدني السوري ... وقبلوا بالاتصال عندما جاء قياديو الحزب في العراق إلى سورية لإعادة التنظيم : علي صالح السعدي ، حمدي عبد الحميد ، والفكيكي. وقد تحقق عندئذ أوّل اتصال بين العسكريين والبعثيين العراقيين ).
ـ وفي المؤتمر السادس ، وقف كلّ العسكريين الأعضاء في المؤتمر تكتلاً واحداً : الحافظ ، عمران ، جديد ، حافظ الأسد ، حمد عبيد ، الزعبي ... بالإضافة إلى بعض المدنيين وعلى رأسهم ، نور الدين الأتاسي ، إبراهيم ماخوس .
ـ دخل الحزب زعيّن بتأثير من أمين الحافظ ودعماً منه وأصبح وزيراً بدعم منه أيضاً .
ـ بعد 18 تشرين 1963 وعلى أثر الاصطدام الذي حصل في العراق بين التيار اليساري والتيار اليميني الذي يقوده عفلق ، قَبِل عفلق ومجموعته دخول القطريين جملة إلى الحزب وسُلِّموا مراكز قيادة فيه بعد أن كانوا (عفلق وأعضاء القيادة القومية) يرفضون ذلك بشدة ، وذلك بسبب محاولة عفلق تجميع ما يمكن من القوى لمواجهة التيار اليساري .
ـ سليم حاطوم ، عبد الكريم الجندي ، هما الإثنان يميلان نحو اليسار ، في حين أحمد سويدان ، شريف الشافي ( بين بين ).