كلمة المناضل - عدد - ماذا يحمل هذا العام في ذكرى الجلاء والتأسيس والثورة ؟؟
كلمة المناضل العدد 271 آذار ـ نيسان 1995
ماذا يحمل هذا العام في ذكرى الجلاء والتأسيس والثورة ؟؟
الدكتور فواز الصياغ
رئيس هيئة التحرير
احتفلت جماهير شعبنا وحزبنا خلال شهري آذار ونيسان بذكريات الثورة والتأسيس والجلاء على التوالي .
ورغم كل ما لهذه المناسبات من أهمية تاريخية وسياسية في حياة سورية خاصة والأمة العربية عامة ، فلها أيضاً أهمية استثنائية في هذا العام على وجه التحديد .
لقد أظهرت المناسبات الثلاث التأكيد على الدور المتميز الذي تضطلع به سورية العربية ـ ومنذ استقلالها ـ في حياة العرب المعاصرة .
فمناسبة الجلاء في السابع عشر من نيسان عام 1946 حملت التأكيد أن الجلاء ما لم يكن عاماً وشاملاً أجزاء الوطن المحتلة خصوصاً في الوقت الراهن لن يكون له المعنى العميق الذي تستكمل به الأمة حريتها ووحدتها وتكاملها ، لذا تدعو سورية وقائد مسيرتها وحزبها وتناضل من أجل استكمال الجلاء برحيل المحتلين الصهاينة عن أجزاء الوطن التي يحتلونها ويستوطنون فيها جراء عدوانهم المتكرر خلال العقود الماضية .
وتحمل ذكرى تأسيس الحزب في السابع من نيسان عام 1947 هذا العام أهمية خاصة كذلك بالنسبة لرفاقنا ولحركة التحرر الوطني والقومي العربية لأن الفكر القومي الوحدوي الذي قدمه الحزب هو وحده القادر على الصمود ومواجهة الفكر الصهيوني الشرق أوسطي الذي يأخذ في الوقت الحاضر اهتماماً غير عادي بعد توقيع الاتفاقات المنفردة من قبل بعض العرب والتي بنتائج وبنود تلك الاتفاقات ، تطرح مشاريع " شرق أوسطية " يكون الفكر الصهيوني ومفرزاته أساساً لقيادتها وتوجيهها والسيطرة عليها ، وبالتالي فهي تهدف إلى إحلال هذه المشاريع " الشرق أوسطية " مقام الوحدة العربية التي تناضل أمتنا وقواها القومية والتقدمية والوطنية لتحقيقها .
وتؤكد مناسبة التأسيس أن ما قدمه الحزب من الفكر الوحدوي القومي الاشتراكي هو الأساس والقاعدة التي يمكن أن تواجه مثل تلك المشاريع الصهيونية ، لهذا تكتسب ذكرى التأسيس أهمية خاصة لكل الرفاق والقوميين والوحدوين في هذا الوطن .
وذكرى الثورة في الثامن من آذار عام 1963 تحمل معنى جديداً أيضاً هذا العام ، لأن قيادة الثورة في سورية والتي يمثلها الآن الرفيق الأمين العام للحزب رئيس الجمهورية العربية السورية حافظ الأسد وحدها اليوم دون جميع القيادات العربية الرسمية تقف في مواجهة مخططات التسوية السياسية التي لا تمثل المصالح العربية ولا تتماشى مع الأهداف القومية للأمة العربية ، فهذه القيادة هي الوحيدة بين القيادات الرسمية التي تتمسك بمبادئ الحل الشامل والعادل القائمة على قرارات الشرعية الدولية ومراعاة المصالح القومية العليا للجماهير العربية في مواجهة الهجمة والمخططات الصهيونية والامبريالية .
وسورية وحزبها وثورتها وقائدها يحتاجون اليوم أكثر من أي وقت آخر لكل جهد وموقف متميز تقفه القوى الوطنية والقومية في هذا الوطن وعلى اختلاف عقائدها والتي عليها أن توحد جهودها الرسمية والشعبية والنقابية والمهنية وغيرها ، لدعم الموقف العربي السوري الرافض لكافة أشكال الهيمنة والغطرسة التي تحاول الدوائر الصهيونية فرضها على الأمة العربية . لأن هذا الموقف وحده الكفيل بضمان مستقبل يحمل الخير لأبناء الوطن ، وما عداه من مشاريع التسوية الاستلامية ما هي إلا انعكاس وتلبية للمخطط الصهيوني الاستعماري الرامي للسيطرة على المنطقة العربية . ويجب أن لا يغيب عن ذهن أي مواطن عربي أيا كان موقعه الجغرافي أو السياسي أو المهني أن هذا المخطط يستهدف حياته ويصيبه بأذى كبير في المستقبل فيما لو انهزم المشروع القومي الوحدوي الذي يناضل من أجل تحقيقه الحزب وسورية وقيادتها .