د.جورج ديب - أين أصبحت الآن مفاوضات السلام؟! وإلى أين؟!- تقديم د. دندشلي
المركـز الثّقافـي للبحوث والتوثيق
صيـدا
ندوة
أين أصبحت الآن مفاوضات السلام؟!
وإلى أين؟!
د.جورج ديب
أستاذ العلاقات العامة الدولية في الجامعة اللبنانية
كلمة التقديم: د. مصطفى دندشلي
الزمان: الخميس الواقع في 15 نيسان 1993.
المكان: قاعة محاضرات المركز الثقافي للبحوث والتوثيق في صيدا.
إعداد وتحرير
د. مصطفى دندشلي
الخميس في 15نيسان 1993
أين أصبحت الآن مفاوضات السلام؟!
وإلى أين؟!
كلمة التقديم
د. مصطفى دندشلي
موضوعنا لهذه الأمسية، ومتابعة لسلسلة ندواتنا ومحاضراتنا، قد طرحناه بصيغة تساؤل: أين أصبحت الآن مفاوضات السلام؟! وإلى أين؟!
وهو موضوع جدير بالاهتمام والبحث والنقاش، وذلك محاولة لتحديد موقفنا مما يجري في الساحة ودورنا فيها ومدى تأثير نتائج كل ذلك في كياننا ووجودنا.
دعوات تصدر بين الحين والآخر، آخرها ما صدر في جريدة "الأهرام" القاهرة في 27شباط الماضي، لقيام سوق تجاري شرق أوسطي يضم البلاد العربية وإسرائيل... وهي في الحقيقة فكرة قديمة تردّدت منذ السبعينات قوامها أن تمدُّ إسرائيل هذه السوق بالتكنولوجيا الحديثة، وتمدُّها أقطار الخليج برؤوس الأموال، وتمدُّها مصر وباقي الدول العربية بالأيدي العاملة ...
لقد تردّدَ كثيراً هذا المخطط في الولايات المتحدة الأميركية من قبل، وذلك من أجل تسهيل عملية المصالحة العربية الإسرائيلية وإنشاء سوق الشرق الأوسط لصالح النفوذ الأميركي، واعتماد إسرائيل كوَكيل رئيسي لأميركا في المنطقة...
هذا هو السيناريو الذي يعمل له بقوة في الظروف الإقليمية والدولية الراهنة ونحن في المركز، محاولة منا لإستشراق المستقبل والرؤية بوضوح أكثر، فإننا نتحرك ثقافياً وفكرياً وسياسياً في هذا المنحى.. في الأسبوع الماضي، طرحنا موضوع لبنان والقضية الفلسطينية، لنعلّق دعمنا المطلق لقضية الشعب الفلسطيني.
والآن، نبحث موضوع المفاوضات ونتائجها علينا ولتعيين عدوّنا الرئيسي والتاريخي والاستراتيجي الذي هو إسرائيل والصهيونية العالمية.. وهو عدوّ لا يخفي أطماعه في أرضنا اللبنانية وفي ثرواتنا.. وفي المستقبل القريب، سوف نُشارك مشاركة فعّالة في معالجة وطرح موضوع السينودس الكنيسة الكاثوليكية من أجل لبنان... وهناك لا يمكن عزل تحرُّك حاضرة الفاتيكان والكنيسة في لبنان عما يجري، أو يهيء لنا في إطار النظام العالمي الجديد وتأثير نتائج ذلك كله في الوضع اللبناني والنظام السياسي والاجتماعي فيه.
لبحث هذه المواضيع الشائكة والمصيرية ومناقشتها، دَعوْنا صديقَنا، وصديق المركز، الدكتور جورج ديب أستاذ العلاقات الدولية، في الجامعة اللبنانية والمستشار السابق في رئاسة الوزارة، والاختصاصي في الموضوع ليحدّثنا ونتناقش معه في هذه الأمسية.
المفاوضات العربية الإسرائيلية
وإدارة الرئيس كلينتون
مداخلة
الدكتور جورج ديب
ثمة حاجة ماسة إلى توضيح حقيقة عملية السلام في الشرق الأوسط. إنّ هذه العملية هي عبارة عن تحالف دولي أقامته الولايات المتحدة لإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي شبيه بالتحالف الدولي الذي كانت قد أقامته لِضرب العراق عندما غزا الكويت، مع فارق أساسي واحد هو أنّ التحالف الدولي ضد العراق كانت وسيلته القوة العسكرية. أمّا التحالف الدولي لعملية السلام فوسيلته دبلوماسية القوة. بكلام أدقّ، في التحالف الدولي الأول استعملت الولايات المتحدة القوة عسكرياً. أمّا في التحالف الدولي الثاني فهي تستعمل القوة سلمياً. والتحالفان يشكّلان وجهيْن مختلفيْن لعملة واحدة هي استعمال القوة لخدمة مصالح الولايات المتحدة الأميركية.
ما معنى أن تحشد الولايات المتحدة جميع دول العالم الفاعلة وتشركها في المفاوضات المتعددة الطرف التي تدور حول حقوق إقليمية سيؤدي التفاهم عليها إلى حالة تطبيعية لإسرائيل في منطقة الشرق الاوسط؟ ألا يعني هذا الحشد من الدول إقامة تحالف دولي يقف في وجه كل فريق معني بعملية السلام في الشرق الأوسط إن هوَ تقاعسَ أو تخلّفَ عن اللحاقِ بهذه العملية؟ إنه بالتأكيد يعني ذلك. ويعني أيضاً أنّ عدم تنفيذ القرار 799 بالشكل الذي أقرّه مجلس الأمن، لن يمنع أي فريق عربي بما في ذلك الفلسطينيين من متابعة عملية المفاوضة والذهاب إلى الجولة التاسعة المقرّر عقدها في واشنطن في 20 نيسان 1993.
لقد حدّدت إدارة الرئيس جورج بوش مصلحة الولايات المتحدة في المنطقة بأن تستمر المفاوضات بين العرب وإسرائيل. وقد التزم الرئيس كلينتون استمرار المفاوضات وأعطاها أولى اهتماماته منذ الشهر الأول الذي تسلّم فيه السلطة كما هو واضح من إرسال وزير خارجيته إلى المنطقة في شهر شباط من هذه السنة. إلاّ أنّ مقاربة الرئيس كلينتون للمفاوضات تختلف في منحييْن أساسييْن عن مقاربة سلفه. المنحى الأول إعلان الرئيس كلينتون أنّ الولايات المتحدة على استعداد أن تلعب دور الشريك الكامل في المفاوضات. والثاني، استباق الحدث للمشاركة في دفعه في الاتجاه الذي ترسمه الولايات المتحدة. فماذا يعني كل من هذين المنحييْن؟
تنصُّ القواعد الدبلوماسية أنه إذا دخل فريق ثالث بين متفاوضيْن، فهو يدخل إما بصفة من يقوم بمساعي حميدة، أو بصفة وسيط، أو بصفة الموفِّق. وهذه التعابير هي ترجمة للكلمات الإنكليزية التالية:
مساعي حميدة = 1)- Good offices
وساطة = 2)- Mediation
توفيق = 3)- Conciliation
والمساعي الحميدة تعني أن الفريق الثالث يحمل وجهة نظر كل فريق كما تُعطى له إلى الفريق الآخر أو الأفرقاء الآخرين. أما الوساطة فهي تعني المساعي الحميدة زائد حق الوسيط في أن يصوغ وجهة النظر التي تُعطى له بالشكل الذي يراه مناسباً، بالإضافة إلى حقِّه أيضا في أن يضع اقتراحات خاصة به أمام الأفرِقاء المتفاوضين. أما التوفيق فهو أنّ الفريق الثالث قد التزم إيصال المفاوضات إلى النجاح.
ولمّا كان الشريك الكامل لا يدخل شركة إلاّ بهدف إيصال تلك الشركة إلى النجاح، فإنّ استعداد الولايات المتحدة للدخول في مفاوضات السلام كشريك كامل لا يعني سوى أنها على استعداد أن تلتزم إيصال المفاوضات إلى النجاح. ومن ناقل القول إنَّ من يلتزم إيصال المفاوضات إلى النجاح لا بد له من أن يستبق الأحداث كي يلعب دوراً فاعلاً ومؤثراً في سوق تلك الأحداث إلى النهاية التي يريد.
أنّ الطريقة التي استبقت فيها إدارة الرئيس كلينتون انعقاد الأمن للنظر في التقرير الذي رفعه إليه الأمين العام الدكتور بطرس غالي والذي أوصى فيه المجلس أن يتخذ الإجراءات التي تضمن تنفيذ القرار 799، تُمثِّل نموذجاً حياً لمقاربة إدارة الرئيس كلينتون إلى المفاوضات لا في مجال المبعدين وتنفيذ القرار799 فحسب، بل من المرجّح أن تقارب إدارة كلينتون المفاوضات بنفس الطريقة في مجال القرارات الآخرى كالقرار 425 الخاص بلبنان، والقراريْن 242 و 338 الخاصيْن بالقضية الفلسطينية إذا تقاعس العرب أو تقاعست إسرائيل عن تقديم التنازلات المطلوبة لإنجاح المفاوضات. فكيف تعاملت إدارة كلينتون مع قضية المبعدين وتنفيذ القرار 799؟
أسرعت الولايات المتحدة وعقدت في أول شباط 1993 صفقة مع إسرائيل وافقت بموجبها إسرائيل أن تعيد (101) مُبعد من الفلسطينيين فوراً على أن تجعل عودة باقي المُبعدين مُتاحة في أسرع وقت ممكن وقد شرح مندوب إسرائيل للأمم المتحدة بأن هذا التعبير يعني تخفيض مدة إبعاد الآخرين إلى النصف أي العودة قبل نهاية سنة 1993. كذلك تضمن الاتفاق ـ الصفقة موافقة إسرائيل على إمداد المبعدين بالإغاثة الضرورية. وكذلك وافقت إسرائيل على تقديم طلب إلى مجلس الأمن بهذا الشأن يصدر بعده المجلس بياناً بالموافقة على مضمون هذه الصفقة.
واضح أنّ هذه الصفقة تشكِّل إلتفافاً على تنفيذ القرار 799 بالنصّ الذي وافق عليه المجلس. وهي تشكِّل أيضاً التفافاً على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة. وفوق هذا وذاك، لقد قطعت هذه الصفقة الطريق على اجتماع مجلس الأمن للنظر في تقرير الأمين العام وما أوصى به من اتخاذ الإجراءات الضرورية التي تضمن عودة جميع المبعدين سالمين إلى منازلهم، ناهيك عن إخراج إسرائيل من الشرك الذي أوقعت نفسها فيه.
وفي 12 شباط أصدر رئيس مجلس الأمن لشهر شباط المندوب المغربي السفير أحمد السنوسي بياناً أعلن فيه باسم الأعضاء الـ (15) موقفاً من خمس نقاط هي:
1)- أكّد (المجلس) قرار مجلس الأمن 799 والحاجة إلى تنفيذه.
2)- لاحظ رسالة يعقوبي (مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة) إلى رئيس مجلس الأمن التي تُحدّد الخطوط الرئيسية للقرار الذي اتخذته إسرائيل في الأول من شباط بالإسراع في عودة المبعدين. وقد قالت إسرائيل إنّ هذا يتماشى مع القرار 799 ومن ثم قبلت القرار ضمناً.
3)- أقرّ قرار السماح بعودة (101) مُبعد فلسطيني ووصفه بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح.
4)- حضّ إسرائيل على أن تتبع في شكل سريع النقاط المذكورة مُتيحة عودة جميع المُبعدين في أسرع ما يمكن.
5)- قال إنه مقتنع بالحاجة إلى استمرار عملية السلام في الشرق الأوسط وحضّ على تكثيف الجهود الرامية إلى معاودة هذه العملية التي ترمي إلى التوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة.
وقد أغضب هذا البيان العرب دون أن يصل بهم إلى حد إعلان موقف رسمي واضح بربط معاودة مفاوضات السلام بعودة جميع المُبعدين كما ينصّ القرار 799. أمّا إسرائيل فقد بدت واثقة من أنّ ملف المُبعدين أُقفل وأنّ جميع الأطراف العرب في عملية السلام سيشاركون في الجولة المقبلة.
فالفلسطينيون اعتبروا بيان مجلس الأمن غير مقبول وطالبوا بتنفيذ القرار 799. وقال الأردن أن الموقف المعلن في بيان مجلس الأمن غير كافٍ. وطالبت جامعة الدول العربية بقرار جديد للمجلس يلزم إسرائيل تنفيذ الشرعية الدولية. أمّا سوريا، فلم يصدر موقف رسمي عنها إلاّ أن مسؤولاً أميركياً كان قد زار دمشق أعلن أن سوريا لا ترى رابطاً بين إعادة المُبعدين ومعاودة مفاوضات السلام. وبالمقابل، فقد رفض المُبعدون أنفسهم بيان مجلس الأمن وقطعوا تعهُّداً على أنفسهم بأن لا يعودوا إلاّ مجتمعين.
وعشيّة وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة، حذّرت واشنطن من أنها قد تُعدل أسلوب مشاركتها في عملية السلام وقالت إنّ مبعوثها سينبّه العرب والإسرائيليين إلى النتائج السلبية لانهيار العملية. فقد صرّح مسؤول كبير في وزراة الخارجية قبل ساعات من سفر وزير الخارجية وارن كريستوفر بأن الرئيس كلينتون يعطي أولوية لعملية السلام، وأنه يهم الإدراة الأمريكية التوصل إلى حل عادل وشامل يرتكز على القراريْن 242 و 338، مؤكداً رغبة واشنطن في الاضطلاع بدور الشريك الكامل إذا أظهر العرب والإسرائيليون التزامهم العمل من أجل السلام. وقال إنه إذا فشلت جهود السلام وانتصر المتطرفون، فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج خطرة على الجميع في الشرق الأوسط، وأن وزير الخارجية سينصت بعناية فائقة إلى ما يسمعه من محاوريه في ما يتعلق بمدى جدِّيتهم في تعزيز مفاوضات هادفة يمكنها أن تحرّك عملية السلام قدماً، وأن الوزير سيحدِّد بنفسه ما إذا كان المشاركون في المفاوضات على استعداد المفاوضات جادة والتزام جاد للحدّ من الخلافات في وجهات النظر.
وتمهيداً لزيارته إلى الشرق الأوسط، فقد كان وزير الخارجية كريستوفر قد توصّل إلى اقتراح يتضمن ست نقاط وافق عليها الفلسطينيون.
وهذه النقاط هي:
1)- بيان أميركي بأن عمليات الإبعاد غير مشروعة والتزام الولايات المتحدة أن تنفذ إسرائيل تنفيذاً كاملاً القرار 799 الذي يدعو إلى إعادة جميع المبعدين الباقين وعددهم 396.
2)- التزام أميركي أن الجولة المقبلة من مفاوضات السلام في واشنطن ستذكر بوضوح على قراري الأمم المتحدة 242 و 338 وعلى إمكان البحث في وضع القدس.
3)- تعهُّد ملزم من إسرائيل لعدم القيام بأي عملية إبعاد في المستقبل.
4)- الإسراع في عودة المُبعدين تنفيذاً للقرار 799.
5)- عودة عدد كبير من الفلسطينيين الآخرين المُبعدين منذ عام 1967.
6)- موافقة إسرائيل على الكفّ عن انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.
ويبدو أن إسرائيل قد وافقت على هذه المقترحات من حيث المبدأ على أن يُصار مناقشتها فيما بعد. فقد اعترضت إسرائيل على عبارة "تعهُّد مُلزم" واعترضت كذلك على التزام القرار 799 وعلى بند الالتزام بعدم انتهاج سياسة الإبعاد مستقبلاً إذ أنها تريد أن تضيف إلى هذا البند عبارة "إلاّ في حالات أمنية معينة". ورفضت أيضاً إدراج القدس الشرقية في المقترحات. ويبدو أن هذه الاعتراضات قد حملت الوزير كريستوفر على سحبها.
مهما يكن من أمر، يبدو أن هذه النقاط لا تزال توجِّه تحرُّك الوزير كريستوفر لِحمل الفلسطينيين والعرب على المشاركة في الجولة التاسعة من المفاوضات التي ستعقد في واشنطن في 20 نيسان 1993. وفي هذا المجال، نجح في إقناع الإسرائيليين بقبول السيد فيصل الحسيني في عدد الوفد الفلسطيني المفاوض. يذكر هنا أن إسرائيل كانت قد اشترطت بأن لا ينضم أي فلسطيني من القدس إلى وفد المفاوضات باعتبار أن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية. وعليه، فقد أعلنت إسرائيل أنها قبلت مشاركة الحسيني في وفد المفاوضات على أساس أن له عنواناً رسمياً آخر وهو عنوان والدته التي تقطن خارج القدس.
أنّ الموقف العربي أخذ يتّجه نحو التمسك بتنفيذ القرار 799 كما أقرّ مجلس الأمن دون أن يكون عدم التنفيذ الكامل عائقاً للمشاركة في الجولة التاسعة من المفاوضات التي ستعقد في واشنطن في 20 نيسان 1993.
أصبح من الواضح أن المفاوضين الذاهبين إلى واشنطن سيجدون أمامهم شريكاً كاملاً لهم في المفاوضات جَسوراً ومُتجاسراً يحثّهم على تنازلات تؤدي في النهاية إلى النجاح. هذا لا يفي أنّ النجاح سيحصل في الجولة التاسعة القادمة ذلك أنه لا بد من عقد جولات مفاوضات عديدة كي تظهر بوادر النجاح في أواخر هذه السنة. فإذا سارت الأمور في هذا الاتجاه فإن الخطوة التالية التي ستحقق هي قبول إسرائيل باكية دولية (مراقبون للأم المتحدة مثلاً) تُشرف على تطبيق حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.
إما إذا سارت الأمور في اتجاه سلبي، فإن الولايات المتحدة ستلجأ إلى استعمال ذات الأسلوب الذي استعملته لتنفيذ القرار 799، وهو أسلوب طالما نادى به رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين. ذلك أن اللجوء إلى عقد صفقات منفردة مع الأفرقاء المتفاوضين يخرج المفاوضات من إطار مؤتمر السلام وبالتالي، يجهض هذا المؤتمر الذي تقوم مرجعيّته أساساً على تنفيذ الشرعية الدولية كما نصّت عليها القرارات 242 و 338 و 425 بالنسبة إلى لبنان.
لذلك، أصبح اليوم الموقف العربي القائم على التمسُّك بالحل الدائم والعادل والشامل أَكثر أهمية من ذي قبل، علماً بأن هذا الموقف لا يمنع أي تقدُّم في أي مسار من مسار المفاوضات شرط أن يبقى هذا التقدم معلقاً إلى أن يتم التقدّم في المسارات الأخرى للوصول إلى الحل الشامل. فالتضامن العربي وحده هو السلاح الأمضى الذي يشهده العرب المفاوضون في وجه شريك كامل جسور في حال تجاسر هذا الشريك وانحازَ إلى إسرائيل.