الجزيرة - وضع الإسلام في أميركا
الأحد 19/9/1431 هـ - الموافق 29/8/2010 م (آخر تحديث) الساعة 15:46 (مكة المكرمة)، 12:46 (غرينتش)
وضع الإسلام في أميركا
مقدم الحلقة: محمد العلمي
ضيوف الحلقة:
- رشاد حسين/ المبعوث الأميركي إلى منظمة المؤتمر الإسلامي
- نهاد عوض/ المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية
- أسامة أبو رشيد/ رئيس تحرير صحيفة الميزان
- أسعد أبو خليل/ أستاذ العلوم السياسية- جامعة كاليفورنيا
- زاكاري كلاون/ جندي أميركي مسلم
تاريخ الحلقة: 24/8/2010
-دلالات تصريحات أوباما ومواقفه من بناء المركز الإسلامي
- أسباب العداء للإسلام ومؤشرات تصاعده
- المضايقات العنصرية ضد المسلمين في الجيش
- أبعاد قضية المركز الإسلامي وتداعياتها
محمد العلمي: مشاهدينا أهلا وسهلا بكم في حلقة اليوم من برنامج من واشنطن، الزميل عبد الرحيم فقرا في مهمة وسيكون معكم الأسبوع القادم. ربما كان هذا أسوأ شهر رمضان يعيشه مسلمو أميركا منذ عقود ولم يشعر مسلمو أميركا أنهم مواطنون من الدرجة الثانية كما يشعرون هذه الأيام بسبب رغبة بعضهم بناء مركز إسلامي في نيويورك على بعد بضعة أمتار من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي بدعوى عدم الحساسية إزاء ضحايا 11/ سبتمبر وأسرهم، الحملة المسمومة التي واجهت المسلمين والإسلام غير مسبوقة في عنفها وإهانتها وغير مسبوقة أيضا من مصادرها حيث جاءت على لسان زعماء كبار في الحزب الجمهوري في حين لم يملك معظم زعماء الحزب الديمقراطي شجاعة الدفاع عن أقلية كانت تعتقد أنها تستفيد من أبسط الضمانات الدستورية كباقي المواطنين الأميركيين، بعد اليهود والكاثوليك واللاتين والصينيين والسود أصبح المسلمون والإسلام آخر هدف تسهل إهانته والمبالغة في تجريحه في المشهد السياسي الأميركي دون أن يخاف السياسيون من دفع ثمن لن يبدو أن بعض الجمهوريين أخذوا من الهجوم على الإسلام مطية سياسية لاستعادة السيطرة على أحد مجلسي الكونغرس أو هما معا، لن نركز في هذه الحلقة على وجاهة بناء المركز من عدمه بقدر رغبتنا في التركيز على أسباب هذا العداء للإسلام ولم للآن وهل هناك من وسيلة لتصحيح العلاقة المتأزمة بين معظم الأميركيين والإسلام.
دلالات تصريحات أوباما ومواقفه من بناء المركز الإسلامي
محمد العلمي: قبل أن أنتقل إلى نقاش هذه القضايا مع ضيوفي يسعدني أن أستضيف من مقر وزارة الخارجية الأميركية السيد رشاد حسين المبعوث الأميركي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مرحبا بكم سيد حسين ولكن قبل أن أسألك دعنا نستمع إلى تصريحين يبدو أن الرئيس باراك أوباما يتراجع في التصريح الثاني عما قاله أو أعرب عنه من دعم في التصريح الأول.
[شريط مسجل]
باراك أوباما/ الرئيس الأميركي: إنني أؤمن بأن للمسلمين نفس الحق في ممارسة عقيدتهم الدينية كأي شخص آخر في هذا البلد، وهذا يتضمن الحق في بناء مكان للعبادة ومركز للجالية على أرض مملوكة ملكية خاصة في منطقة منهاتن السفلى.
باراك أوباما: لم أكن أعلق ولن أعلق إزاء الحكمة وراء قرار إقامة مسجد هناك، كنت أعلق بشكل خاص إزاء حق الناس الذي يعود إلى وقت تأسيس الدولة.
[نهاية الشريط المسجل]
محمد العلمي: السيد حسين لماذا تراجع الرئيس في نظرك؟
رشاد حسين: أولا أشكركم جزيل الشكر على استضافتي، رمضان كريم لجميع المشاهدين. ما قاله الرئيس يوم السبت الماضي كان منساقا مع رسالته في مأدبة الإفطار يوم الجمعة وهي أن كافة الدين من كافة الأديان لديهم الحق في حرية العبادة وكذلك لبناء أماكن للعبادة، هذا أمر انتقده البعض وهو أمر أيضا تحدث البعض ضده، إذاً من المهم بالنسبة للرئيس أن يعيد التأكيد على ذلك الحق بالطريقة التي قام بها يوم الجمعة والسبت، الآن ما إذا كان هناك شخص مهم أو مسؤولين حكوميين يجب أن يعلق على حكمة بناء مكان للعبادة مثل كنيسة أو مركز إسلامي أو غيره لذلك تمييز تقوم به أنت في مقدمتك وهو أن هاتين قضيتين مختلفتين وليس مناسبا لمسؤولين حكوميين أن يدخلوا في نقاش بشأن ما إذا كان..
محمد العلمي (مقاطعا): سيد حسين عفوا على المقاطعة سيد حسين أنا لا أقول هذا الكلام، نيويورك تايمز، الواشنطن بوست في افتتاحيات واضحة، السيدة مورين داود المعلقة الشهيرة في نيويورك تايمز كلهم تمنوا لو أن الرئيس سكت يوم السبت لأنه تحدث في الإفطار تحديدا عن مسجد نيويورك ولكنه عاد بعد أقل من 24 ساعة ولأسباب سياسية كما يبدو أو كما قالت السيدة داود لأنه يخاف من فاكس نيوز، هل يخاف الرئيس من فاكس نيوز؟
رشاد حسين: أنتم بنفسكم قمت ببث ذلك الفيديو ورأينا الرئيس يوم الجمعة وما قاله أيضا في يوم السبت في الحالتين يعيد الرئيس تأكيد حق كافة الناس لممارسة معتقدهم بشكل حر بما فيهم المسلمون الأميركيون وأن يبنوا مساجدهم. الآن في الحالتين لم يعلق الرئيس بشأن الحكمة وقال ذلك بشأن واضح أنه لن يعلق على حكمة بناء المسجد وذلك موقف يتماشى مع المقال الذي قمتم بنشره أنتم أنفسكم على الشاشة.
محمد العلمي: السيد حسين، السيدة داود التي أشرت لها قبل قليل في النيويورك تايمز وبعض المسلمين الأميركيين لم يكونوا يفكرون أبدا أنهم سيحنون إلى أيام الرئيس بوش، الرئيس بوش وهو على الرغم من أنه شن حربين ضد دولتين مسلمتين ذهب إلى المسجد مرتين هنا وحاول من خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض التفريق بين المتطرفين وبين الإسلام وباقي المسلمين، لماذا لم يزر الرئيس أوباما ولو مرة واحدة مسجدا أو مركزا إسلاميا، هل يخاف من تهمة كونه مسلما؟
رشاد حسين: أعتقد أنك تعرف موقف الرئيس وما اتخذه وقد عبر في ذلك بشكل واضح عن حق المسلمين الأميركيين بممارسة معتقدهم، وقد تواصل مع المسلمين الأميركيين في خطابه لتولي السلطة وقدم أيضا مقابلة مع قناة العربية وقال في تركيا إنه سيتواصل مع المسلمين وكذلك في خطابه في القاهرة حيث أوضح بأن التطرف العنيف هو وهي قضية أثرتموها ومرفوض من طرف المسلمين وهذه رسالة أكدها مرارا وتكرارا بعد الهجمات المستمرة والتي كانت إحداها في نيويورك، الرئيس أيضا تحدث بشكل قوي بخصوص هذه القضية، أما فيما يتعلق بزيارة المسجد فالرئيس زار اثنين من المساجد المهمة في العالم أحدهما في اسطنبول والأخرى عندما كان في القاهرة ولا نرى ذلك الأمر بصفته أمرا سحريا فنحن نرى انخراطا مستمرا مع الجاليات المسلمة عبر العالم وهذا قد حدث بشكل كبير سواء من خلال التعامل مع النزاعات السياسية ومن خلال زيادة الشراكة التي تربطنا بالدول الإسلامية بصفتها قضايا مهمة وكذلك الانخراط المستمر مع المسلمين في أميركا، الرئيس زار مسجدين وسنواصل هذا العمل في هذا التواصل مع المسلمين حيث إن الرئيس يواصل هذا مع العالم، هدفنا هو أن نجمع بين الناس وأن نجلب الأمن والسلام للعالم.
محمد العلمي: ولكن سيد حسين هل يشعر الرئيس بقلق من هذه الحملة المسعورة ضد المسلمين وأنها تستعدي مليار ومائتين أو ثلاثمئة مليون مسلم حول العالم، تستعدي ملايين المسلمين الأميركيين حتى من فيهم في القوات المسلحة الذين يشعرون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية على الرغم من أنهم يضعون حياتهم فداء لبلدهم؟
رشاد حسين: أعتقد أنه من المهم أن نضع هذا الأمر في سياقه وهو سياق يمثل تعبيرا إيجابيا عن قصة الإسلام في أميركا وحرية المعتقد في أميركا، عندما كنت طفلا يمكنني أن أتذكر بأن زملائي في الصف الدراسي لم يكونوا يعرفون رمضان ولا طبيعته والمدينة التي عشت فيها قرابة دالاس كان لدينا مسجد واحد في تلك المنطقة، الآن في كل مكان هناك ناس يعرفون رمضان والجميع يعرفون الأساسيات المهمة فيما يتعلق بالإسلام، كذلك لدينا أكثر من خمسين مكانا يسمح للمسلمين بأداء صلاة الجمعة فيها في منطقة دالاس ولدينا آلاف المساجد في أكثر من خمسين ولاية في عموم البلد، والنساء أيضا يلبسون الحجاب في الجامعة وكذلك التلاميذ يحتفلون برمضان في الجامعة وإذا حدثت المسلمين العاديين سيقولون لك الحرية المتاحة لنا للتعبير عن عبادتنا قوية جدا والتطورات التي شهدناها في ظل هذه الإدارة هي تطورات إيجابية، لدينا نواب من المنظات الإسلامية في مأدبة الإفطار في البيت الأبيض وتحدثوا بشكل إيجابي عن التجربة الإسلامية في أميركا، أحد أسباب عظمة أميركا هو أنه لدينا هذا النقاش الوطني ولدينا تحديات نواجهها ولكن أيضا لدينا تقليد كما رأيناه في الماضي فعندما يحاول البعض أن يقلصوا حرية الكنيس اليهودي فإن ديمقراطيتنا تنتصر في نهاية المطاف وتلك القيم نؤديها بشكل إيجابي جدا.
محمد العلمي: سيد حسين سؤال أخير وشكرا مرة أخرى لانضمامك إلينا، كأرفع مسؤول مسلم في الحكومة الأميركية وتتحدث عن هذه الجوانب الإيجابية ما تصفه نقاشا حول الإسلام يصفه البعض حملة مسيئة للمسلمين والإسلام، كيف شعرت حينما وصف نيوت جينجرتش زعيم الجمهوريين أو شبه الإسلام بالنازية؟
رشاد حسين: حسنا ذلك جزء مما هو موجود في أميركا فهناك نقاش حي وهناك محادثات يدافع بها الناس..
محمد العلمي (مقاطعا): عفوا على المقاطعة سيد حسين، هذا ليس نقاشا، لا تناقش اليهودية والمسيحية بنعتها بنعوت سيئة، كيف شعرت كمسلم حينما وصف الإسلام بالنازية؟
رشاد حسين: بالتأكيد كما تعلمون بصفتي كمسلم يدافع عن أناس من معتقدات أخرى هذا أيضا يمثل تهديدا لهم وهجوما لهم فنحن ضد كافة أشكال الانغلاق ولكننا في الديمقراطية يحق للناس فيها أن يعبروا عن أفكارهم وكما قلت هناك مجال للأفكار يسمح للناس بأن يناقشوا أفكارهم والتعبير عنها ولكن لنا تقليد ديمقراطي كبير وحرية للمعتقد في هذا البلد وفي تاريخنا بالرغم من أننا نواجه بعض المشاكل فإن لدينا نقاشات وفي نهاية المطاف التسامح هو الذي سينتصر وأعتقد أن ذلك سيكون هو ما سيصير في هذه المرة. أشكركم جزيل الشكر.
أسباب العداء للإسلام ومؤشرات تصاعده
محمد العلمي: شكرا مرة أخرى السيد رشاد حسين مبعوث الحكومة الأميركية لمنظمة المؤتمر الإسلامي. أما الآن فلننتقل إلى نقاش هذه القضية، يشرفني أن يكون معنا السيد نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية والسيد أسامة أبو رشيد رئيس تحرير صحيفة الميزان ومن سان فرانسيسكو ينضم إلينا السيد أسعد أبو خليل أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، مرحبا بكم جميعا، أبدأ بهذا السؤال البديهي، كلكم عايشتم تابعتم الوجود الإسلامي في هذا البلد كيف تفسرون هذه الحملة وكيف ترونها مختلفة عن سابقاتها؟ نهاد.
نهاد عوض: شكرا أستاذ محمد على هذه الاستضافة. في الماضي كنا نلحظ أن هناك أفعالا متفرقة، شخصية سياسية تريد الوصول إلى مركز أو شخصية أكاديمية أو وسيلة إعلامية واحدة، وكنا دائما نتعاطى مع هؤلاء فردا فردا ونعالج المشكلة ونحاول أن نعزلها ولكن أيضا مستوى الجهل مستشري في المجتمع الأميركي عن الإسلام، اليوم نشعر أن هناك منظمات أنشئت خصيصا لمكافحة الوجود الإسلامي وهناك ليس فقط تأييد سياسي إنما دفع سياسي رسمي منظم من بعض الأحزاب، سواء حزب حفلة الشاي أو الحزب الجمهوري وهنالك كذلك منافسة من المرشحين إما على الرئاسة القادمة أو الصراع الداخلي بين الحزبين وهناك ضعف داخل المنظومة الديمقراطية الحزب الديمقراطي تحديدا، وهناك كذلك محطة فاكس نيوز ومثيلتها اليمينية تبنت حملة التشويه وحملة استهداف الإسلام كدين والمسلمين الأميركيين على أنهم خارجون عن النطاق المقبول داخل المجتمع الأميركي وبالتالي حقوقهم مرفوضة ولا يتساوون مع الآخرين.
محمد العلمي: هل ما قيل عن الإسلام خلال الأسبوعين الماضيين جزء من النقاش كما قال السيد حسين حول الحريات الدينية في البلد؟
نهاد عوض: لا أظن أن هذا جزء من النقاش، رشاد حسين نفسه عندما عين لهذا المنصب تعرض لحملة وشن عليه هجوم شنيع وأخذت الكثير من تصريحاته التي هي جزء من حرية التعبير في الولايات المتحدة واستخدمت ضده لكي تشوه صورته وتشوه صورة المسلمين ككل من ورائه، فالمسألة لا تتعلق بحرية النقاش، إذا أخذنا نماذج في الولايات المتحدة عندما يطرح تصريح غير منطقي أو غير مقبول في الولايات المتحدة في جزء في أي مكان في العالم الإسلامي تجد أنه أصبح قضية وكأنها مسألة وطنية تناقش في الولايات المتحدة، وعندما تحدث أحد قادة حماس في غزة عن الهولوكوست كان الإعلام الأميركي يتكلم بكل قسوة عن الفلسطينيين والمسلمين، عندما ينزل مقال في صحيفة سعودية عن الهولوكوست تجد الخارجية الأميركية تعلق على هذه الأمور، فإذاً الأمر لا يتعلق بحرية تعبير وبنقاش، المسألة الآن وصلت إلى مرحلة ضخ كراهية وهذه خزانات فتحت خصوصا بعد انتخاب باراك أوباما، المسألة ليست فقط الدين الإسلامي ولا هي فقط الحزب الديمقراطي، أيضا وجود شخص اسمه باراك حسين أوباما أصر على أن يقسم قسم الرئاسة بالاسم الثلاثي وكانت هذه قضية أيضا أثيرت قضية نقاش، لا، كانت قضية شتائم عندما تسمع لراش ليمبو وغيره وعلى الإذاعات اليمينة الكلام الذي يقال على رئيس الولايات المتحدة هي شتائم بالأحرى لأن له أصولا مسلمة فقط.
محمد العلمي: نعم دعني أنتقل إلى السيد أسعد خليل في سان فرانسيسكو أسعد هل هذه الحملة هي نتيجة وصولية سياسية، الجمهوريون يريدون استعادة السيطرة على الكونغرس أم ناتجة عن جهل أم عن حقد دفين للإسلام والمسلمين؟
أسعد أبو خليل: لا، الأمر أعمق بذلك بكثير وهو يتعدى النقاش الدائر حول موضوع المركز الإسلامي كما أن الموضوع لا ينحصر بهذه الإدارة فقط لهذا أختلف معك الأخ محمد عندما عبرت بشيء من الحنين إلى إدارة بوش كونه زار مرة أو مرتين مسجدا هنا، يجب أن تضيف أنه زار المسجد فيما كانت قنابله وصواريخه تنهمر على رؤوس المدنيين متطرفين ومعتدلين ومعتدلات في أفغانستان وفي العراق، هناك أكثر من جانب لهذا الموضوع، يجب الاعتراف بأن هناك عقيدة كراهية لا تختلف عن عقيدة كراهية أخرى مثل العداء النازي لليهود نحو الإسلام في هذه البلاد، والأمر يتعدى مسألة الاحتضان اليميني الرجعي لهذا العداء بل إنه ينخر في عظم الثقافة السياسية والشعبية في هذه البلاد، كان علينا في المقدمة أن نضيف أن هناك أصواتا ليبرالية مثل هواردين وهو من أكثر الوجوه الليبرالية في الحزب الديمقراطي ممن دعموا معارضة وعدم مناصرة حق المسلمين في هذا المركز، أنا أقول إن هناك عدة عوامل يعني بصرف النظر عن موضوع المركز وأنا أعتقد أن الرجل الإمام عبد الرؤوف يتحمل مسؤولية في هذه الفكرة الغبية التي أتى بها إلينا مما أدى إلى تنامي العداء الرسمي والشعبي ضد الإسلام ولكن باراك أوباما يتحمل مسؤولية قبل أن يتبوأ سدة الرئاسة كونه نأى بنفسه عن الدفاع عن حق المسلمين والمسلمات في العيش سواسية في هذه البلاد وأبعد نفسه عن هذا الموضوع كلية، وعلي أخيرا أن أقول ردا على المسؤول الأميركي الذي يأتون علينا عبر الشاشات ويقولون لنا السلام عليكم بعربية متعثرة يظنون أنهم بذلك يخدعوننا، أقول الجمهور العربي المستمع بأنه ليس صحيحا أن هذا جزء من نقاش حيوي في مجتمع ديمقراطي، هل يجرؤ السيد حسين أن يقول بأن العداء ضد اليهود في ألمانيا النازية كان جزءا من نقاش حيوي؟!
محمد العلمي: بالفعل فقط للتوضيح أخي أسعد أنا لم أحن لأيام بوش وإنما نقلت ما كتبته إحدى المعلقات في نيويورك تايمز، وأيضا الإمام عبد الرؤوف ليس معنا ولهذا لا نستطيع أن نصف فكرته بالغبية. ولكن دعنا ننتقل إلى بعض المعلقين اليهود وبعض السياسيين اليهود، بلومبيرغ عمدة نيويورك جمهوري يهودي رئيس بلدية المدينة التي حصل فيها الهجوم ومع ذلك كان موقفه أكثر مواقف السياسيين تشريفا أو احتراما للدستور إن شئت.
نهاد عوض: طبعا هذه يعني الولايات المتحدة تنفرد في أن هناك نعم حرية التعبير وهناك العداء ممكن أن يصبح تجارة وهناك مستفيدون وهناك شخصيات ومؤسسات وسياسيون يزاودون عليها ولكن أيضا هناك أصوات، أصوات قد نختلف معها في مواقف ونتفق معها في مواقف أخرى على سبيل المثال مايكل بلومبيرغ عمدة نيويورك الذي ذهب إلى إسرائيل وكان مع إسرائيل في حربها على الفلسطينيين الآن يقف مع حقوق المسلمين في نيويورك ويقف بصرامة، هذه الأمور نحن يجب أن نتعلم السياسة ونفرق ولا نحكم على الناس بالعداء المحكم. وكذلك هناك أصوات ليبرالية في البرامج المكتوبة..
محمد العلمي: في الصحافة المكتوبة.
نهاد عوض: وفي الصحافة المكتوبة، وكذلك التوجه الرسمي المسيحي في الكنائس رفضوا فكرة محاربة المركز الإسلامي وحتى فكرة إحراق القرآن، هناك أصوات..
محمد العلمي (مقاطعا): سنأتي على موضوع حرق القرآن، يبدو أنهم سيحيون ذكرى 11 سبتمبر في فلوريدا وفي أحداث بلدة فلويدا بإحراق القرآن يوم 11 سبتمبر. قبل أن أعود إليك أسامة دعنا نستمع إلى ما قاله السيد نيوت جينجرتش الزعيم الفعلي للجمهوريين هذه الأيام والرئيس السابق لمجلس النواب والذي يعتقد أنه مفكر ومن منظري هذا الحزب لنستمع لما قال رفضا لإقامة المسجد في نيويورك.
[شريط مسجل]
نيوت جينجرتش/ رئيس مجلس النواب الأميركي السابق: ليس للنازيين الحق في وضع لافتة إلى جوار متحف الهولوكوست في واشنطن.
سارة بيلين: هذه صفعة في وجه الذين قتلوا يوم 11 سبتمبر.
[نهاية الشريط المسجل]
محمد العلمي: أسامة هذه زعامات الحزب الجمهوري السيدة سارة بيلين والاثنان معا يستعدان لخوض الانتخابات القادمة على رأس البطاقة هذه المرة لكننا لم نشعر من الديمقراطيين كما قال نهاد بأي امتعاض أو سخط أو شجب لهذا الكلام؟
أسامة أبو رشيد: طبعا لأنها أصبحت حملة انتخابية ولكن أريد أن أربط ما رأيناه الآن بمقدمتك التي اعترض عليها الدكتور أسعد، أنا أفهم أنتم لم تقل إن المسلمين يحنون إلى أيام بوش وإنما نقلت هذا الكلام، ولكن زمن إدارة جورج بوش، جورج بوش كان ليس مثقفا ولا هو صاحب قدرات خطابية فكان خطابه دائما سهلا والكلمات بسيطة معبرة يفهمها الأميركي العادي، أوباما يتحدث -كما يقولون هنا الآن- كبروفسور في القانون، المشكلة أن هناك ضحالة في الولايات المتحدة خصوصا عندما يتعلق الأمر بالإسلام وهناك عداء وليس فقط وعيا، لكن لذلك مثل سارة بيلين والتي هي من أشد السياسيين ضحالة في الولايات المتحدة تستطيع أن تتواصل مع غالبية المجتمع غالبية شرائح المجتمع الأميركي بهذا الخطاب الذي يصل إلى درجة السطحية والغباء، ولذلك هذه إحدى المشاكل التي نواجهها، نحن نتحدث كأن العالم العربي الإسلام عالم غير مثقف وعالم غير واع، لا من قال إن الوعي في الولايات المتحدة أكبر أو سقفه أعلى من سقف الوعي في بلادنا؟ هذه مشكلة قضية ينبغي أن ندركها، لذلك عندما يتكلم جينجرتش عندما يتكلم فهو يقصد ما يقول لأنه يريد أن يحضر نفسه سواء للانتخابات أو أن يعطي لنفسه موقعا في تحديد الخطاب القادم والموقع القادم للحزب الجمهوري لكن لمثل سارة بيلن دائما تتجه للغوغائية لأن هذا هو الخطاب الدارج وهذا هو مستواها الحقيقي للأسف وللأسف هي تتعامل مع شرائح واسعة ممن لا زالت تقتنع أن الرئيس مسلم وبأن الرئيس ينبغي أن يحضر لهم شهادة ميلاده رغم أن إحضار شهادة ميلاده وهو حاكم الولاية هاواي هو جمهوري ويقول ولد نزلت تهنئة له في الصحف الأميركية..
محمد العلمي (مقاطعا): يتعاملون معه كمولود غير شرعي نعم.
أسامة أبو رشيد: نعم، ونزل خبر أنه ولد في تلك السنوات وكأنهم كانوا يعلمون أنه في الخمسينيات أنه سيصبح رئيس الولايات المتحدة في 2008، فإذاً هذه من المشاكل التي نواجهها في أميركا والإسلام أصبح الآن وقود هذه المعركة لبعض الغوغائيين وأريد أن أقول هذه العبارة الشياطين مثل جينجرتش فيما يتعلق بالتحريض على الإسلام.
محمد العلمي: خليل هذا الكلام وقال كلاما شبيها به السيد رون بول المرشح الجمهوري للرئاسة سابقا والذي أصدر بيانا شديد اللهجة واتهم زملاءه في الحزب بأنهم يلعبون بالنار واتهم المحافظين الجدد بأنهم يريدون الحفاظ على النار مشتعلة لأميركا مع المسلمين في آسيا وفي الشرق الأوسط، هل تعتقد أن هناك بالفعل مؤامرة مبيتة من وراء هذا الكلام للحفاظ على جبهات أميركا مشتعلة مع العالم الإسلامي؟
أسعد أبو خليل: لا، الأمر أبعد وأعمق من ذلك بكثير وأنا لا أتفق على التركيز على نماذج من الحزب الجمهوري لأن الإدارة الأميركية الحالية تتحمل مسؤولية جمة في عدم الرد على الكراهية ضد الإسلام أثناء الحملة الانتخابية كما أنها تنأى بنفسها عن محاولة التشديد على الحق الدستوري للمؤمنين والمؤمنات من مختلف الأديان وحتى من الملاحدة في هذه البلاد بناء على التعديل الأول في هذا الدستور، كما أن الرئيس أوباما في هذا الأسبوع فقط أصدر بيانا رسميا في البيت الأبيض يذكر فيه الشعب الأميركي بأنه مسيحي العقيدة والدين، هذا دليل بأنه عندما يتعرض لاتهام والانتماء للإسلام في هذه البلاد هو اتهام خلافا لما قاله السيد حسين الذي يبدو أنه غير عالم بمدى الجهل والكراهية ضد الإسلام والمسلمين في هذه البلاد، البيان صدر بعد أن..
محمد العلمي: وهل تعتقد أسعد أن للأزمة الاقتصادية دورا في هذا النوع من الإيمان لدى الأميركيين بأي شيء؟
أسعد أبو خليل: لا شك في أن المراحل الاقتصادية الصعبة دائما تجد أن الشعب يسهل انقياده نحو كراهية واستعداء فئة من الشعب كانوا سودا أو مكسيكيين أو عربا ومسلمين هذه الأيام، الإدارة الأميركية كانت تستطيع أن تقتل هذه الحملة المتنامية في الجسم السياسي والشعبي الأميركي عبر إصدار موقف حاسم ولكن موقف المراوغة لباراك أوباما كان واضحا في دلالاته بأنه ليس هناك من مسؤول أميركي ديمقراطي أو جمهوري يستطيع أن يتحمل العواقب السياسية للدفاع عن الحق الدستوري لفئة من الشعب الأميركي، كما أنه يعني هناك جانب آخر في أنه أكثر من 60% من هذا الشعب وهم ليسوا كلهم جمهوريين وجمهوريات يعادون فكرة إنشاء المركز الإسلامي في نيويورك.
محمد العلمي: نعم، أسعد على ذكر هذه الفكرة، زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد ويعتقد أنه هو الذي ضغط على الرئيس أوباما للتراجع عن خطابه من حفل إفطار إلى يوم السبت. لنستمتع إلى هاري ريد والموقف من المركز الإسلامي في نيويورك.
[شريط مسجل]
هاري ريد/ زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ: يمنحنا الدستور حرية الدين، أعتقد أنه من الواضح أن المسجد ينبغي أن يبنى في مكان آخر.
[نهاية الشريط المسجل]
محمد العلمي: على المسجد أن يبنى في مكان آخر على الرغم من أنه حق دستوري، البناية ملكية خاصة، هل هناك خيبة أمل الآن من الديمقراطيين شبيهة بما شعر به المسلمون بعد انتخاب الرئيس بوش 2000..
نهاد عوض: يجب التوضيح أولا أن هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي هو الآن يخشى أن يخسر الجولة الانتخابية في ولاية نيفادا فهو يعكس الضعف، ضعف القيادة..
محمد العلمي (مقاطعا): إذاً فهل تعتقد أنها وصولية سياسية.
نهاد عوض: وصولية سياسية بشعة وكذلك أيضا فهم مؤلم على أن قياديين سياسيين من مستوى هاري ريد وأمثاله يعتقدون بأن الإسلام جزء من المشكلة وأن المسلمين والإسلام هم كانوا أسباب11 سبتمبر وأن المسجد سيبنى على ركام وفي منطقة الحادث في حين أنه بعيد شارعين عن المنطقة بالتالي لصق الإسلام بها هو مشكلة كبيرة وقناة سياسية قاتلة، وأعتقد أن هذا الفراغ القيادي هو الذي يسبب مشكلة للدولة وللمجتمع الأميركي في داخل فئاته وكذلك صورة الولايات المتحدة أمام العرب والمسلمين حول العالم.
محمد العلمي: نعم سنعود لمواصلة هذا النقاش ونتحدث أيضا إلى جندي أميركي مسلم تصله شرارة هذه الحملة المعادية للمسلمين من طرف زملائه الجنود، ابقوا معنا سنعود بعد قليل.
[فاصل إعلاني]
المضايقات العنصرية ضد المسلمين في الجيش
محمد العلمي: مرحبا بكم مرة ثانية. الحملة الحاقدة على الإسلام تؤثر أيضا على جنود مسلمين يفوق عددهم الثلاثة آلاف وسبعمئة جندي يلبسون الزي العسكري الأميركي ويطلب منهم القتال في دول إسلامية في الوقت الذي يتعرضون فيه للمضايقات العنصرية من زملائهم الجنود، من أولئك السيد زاكاري كلاون الذي كتبت الصحافة الأميركية كثيرا عنه وعن معاناته لكن وضعه لم يتغير كثيرا، ويسعدنا أن ينضم إلينا السيد زاكاري من مدينة أوستن من ولاية تكساس. سيد زاكاري السلام عليكم.
زاكاري كلاون: عليكم السلام، رمضان مبارك لكم جميعا.
محمد العلمي: كيف يمكن أن تعطينا فكرة كيف أثرت هذه الحملة المعادية للإسلام والتي تزامنت مع رمضان في وضعك في قاعدة فورت هود التي شهدت إطلاق نار من طرف جندي مسلم أميركي سابق وكيف هي معاملتك الآن في هذه الأيام؟
زاكاري كلاون: بالتأكيد حتى قبل تلك الهجمة المريعة فإن الشعور العام بكراهية الإسلام كان موجودا في الجيش الأميركي وذلك واضح في تدريباته ضد الإرهاب وكذلك في المناخ العام الذي يحيطني ولسوء الحظ فإن بعض التمييز الذي مررت به هو نتيجة لهذا المناخ.
محمد العلمي: هناك من يتحدث بأن ربما المؤسسة العسكرية هي الأكثر انفتاحا على الأقليات هناك مسجد في البنتاغون تتحدث عنه الصحافة الأميركية مؤخرا، كيف تؤكد هذه المعاناة على الرغم من ادعاء المؤسسة العسكرية أنها الأكثر انفتاحا على الأقليات وعلى النساء وغير أولئك ممن يعانون عموما في المجتمع بصفة عامة؟
زاكاري كلاون: حسنا أعتقد أن هناك سوء فهم كبير بشأن واقع ما يحدث داخل الجيش وما تعبر عنه وسائل الإعلام الرسمية، حقيقة الأمر هو أن هناك شعورا بكراهية الإسلام وهناك سوء فهم كبير للمعتقد الإسلامي وذلك يشير إلى الرؤية السلبية التي تصل الجيش وكذلك مع التدريب الذي نحصل عليها والمعلومات التي نحصل عليها كل هذا يمثل رؤية دعائية ضد الإسلام ولسوء الحال نمر بها حتى الآن وأعتقد أن ذلك يعبر بشكل كبير عما يحدث في مجتمعنا حاليا، بصفتي مواطنا أميركيا وجنديا أنا أرى معارضة الأميركيين لحق بناء مسجد أميركي في أطلال 11 سبتمبر هو صفعة لنا، إن شخصا في الجيش الأميركي أن يدافع ويدافع عن تلك الكنيسة أن يتم منع حقه في بناء ذلك المسجد ذلك يمثل أمرا سيئا وأعتقد أن كراهية الإسلام واضحة في الجيش لكنها أيضا موجودة في مجتمعنا لسوء الحظ.
محمد العلمي: زاكاري سؤال أخير وشكرا لانضمامك إلينا، هل ممكن أن تعطينا بعض النماذج من هذه المقايضات التي تتحدث عنها والتي تعرضت لها شخصيا؟
زاكاري كلاون: بالتأكيد أنا شخصيا تلقيت الكثير والكثير من التعليقات المهينة وحتى بعض التحرش لملكيتي الخاصة من العديد من الجنود وحتى من بعض القيادات في الجيش لكن الأهم من ذلك فإن موضوع التدريب الذي نخضع له يمثل ضربة وصفعة كبيرة لديني وأي مسلم يكون في الجيش يتعرض لهذا التدريب يظهر أن ذلك يمثل قراءة خاطئة للإسلام وذلك يؤثر بشكل كبير على معنويات الجنود المسلمين.
محمد العلمي: السيد زاكاري كلاون الجندي الأميركي المسلم شكرا لك لانضمامك إلينا من أوستن في ولاية تكساس. أسامة هل كان من واجب الرئيس باراك أوباما كالقائد الأعلى للقوات المسلحة وهو يسمع كل هذا القدح في دين جنود تحت إمرته أن على الأقل أن يخفف من معاناتهم؟
أسامة أبو رشيد: الأصل نعم طبعا خصوصا وأن هذا الرجل يعني ذهب إلى الانتخاب على أساس أنه ليس فقط الذي سيصلح الاقتصاد الأميركي ويعيد اللحمة إلى المجتمع الأميركي وإنما هو أيضا الرجل الذي سيمد أيديه إلى العالم وسيصلح العلاقة مع العالم خصوصا العالم الإسلامي لأن مشكلة أميركا هي الآن في العالم الإسلامي سواء بسبب الاحتلال أم بسبب العداء الآن في المشاعر، لكن أوباما فشل فشلا ذريعا، لنكن صريحين، أوباما يتحدث كثيرا خطابه إيجابي لكن على مستوى السياسات أوباما هو نفسه المرشح الذي أخرج أو حملته أخرجت محجبتين من إطار الصورة خلال حملته الانتخابية أوباما الذي دعا في العام الماضي على مؤتمر الإفطار ممثلين عن المثليين الجنسيين من المسلمين ليحضروا الإفطار ولم يدع القيادة الحقيقية للجالية المسلمة، في هذا الإفطار أيضا من الذي جاء؟ عدد كبير من القيادة المسلمة غير حاضرة، هناك محاولة لإعادة صياغة الإسلام في كل الولايات المتحدة إعادة لصياغة الفهم الإسلامي، ونقطة أخيرة محمد يعني أنا أخشى أنا حقيقة لا أخشى من قضية بناء المركز الإسلامي سواء سيبنى أم لا، أخشى ما أخشاه أن يضطرنا هذا الضغط الذي يمارس علينا كجالية وكمسلمين إلى أن نغير الكثير من ثوابتنا يعني قبل أسابيع قليلة كان عدد من ممثلي الجالية المسلمة الذين يسمون قيادات لأنهم مقبولون من البيت الأبيض ويدخلون البيت الأبيض كانوا في زيارة إلى بولندا لأحد مواقع الهولوكست هناك والآن يتحدثون عن الهولوكوست وعما حصل في الأربعينيات من القرن الماضي وفي الثلاثينيات لكن لا نسمعهم يتحدثون عما حصل في غزة ولو ذهبت لبعضهم -أحدهم إمام- لا يسمح لك أن تتحدث عن غزة فهذه مشكلة..
أبعاد قضية المركز الإسلامي وتداعياتها
محمد العلمي (مقاطعا): دعنا أسامة نبقى مع المركز الإسلامي في نيويورك، قبل أن أنتقل إلى سعد لنستمع إلى الإمام مركز هذه القضية المثيرة للجدل السيد فيصل عبد الرؤوف رئيس مبادرة ما كان يسمى بقرطبة والتي غيروا الاسم أيضا تحت الضغط، لنستمع إلى الإمام.
[شريط مسجل]
فيصل عبد الرؤوف/ رئيس مبادرة قرطبة: مبادرة قرطبة هي مبادرة لتحسين العلاقات بين الأمة الإسلامية والعالم الغربي والديانات غير الإسلامية، بيت قرطبة من ضمن المشاريع بتاع بيت قرطبة بدأت بصراحة قبل 11 سبتمبر، أنا بقى لي هنا في أميركا 45 سنة ولاحظت أن في حاجة لمركز ثقافي مركز فيه يعني برنامج غير البرنامج اللي بيحصل في المساجد، إحنا في حاجة هنا في أميركا أن ننشئ جالية إسلامية أميركية، إحنا طبعا عارفين أن قرب المكان لغراوند زيرو يعني حيخلي المكان ده معروفا ده طبعا كنا متوقعينه بس رد الفعل السيء ده ما كناش يعني متوقعين بهذا العنف، أولا ده مش مسجد ده مركز community center مركز للجالية بصفة عامة، ثانيا الموقع ده مش في غراوند زيرو، غراوند زيرو يعني اثنين block على بعد ثاني فيعني كلمة أن ده غراوند زيرو ده مش اسم المكان، في جهل كبير جدا هنا في أميركا عن الإسلام، إحنا من ضمن أهدافنا طبعا أن إحنا يعني نفهم الناس إيه هو الإسلام وإيه هم المسلمين والإسلام دين بيحب السماح وبيحب السلام وهؤلاء اللي عملوا هذا الشيء مش يعني العمل ده مش عمل إسلامي فده طبعا من ضمن أهدافنا ومن ضمن جهدنا لازم نعملها في المستقبل نفهم الناس إيه هو الإسلام وإيه هم المسلمين.
[نهاية الشريط المسجل]
محمد العلمي: الإمام فيصل عبد الرؤوف متحدثا إلى الزميل خالد داود. لو انتقلت إلى أسعد في سان فرانسيسكو، أسعد هذا الإمام سوّق والآن يقوم بجولة في إطار مهمة لوزارة الخارجية الأميركية على أنه وجه للإسلام المعتدل الصوفي المسالم ومع ذلك في الوقت الذي يتعرض لهجوم شرس هو وديانته ومشروعه لم يأت أحد من الحكومة للدفاع عنه على الرغم من أنها تنفق على جولة لتحسين صورة أميركا في العالم الإسلامي.
أسعد أبو خليل: أكاد أقول إنه يستحق هذا الهجوم الشنيع الذي تعرض له بناء على الفكرة الغبية والرعناء التي أدت إلى إساءة وضع المسلمين في هذه البلاد، هذا من دون الانتقاص من الحق الدستوري..
محمد العلمي (مقاطعا): ولكن أسعد أليس من حقه أن يبني مركزا..
أسعد أبو خليل: لحظة شوي، طبعا..
محمد العلمي: يملك البناية يعني ما هو المانع يعني؟
أسعد أبو خليل: طبعا سأذكر ذلك يعني هذا تتمة الجملة، هذا من دون الانتقاص من حق أي مسلم ومسلمة بناء وتشييد مسجد في أي مكان في هذه البلاد لكن بناء على المحتوى والسياق الثقافي المعادي للإسلام بعد 11 أيلول كان يجب أن يكون هناك استشارة من الجالية العربية والإسلامية على هذه الفعلة، وهو يقول في هذا الحديث بأنه كان يهدف إلى تحسين علاقة المسلمين بالغربيين والمسيحيين واليهود في هذه البلاد، أسأله هنا هل أدى ذلك إلى تحسين هذه العلاقة أم أدت إلى إساءة إليها؟ ثانيا يعني هو يقول إن الفكرة كانت يعني بهدف التقريب، يعني كيف يتم ذلك؟ المشكلة الأساسية أننا نعاني في هذه البلاد من الارتباط في أذهان العامة بين الإرهاب و11 أيلول وبين المسلمين، جاء هذا الرجل ليقول لهم أنا أنشئ لكم مركزا إسلاميا على بعد أمتار من مركز التجارة العالمي وكأنه يغذي الأحقاد المعادية للإسلام في هذه البلاد وهذا ما حدث. كما أنني يجب أن أقول إنني أعيش في هذه البلاد لنحو ثلاثين سنة وأنا أعرف كل الذين ينشطون ويعملون من أجل القضية الفلسطينية، لم أسمع بهذا الرجل في حياتي كما أن جريدة نيويورك تايم ذكرت عنه أنه يعتبر نفسه في حديث صحفي بأنه مؤيد لإسرائيل.
محمد العلمي: ومع ذلك لم يرحموه. هذه النقطة أيضا أثارت انتباه كل وسائل الإعلام حتى الجدي منها، مجلة تايم مثلا طلعت هذا الأسبوع على غلافها "هل لدى أميركا مشكلة مع الخوف من الإسلام؟" وجاء في المقال "لقد أبرزت هذه القضية المثيرة للجدل مظاهر عديدة للمشاعر المعادية للإسلام في كل أنحاء البلاد مما يثير سؤالا أوسع، هل لأميركا مشكلة مع الإسلام؟ وهل الهجوم الإرهابي في الحادي عشر من سبتمبر وغيره قد حرم المسلمين نهائيا من الاندماج في الحياة الأميركية؟" هل حرمتم نهائيا الآن من الاندماج في الحياة الأميركية؟
نهاد عوض: لا، الحقيقة أنا لدي وجهة نظر مختلفة، أعتقد أنه برغم الضغط والحقائق أمامنا مكشوفة، نسبة جهل الأميركيين بالإسلام عالية جدا قد تكون الأعلى، عندما يذكر أن حوالي 68% ضد المركز الإسلامي لأن السؤال الذي وجه إليهم مركب بشكل خاطئ سيعطي هذه النتيجة ومن جانب آخر نفس النسبة حسب غالب بول محطة استطلاع الرأي في بداية السنة تقول إن حوالي 70% من الأميركيين يعني يقولون إنهم لا يدركون شيئا عن الإسلام وبالتالي الإجابة في نفس السؤال، الجهل بالإسلام..
محمد العلمي (مقاطعا): ولكن نهاد هل هناك مزايدة في العداء؟
نهاد عوض: لا شك..
محمد العلمي: يعني حتى إحراق القرآن كما أشرت قبل قليل، الآن يزايدون على بعضهم البعض من يكون أكثر كراهية وحقدا؟
نهاد عوض: دعني أكن عمليا، هناك نقطتان، النقطة الأولى بالرغم من أن الأصوات مسلطة على الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة أنا أعتقد بالرغم من سوئها يجب أن نستخدمها كمحطة تثقيفية وتعليمية عن الإسلام في الولايات المتحدة ونطلق المشاريع، مشاريع توعية المجتمع الأميركي وعندما تسلط الأضواء على الإسلام سيسطع نور الإسلام وبالتالي يجب علينا أن نضخ المعلومات عن الإسلام نخرج على وسائل الإعلام نجادل بالحسنى نثقف الناس لأن المجتمع الأميركي ما زال مجتمعا منفتحا يتقبل الآخرين والتقصير هو من طرف المسلمين. وأخيرا بالنسبة لموضوع حرق القرآن، أنا يعني أوصي المسلمين في الولايات المتحدة ألا يعطوا هذا العمل الجبان الذي يريد تسليط الأضواء عليهم من كنيسة صغيرة لا تمثل الكنائس في أميركا ولا تمثل العقلاء في أميركا ألا تستعدي وتستفز مشاعر المسلمين بدرجة أن بعض المسلمين خصوصا في العالم العربي والإسلامي أن يكون لديهم مشاعر أو ردود أفعال عنيفة تكرس..
محمد العلمي: أو مشحونة بالعواطف..
نهاد عوض: تكرس ما يريده هذا الشخص وهذه الكنيسة وهو تكريس فكرة أن المسلمين لا يحتملون رأي الآخرين أو تصرفاتهم ويستخدمون العنف وهذا يعطي انطباعا يعني يثبت لغير المسلمين بأن المسلمين عنيفون وأنهم لا يحترمون الآخر وما إلى ذلك، بمعنى آخر -اسمح لي أخي محمد لأن هذه النقطة حساسة والكل يتصل بنا ليسأل ماذا نعمل- نقول لا تعيروه الاهتمام ركزوا على عملكم على بناء الصداقات والعلاقات بناء الحوار ركزوا على القيادات الدينية والسياسية لأن يكون لهم مسؤولية قيادية ويعملوا موقفا تاريخيا ويعزلوا هؤلاء، وأخيرا موضوع حرق القرآن يعني الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ الإسلام وحفظ القرآن الكريم، الكتاب الفيزيائي عندما يتلف يعني لا يجب أن نثير مشاعر المسلمين بحيث أنهم يقوموا بتصرفات تخالف تعاليم الإسلام وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم.
محمد العلمي: ولكن أسامة يبدو من ناحية أخرى أن هذا دليل على الإفلاس الفكري والأخلاقي للحزب الجمهوري الذي يعادي الأميركيين من أصول لاتينية يعادي السود لا يملك بدائل لمشاكل البطالة والحرب والعجز في الميزانية وأنه فقط يريد استعادة السلطة عن طريق الخوف والتخويف وأنه لا يمكن لهذه الأفكار أن تستمر.
أسامة أبو رشيد: ولذلك إذا استمر الحزب الجمهوري على ما هو عليه لربما خلال عقدين سيتحول إلى حزب بعض الولايات الجنوبية وليس حزب كل الولايات الجنوبية والحزب الجمهوري أيضا هناك أصوات عاقلة، حتى جورج بوش -يعني أشعر بالخجل أنني أقولها- أنه كان في يوم من الأيام أحد الأصوات العاقلة الذي أراد أن يوسع قاعدة الحزب الجمهوري ولم يوافقه الحزب الجمهوري خصوصا ما يتعلق باللاتينوس. لكن أريد أن أضيف إلى نقطة قالها نهاد، أنا أتفق بشكل كلي مع نهاد في أن هناك مشكلة في الوعي في الولايات المتحدة واستطلاعات الرأي هذه تدل على جهل لا تدل على حقد وعلى سوء لدى شرائح كثيرة من المجتمع، نتحدث على المستوى الشعبي، لكن ينبغي ألا أيضا نهمل بعدا آخر، هناك نخبة الآن تقوم بعملية صناعة للعدو، هذا العدو هو الإسلام خارجيا وهذا العدو هو الإسلام داخليا بمعنى خارجيا يريدون عدوا لكي تبقى هذه المصانع الحربية والعسكرية والقوة والعضلات الأميركية تبقى في حالة يعني عمل مستمر حتى لا تضمر وهذه من الرسالة التي كتبت لبيل كلينتون ومن الذين وقعوها جماعة تشيني وجون بولتن و..
محمد العلمي: القرن الأميركي الجديد.
أسامة أبو رشيد: نعم القرن الأميركي الجديد، وعلى المستوى الداخلي هناك تعامل مع المسلمين من البوابة الأمنية، حتى القيادات المعتدلة القيادات العاقلة يتم التعامل معها عبر البوابة الأمنية حتى تحت إدارة أوباما، المسألة أكبر من أوباما ومن بيت أبيض، هذا تغلغل في الثقافة تغلغل في مؤسسات صنع القرار الأميركي.
محمد العلمي: شكرا أسامة، دعني أذهب في سؤال أخير إلى أسعد في سان فرانسيسكو، اسعد ألا تعتقد أن هناك جانبا منصفا لدى المواطن الأميركي العادي؟ صحيح أن هناك أمية بالإسلام وبالمسلمين لكن المواطن الأميركي العادي مستعد للإنصات وأثبت التاريخ أنه تصالح مع ماضيه مع السود ومع اللاتين ومع المرأة إلى غير ذلك وأن على المسلمين أن يشرحوا قضيتهم وسيجدون أكبر دعم في المواطن الأميركي العادي؟
أسعد أبو خليل: يعني لا أعتقد ذلك، هذا يعني مبالغة في تصوير واقع الشعب الأميركي كما أن ما قاله الضيف محاولة التفريق بين الجهل والكراهية غير مؤاتية لأن الجهل والكراهية صنوان يعني الواحد يولد الآخر، أنا أرى أن الفرد الأميركي على المستوى الشخصي هذا صحيح ما قلت أخ محمد يعني هم مستعدون ومستعدات للاستماع ولانفتاح الذهن وغيره لكن على المستوى الجماعي هناك حالة من الاستعداء، كما أننا لا يجب أن نذهب بعيدا عبر القول إن أميركا تسامحت مع ماضيها العنصري والمهين ضد فئات كبيرة من الناس من النساء والمكسيكيين وغيرهم، هناك جانب من الوطنية الأميركية المتغطرسة التي ترفض أن تعترف بأي نوع من التاريخ المشين لهذه البلاد كما أن المسلمين مستبعدون من التصالح الاجتماعي في هذه البلاد.
محمد العلمي: شكرا أسعد، في ختام هذه الحلقة أشكر ضيوفي في الأستوديو نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، أسامة أبو رشيد رئيس تحرير صحيفة الميزان ومن سان فرانسيسكو أسعد أبو خليل أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، كما أشكر كل من ساهم في إعداد هذه الحلقة في الدوحة وهنا في واشنطن خاصة الزميلتين داليا ودينا، كما أشكركم مشاهدينا الأعزاء وإلى اللقاء.
المصدر: الجزيرة
جميع حقوق النشر محفوظة
2000 - 2010 م