صيداويات - بهية الحريري وأسامة سعد .. استحالة اللقاء - جمال الغربي
بهية الحريري وأسامة سعد .. استحالة اللقاء
صيداويات - الثلاثاء 28 أيلول 2010
جمال الغربي - البناء - صيدا:
ترخي الأزمات السياسية الراهنة بظلالها على واقع الحياة في مختلف أرجاء الوطن، إذ أن الإنقسام بين موال ومعارض يشمل أموراً عديدة، وإن كانت حالياً المحكمة الدولية وما يتعلق بها من تداعيات شهود الزور ومن وراءهم، وهل ستتم محاسبتهم هي الأبرز. بالإضافة إلى تساؤل: هل سيكون هناك قرار ظني سياسي للمحكمة يتهم المقاومة وتحديداً حزب الله؟
مشهد القوى السياسية يختلف كثيراً بين منطقة وأخرى. وما بين عاصمة لبنان الثانية طرابلس وعاصمة الجنوب صيدا قواسم عديدة ومشتركة، إلا أن الحراك السياسي في صيدا ليس هو نفسه في طرابلس التي شهدت في الآونة الأخيرة احتجاجات وتحركات شعبية ويافطات وصوراً وصلت إلى حد إشهار السلاح وإطلاق التهديد والوعيد علناً بحجة الدفاع عن «الطائفة السنية» من تنظيم وتوجيه نواب وقيادة تيار المستقبل وحلفائهم في بعض القوى السلفيّة.
أما في عاصمة الجنوب فقد غابت هذه الصورة الميدانية كلياً عن المشهد الإعلامي، ولكن هذا لا يعني، بحسب مصادر صيداوية متابعة، أن الفريق الأزرق في صيدا وحلفاءه غائبون عن السمع. إذ أن السيمفونية المعهودة لهذا التحالف ما زالت تمارس هوايتها المفضلة وهي بث الخطابات واللغة المذهبية التحريضية وتعزيز إنتشارها في الشارع الصيداوي، فضلاً عن محاولة توريدها إلى المخيمات الفلسطينية، وهذا ما بدا جلياً في بعض الإفطارات الرمضانية التي جرت آخر أيام شهر الصيام.
وتضيف المصادر، أن مغزى كلام رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب فؤاد السنيورة خلال جولته الصيداوية الأخيرة حول ضرورة الدفاع عن عمل وإستمرار المحكمة المتعلق بإغتيال الرئيس رفيق الحريري، سيما بعد إعتراف رئيس مجلس الوزراء سعد الدين الحريري بوجود شهود الزور. وما شهدته الساحة السياسية اللبنانية من تداعيات حول الكثير من الأمور يشكل عنصراً مساعداً بإعطاء أزمة المحكمة الدولية وشهودها الزور طابعاً مذهبياً.
في ظل هذه الأجواء التي تشهدها صيدا، بدأ الهمس هنا وهناك عن مبادرات من قبل فاعليات صيداوية إقتصادية وسياسية ودينية تضع نفسها في خانة الإعتدال السياسي حول عقد لقاءات صيداوية تجمع بين مختلف الأفرقاء السياسيين في المدينة وتحديداً بين نواب تيار المستقبل من جهة ورئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، في مكان محايد، تحت عنوان: إستقرار وأمن المدينة ودرء الفتنة عنها وتحييدها عن أي صراعات قد تشهدها الساحة اللبنانية . غير أن مصادر الدكتور أسامة سعد تؤكد لـ»البناء» إستحالة عقد أي لقاء بين سعد ونواب المستقبل في صيدا في المدى المنظور وهذا غير وارد في أجندة سعد. وتشير أن ليس هناك من سبب وجيه لعقد مثل هكذا لقاء في ظل الخطاب المذهبي الذي ينتهجه النائبان بهية الحريري وفؤاد السنيورة بالإضافة ومن يدور في فلكهما.
ورأت المصادر أن محاولات الإلتفاف تحت حجة أمن وإستقرار المدينة من أجل عقد مثل هذه اللقاءات يعطي الشرعية للقوى التي تعارض المقاومة وشرعيتها وسلاحها، تارة من منطلقات مذهبية وتارة تحت حجة المحكمة الدولية.مشيرة إلى أن أمن وإستقرار صيدا يبدأ وينتهي بالإقلاع عن الخطابات والممارسات المذهبية. ولافتةً إلى أن الخلاف في صيدا وفي لبنان هو خلاف سياسي بإمتياز وليس خلافاً مذهبياً.
وتؤكد مصادر سعد أن القوى الوطنية في المدينة وعلى رأسها التنظيم الشعبي الناصري لن تسمح لقوى 14 آذار ومن يقف وراءها، أن يجعلوا صيدا شوكة في خاصرة المقاومة مهما كلف الثمن.
وكان سعد قد إستقبل في مكتبه في صيدا وفداً من قيادة الجماعة الإسلامية برئاسة مسؤولها السياسي في الجنوب بسام حمود حيث عرضا المستجدات السياسية الراهنة.
http://www.saidacity.net