صيداويات -أيام وعادات وأخلاق ليتنا نستعيدها في رمضان - عبد الرحمن حجازي
أيام وعادات وأخلاق ليتنا نستعيدها في رمضان
صيداويات - الأربعاء 01 أيلول 2010
عبد الرحمن حجازي - اللواء - صيدا:
إعتادت مدينة صيدا منذ القدم الإحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك بأن تلبس المدينة ثوب زينة متعدد الأشكال والأنواع أعدته ربات البيوت، فلم يكن في الماضي وسائل الزينة العصرية المتطورة الألوان والأشكال والأحجام• وعندما نذكر مدينة صيدا فإننا نعني ما يعرف اليوم بصيدا القديمة•
كانت المدينة تتشارك جميعاً في الزينة الرمضانية، السكان يزينون أمام أبواب منازلهم، وكل زينة تبرز مكانة صاحب البيت الإقتصادية من حيث نوع الزينة المصنّعة بيتياً، والأوقاف الإسلامية تتولى تزيين المساجد وبخاصة المآذن بالأعلام والمصابيح الكهربائية، وتهتم البلدية بتزيين الساحات العامة وبخاصة ساحة ضهر المير وباب السراي•
ومن أراد أن يتعرف على الوضع الإقتصادي للمدينة، يتعرف على ذلك من خلال زينة رمضان•
ففي المدن الإسلامية قديماً، كان باب المنزل (الزفاف) وزينة رمضان مظهران يرسمان بوضوح ما في داخل المنزل• فباب المنزل كان له مطرقتان:
- إحداهما ضخمة تصدر صوتاً قوياً، فإذا طرقت عرف سكان المنزل أن الطارق رجل، فتفسح نساء المنزل المكان ليستقبل رجل البيت زواره•
- ومطرقة تصدر صوتاً خفيفاً، فإذا طرقت علمن نساء المنزل أن الطارق إمرأة فيفسح الرجال في المكان لتستقبل النساء زوارهن في (المنزول)، وهو الإسم الذي كان يطلق على الصالون•
وبين المطرقتين قد توضع في بعض الأحيان مطرقة لا تستعمل للطرق وإنما للإعلام أن داخل المنزل فتاة في سن الزواج•
فالمار في الشارع يستدل من المطرقة الثالثة على وجود فتاة في سن الزواج داخل المنزل، ويستدل عن الوضع الإقتصادي لسكان البيت من خلال الزينة المتواضعة•
والمدهش في ذلك كما يروي أحد كبار السن عن جدته، أن الميسورين من أبناء المدينة كانوا يرسلون زوجاتهم لتقديم المال إلى هذه العائلات، فيدخلون البيوت دون أن يشعر بهم أحد• ولكن كثيراً ما كان سكان المنزل مع صعوبة أوضاعهم الإقتصادية يحمدون الله تعالى ويتعففون عن أخذ المال بإعتبار أن هناك من هو أحق منهم بهذا المال، وتروي جدة أحدهم، أنها دخلت منزلاً لتقديم مال الزكاة، فأشار سكان المنزل إلى بيت جارتهم التي تعتني بأيتام لها، وطلبوا منها أن تعطي تلك الأرملة نصيبهم شرط أن لا تعرف الأرملة بالموضوع•
كانت سمة التعفف والتقوى تسود مدينة صيدا، وما دامت الأسرة تملك قوت يومها، فلا تقبل مالاً حتى لا تحرم آخرين منه، أيام وعادات وأخلاق ليتنا نستعيدها في رمضان•
http://www.saidacity.net