الجزيرة - خبراء يناقشون مشاكل اللغة العربية
خبراء يناقشون مشاكل اللغة العربية
انطلقت في جامعة الزرقاء الخاصة شرق عمان الثلاثاء فعاليات المؤتمر العلمي السابع لكلية الآداب تحت عنوان "اللغة العربية: الماضي المحمود والمستقبل المنشود"، بمشاركة مختصين من 12 دولة عربية يناقشون على مدى يومين 48 ورقة عمل حول واقع اللغة العربية وتحدياتها وتدريسها.
ويركز المؤتمر الذي يعقده قسم اللغة العربية بالجامعة على المخاطر التي تواجه هذه اللغة ومواكبة مستجدات عصر العولمة من دراسات واختراعات وأفكار، "لإخصاب معرفتنا باللغة وقضاياها".
الساسة والعجز
وفي جلسة الافتتاح، قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد الرؤوف الروابدة إن اللغة وعاء التخاطب، وإن القرآن الكريم حفظها من الاندثار، وجعلها تستجيب للمتغيرات وتحفظ لنا هويتنا في مواجهة التغريب.
ولفت إلى أن "لغتنا تتعرض لتحد كبير لتكون قاصرة عن التعامل بواقعية وانفتاح مع المستجدات، ويزداد التحدي أثرا وتأثيرا إذا ما استمر علماؤها في التحفظ على التجديد، وإعطاء اللغة قدسية تحول دون التجديد باعتباره بدعة".
وقال الروابدة -وهو عضو في مجلس الأعيان الأردني- إن الساسة اقتنعوا بعجز العربية عن مواجهة متطلبات العصر، وتساءل "هل نكتفي بالرفض دون طرح البدائل؟ وهل تقع المسؤولية على علماء اللغة وحدهم؟ وما هو دور الساسة وقوى المجتمع الفاعلة؟ وما هو دور ذوي الفكر الديني والقومي؟".
لغتنا والانحسار
أما عميد كلية الآداب عبد الحميد غنيم فقال إن "حاضر لغتنا لا يمكن أن يوصف بالازدهار، بل هو إلى الانكماش والانحسار أقرب، لكن بشائر المستقبل في لغتنا تشير إلى أن العيب قصور في أهل اللغة التي تمتلك المزايا العلمية والأدبية والحضارية".
وبدوره طالب رئيس جامعة الزرقاء يوسف أبو العدوس بالعمل على مجاراة الحركة الأدبية والنقدية واللغوية العالمية، وتكثيف الجهود وتنظيمها على طريق تحقيق حركة نقدية لغوية، تواكب الإبداعات العربية وتجلو عن تراثنا غبار الزمن.
واعتبرت أستاذة اللغة العربية في الجامعة هناء أبو الرب في حديث للجزيرة نت أن اللغة العربية "تسير إلى انكسار وانحسار نتيجة تخلي أبنائها وتوجههم للغات أخرى بدافع التحضر ومواكبة متطلبات العصر"، لكنها استدركت قائلة إنه "لا ضير من تعلم وإتقان لغات أجنبية ولكن ليس على حساب لغتنا الأم"، وأكدت أن "لغتنا هويتناوضياعها ضياع لهويتنا".
ومن جهته أكد رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الزرقاء الدكتور جميل بني عطا أن العولمة تشن حربا لغوية خفية بما تسربه من مخرجات المدنية الغربية عبر التكنولوجيا. وأضاف في حديثه للجزيرة نت "أما (الحرب) المعلنة فتتمثل في المحاولات البارزة لتغيير مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية، وجعلها في منزلة متأخرة من اهتمامات المؤسسات التعليمية بمستوياتها المختلفة".
استشراق جديد
وفي المقابل يرى أستاذ اللغة العربية للأجانب في الجامعة الأردنية أيمن الحجاوي أن الخوف من العولمة "نوع من الوهم"، وقال إن "لغتنا تستوعب الجديد إذا احتفظنا بالتعريب وليس الترجمة، فلا مانع من ظهور كلمات غير عربية الأصل ولكنها معربة".
أما أستاذ الأدب والنقد القديم في جامعة الزرقاء محمد الأطرش، فطالب بتوفير ما أسماه "الأمن اللغوي"، وقال إن الهجمات على العربية مصدرها المستشرقون والمستعربون العرب الذين كانوا في مركز القيادة للإشراف على اللغة العربية -خاصة في مجمع اللغة العربية بمصر- والذين دعوا لاستبدال العامية بالفصحى، وحذف أبواب من النحو وعدم العناية بالأدب القديم، حسب قوله.
وبدوره يرى أستاذ اللغة العربية في جامعة القرويين بالمغرب عبد المالك اعويش أن الإشكال الحقيقي الذي تعاني منه العربية هو في أهلها والناطقين بها، "فنحن الذين أضعفنا لغتنا، وبفضل الاستعمار تشبثت الدول المستقلة بلغات المستعمر، مما جعل لغتنا تصارع في أوطانها". واستبعد أن تتأثر العربية بالعولمة.