السفير - حلان لا ثالث لهما أمام صيدا ... إذا وقع المحظور
حلان لا ثالث لهما أمام صيدا ... إذا وقع المحظور
صيداويات - السبت 25 أيلول 2010
محمد صالح - السفير - صيدا :
«حلان لا ثالث لهما أمام صيدا إذا وقع المحظور ودخلت البلاد أتون الفتنة: إما الدخول في عنق العاصفة والتخبط او سلوك طريق بر الامان باستخدام ميزان الذهب». هذا الكلام لمصادر سياسية صيداوية، يعكس توجساً لم يعد يستهان بنسبته بين ابناء عاصمة الجنوب من الظروف الدقيقة التي يمر فيها لبنان. والمصادر تشير إلى حساسية موقع صيدا وظروفها المعقدة جدا في هذه المرحلة من تاريخها فهي أولا وأخيرا اسيرة موقعها الجغرافي عند مدخل الجنوب وتداخلها المناطقي وتنوعها الديموغرافي، وهذه كلها عناصر تجعل منها مدينة شديدة الاشتعال ما لم يتنبه عقلاؤها إلى سكب الماء، لا الزيت، على أي نار تندلع مهما بلغ صغرها.
وترجح المصادر أنه انطلاقاً مما تقدم «يفترض أن يتغلب العقل على التهور والحكمة على التفلت وبأن لا ينساق الشارع الصيداوي الى الغرائز والشحن لان في ذلك تهلكة للمتهورين اولا وللمدينة ثانيا كما انهم ان تهوروا فلن يغيروا حرفا واحدا من «ستاتيكو» الوضع القائم في المدينة مع محيطها».
بناء عليه، تتوقع المصادر أن «تسلك صيدا طريق بر الامان في ظل امكانية لدى البعض للعب دور وطني في حال استجاب الجميع لمتطلبات المرحلة خاصة ان «هذا البعض» لعب هذا الدور في أحداث ايار الماضية في صيدا وجنب المدينة متاهات اضافية كانت لو وقعت تركت عبئا ثقيلا على المدينة وأهلها.
وتحذر المصادر من ان تجنيب صيدا هذه الكأس يمر من خلال عدة اولويات اهمها عدم استغلال العامل الفلسطيني في أي دور في المدينة، بيانات وزعت في المخيم مؤخرا دخلت على عامل الفتنة بين السنة والشيعة وحملت تواقيع مختلفة وكانت واضحة في تحريضها المذهــبي بشــكل ارعن وهدفها إثارة الشحن في المخيم.
في المقابل تؤكد المصادر على ان هناك دورا صيداويا يجب ان يظهر من خلال عقد اجتماع صيداوي موسع يجمع كافة اطياف المدينة وتنوعها السياسي تحت سقف واحد للاعلان بوضوح عن «تحييد صيدا».
وكشفت المصادر ان هذا الامر قد يوضع على نار ساخنة خلال ايام قليلة جدا وأن هناك من يبحث في الآلية وفي مكــان عقد اللــقاء وفي التفاصيل اللوجستــية الاخرى.
ولكن في المقابل هناك من يطرح علامات استفهام حول هذا الطرح وجديته من بينها «هل هذا الامر سهل المنال وهل بهذه السهولة يلتقي اسامة سعد مع بهية الحريري تحت سقف واحد بالرغم من كل ما حصل وآخره الانتخابات النيابية وبعدها الانتخابات البلدية.. وماذا عن الرئيس فؤاد السنيورة اذا قرر حضور هذا الاجتماع وهو نائب المدينة».
وهناك تفكير جدي لدى مجموعة من الصيداويين لاخذ موعد من الرئيس نبيه بري في دارته في المصيلح لعرض هواجس المدينة عليه من اجل ايجاد مخارج جدية لصيدا قبل فوات الأوان.