البناء - جبهة السجالات البلديّة تشتعل في صيدا
جبهة السجالات البلديّة تشتعل في صيدا
صيداويات - الإثنين 06 أيلول 2010
جمال الغربي - البناء - صيدا:
عكست حالة التوتر والجفاء السياسي بين القوى الصيداوية نفسها على الواقع اليومي. فقد اشتعلت جبهة السجالات البلدية في مدينة صيدا بين التيار الوطني الديموقراطي الذي يرأسه رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد من جهة، وتحالف تيار المستقبل والجماعة الإسلامية ورئيس بلدية صيدا الحالي محمد السعودي من جهة أخرى، وذلك عقب ما كشف عنه اللقاء الوطني من إشكاليات في العمل لا سيما انعكاساتها على مصالح المواطنيين والبيئة على حد سواء، فيما تم تنسيق رد التحالف الذي يتولى قيادة المجلس البلدي من قبل النائب بهية الحريري التي اشادت بالعمل الذي يقوم به السعودي وهذا ما عبر عنه النائب فؤاد السنيورة أيضاً.
أما المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود، فقد شن هجوماً عنيفاً في إحدى الإفطارات التي أقامتها الجماعة في مخيم عين الحلوة على عمل بلدية الظل التي أطلقها اللقاء الوطني وكشف فيه عورات عمل البلدية الحالية وصفها بالفتنة. فيما اعتبر السعودي أن بلدية الظل هذه تجلس في العتمة ولا ترى جيدا.
كما برز رد لرئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري على بسام حمود في بيان له أكد فيه، أن البعض يحاول من خلال الافطارات الرمضانية أن يتدخل في السياسة ويتدخل في مشاريع إنمائية لا يعلم عنها شيئا، آملا من الجميع أن يلزموا الأصول في الحديث عن الأمور الإنمائية، خصوصا إذا كان هذا الأمر خارج نطاق إختصاصهم أو غير ملمين بتفاصيله واصوله.
أما اللقاء الوطني الديموقراطي فقد رد على إتهامات تحالف "المستقبل ـ الجماعة ـ السعودي" في بيان أشار فيه إلى "أن ما كشفه من أبعاد الكارثة البيئية التي أصابت صيدا بسبب مخططات مؤسسة الحريري، وممارسات الهيئات والأجهزة الواقعة تحت سيطرتها، قد دفع العائلة المستبدة والحاكمة بواسطة أموال البترول للإيعاز إلى أدواتها وأتباعها بالتهجم على اللقاء، وعلى بلدية الظل، في محاولة يائسة للتغطية على الفضائح والارتكابات التي باتت روائحها تزاحم روائح النفايات المنتشرة في الشوارع وروائح المجارير التي تفيض في الأحياء".
وقد عمد هؤلاء الأتباع والأدوات إلى اتباع التضليل والتزوير، ولجأوا إلى التهجم على الصيادين وعلى المواطنين في الأحياء، كما أوقعوا أنفسهم في التناقض والتلفيق.
واضاف البيان: "فرئيس البلدية على ما يظهر قد بهرت أضواء السلطة بصره فلم يعد يرى جيداً، ولم يعد يميز بين الواقع والوهم. والكميات الكبيرة من السمك الميت في المرفأ ومحيطه بسبب ارتفاع نسبة التلوث الناجمة عن تحويل مصبات المجارير إلى هذه المنطقة. لم يجد الرئيس سبباً لوجودها سوى أن الصيادين أنفسهم قد ألقوا بها في مياه البحر!!! وهو ما دفع الصيادين إلى استهجان ما قاله رئيس البلدية واستنكاره، واعتبروا أنه محاولة فاشلة للتغطية على تسبب تلوث المياه بهلاك الثروة السمكية. وأضاف بعضهم: "السعودي بعد أن ألبسوه عباءة الحريري لم يعد يرى المشكلات التي نعاني منها. وهو أصلاً لا يأتي إلينا ليرى أسباب مصائبنا على حقيقتها.
وفي الوقت الذي يقول فيه رئيس البلدية أنه تم تحويل مصبات المجارير إلى الخط الرئيسي لدفع مياهها عبر محطة التجميع قرب المرفأ نحو محطة سينيق، يأتي بيان المجلس البلدي ليفضح زيف هذا الكلام حين يكشف أن المضخات في سينيق لم تعمل بعد، ومضخات محطة المرفأ شبه معطلة. غير أن المجلس يتجاهل شكاوى المواطنين من فيضان المياه الآسنة من محطة التجميع قرب المرفأ.
من جهة ثانية، تمثل النفايات عنصراً أساسياً من عناصر الكارثة البيئية، من النفايات المنتشرة في الأحياء والشوارع، إلى التضخم المتسارع في جبل النفايات وتفريخه جبلاً آخر جديداً بفضل ردميات شركة جينيكو( التابعة لآل الحريري أيضاً). محملاً مسؤولية هذه الكارثة البيئية للحكومات المتعاقبة منذ عقدين، ومختلف المؤسسات والأجهزة المعنية في الدولة. غير أن أساس الكارثة يعود إلى التخطيط الذي جعل من شاطىء مدينة صيدا الذي لا يزيد طوله عن 6 كلم مكاناً لتجميع المجارير والنفايات لمنطقة واسعة جداً في قضاءي صيدا وجزين، يقيم فيها ما يقرب من 700 ألف نسمة.
ولفت البيان الى أن مجلس الإنماء والإعمار، والمجلس البلدي الأسبق، مؤسستان قامتا بتنفيذ الأوامر الصادرة عن مكاتب مؤسسة الحريري بعد وضعها هذا التخطيط الكارثي !!!
وأكد البيان إستمرار اللقاء الوطني في كشف مواطن الخلل، وفضح الارتكابات، وقول كلمة الحق، من أجل خدمة المصلحة العامة وقضايا الشعب. ولن يمنعنا من القيام بهذا الدور الوطني أي ترهيب كائناً من كان مصدره.